منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - طلب رواية وداع مع الاصيل
عرض مشاركة واحدة
قديم 2012-02-09, 00:49   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
ام هالة شهرزاد
عضو متألق
 
الصورة الرمزية ام هالة شهرزاد
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

أدركت سعاد أن ابن عمها عازم على طلب يد الفتاة، فأطرقت برهة صامتة ساكنة خيل للفتى انها دهرا ثم اندفع قائلا: " ما الخبر يا ابنة عمي، امخطوبة هي؟"

قالت و هي ترفع رأسها ببطء من إطراقها: " لا ليست مخطوبة لأحد، و لكني أرى الطريق إليها وعرا ".

فامتقع لونه و قال: " إني لا افهم ما تقولين، هل هناك ما يشوب سمعتها ؟ "

فهزت رأسها سلبا و قالت : " بل هي عذراء طاهرة كالملائكة، تعيش مع أمها عيشة شريفة لا تشوبها شائبة، و هما المثل الأعلى عند أهل الحي بحسن السيرة و طهارة الذيل".


عاوده هدوؤه و قال: " إذا كنت تغنين إن والدي سيعترضان على هذا الزواج، فلن يهمني ساعتئذ غضبهما أو رضاهما؟ و ليس لزاما علي أن اربط حياتي بحياة من يريد أهلي أن تكون شريكة لعمري، و أتزوج الفتاة التي يحبها لي غيري" .

قالت سعاد: " ليس هذا كل ما هنالك يا ابن عمي، بل اخشي ألا ترضى بك الفتاة".

فبهت الشاب و لم يجد ما يقوله، و تساءل في نفسه: " ترى أي عيب تراه ابنة عمي بي حتى تلقاني بمثل هذه الصفعة ؟ "

و كأنما أدركت سعاد ما دار بخلده، فهتفت به: " عسى ألا تكون اخطات فهمي يا ابن العم ".

فرفع عينيه إليها و قال: " لست افهم منك سوى أني لست للفتاة بأهل ".

قالت: " بل لست أرى من هو أكثر أهلا منك لها، و لكنك لا تعلم أن والد الفتاة استشهد و هو يدافع عن وطنه في ثورة عام 1936 ، و مات الميتة الشريفة التي ماتها زوجي، أخوك ، و كذلك أخوها، و اليوم بدأ الناس يتهامسون عن الثروة التي ينعم بها والدك و يقرنون اسمك بما لا يشرفك".

فما كادت سعاد تتم قولها حتى رأت ابن عمها يثب على قدميه و يصيح قائلا: " و هل حذا أبي حذو أولائك الخائنين؟"

أشارت إليه بصمت و تلفتت حولها و همست: " هذا ما يردده بعض الناس".