2009-03-08, 01:30
|
رقم المشاركة : 3
|
معلومات
العضو |
|
إحصائية
العضو |
|
|
3. تستند دعائم التصور النظري لدى ماكس فيبر على مسألتي:
أ- النموذج أو النمط المثالي، حيث أشار إلى أن أفضل طريقة في دراسة المعاني الذاتية للظاهرات الاجتماعية تتمثل في استخدام النمط المثالي. وهذا النمط ليس فرضا ولكنه يوجه الباحث إلى وضع فروض، وليس وصفا للواقع بل يستهدف توفير الوسائل الواضحة للتعبير عن هذا الوصف. ويبدو أن هذا المنطق تقوم عليه عبارته القائلة بوجود نوعين من المعاني: الأول وهو المعنى الموجود واقعيا لفاعل فرد واقعي، والثاني هو المعنى الذاتي الذي ندركه نظريا ونطلق عليه نمط المثالي، وهو أوضح مستوى لمفهوم مجرد عام ارتكز عليه تحليل (فيبر)، فهو ينظر إلى الفاعل لا على أساس أنه يستجيب لمؤثر بعينه، وإنما على أنه يبذل جهدا ليتلاءم مع أنماط من السلوك المثالي المجردة. وفي هذا يوضح أن بناء أسلوب الفعل الرشيد الخالص يعني تقديم نمط من السلوك إلى الباحث في علم الاجتماع ليساعده في الدراسة لأنه عندما يقارن السلوك الفعلي بهذا النمط يستطيع فهم الأساليب التي يتأثر بها هذا السلوك الفعلي بالعوامل غير الرشيدة، ومن هنا تكون هذه العوامل سبب الانحراف عن السلوك المتوقع. وخلاصة كل هذا أن النمط المثالي لا يشكل أسلوبا للفعل الواقعي وإنما يعتمد أسلوبا مثاليا مفترضا يمكن المضاهاة في ضوئه والمقارنة أيضا التي تساعد على فهم ما هو قائم.(1)
ب- نظرية التنظيم، وهي تستند وبصفة أساسية على مفهومه للسلطة التي ميز فيها بين ثلاثة أنماط، هي السلطة الكارزمية المستندة إلى الإلهام والتي تنسب إلى وجود قائد ملهم له خصائص نادرة بمقتضاها يضحي قائدا أو زعيما، ويتمثل النمط الثاني في السلطة التقليدية التي تستند إلى قدسية التقاليد والإيمان بخلود الماضي، وبمقتضاها ينظر الناس للنظام الاجتماعي القائم بوصفه مقدسا وخالدا وغير قابل للانتهاك .. وأما النمط الثالث والأخير فسيستند إلى الإيمان بسيادة القانون، ومن ثم يوسم بالسلطة القانونية التي تفترض وجود مجموعة رسمية من المعايير المستقرة نسبيا، والتي تسعى إلى تنظيم السلوك كي يكون سلوكا رشيدا.
4. وعن تصوره للعلاقات الاجتماعية فيقصد بها سلوك جمع من الفاعلين تتحدد بمضمونات معنى هذا السلوك، وبالقدر الذي يضع كل الآخر في حسبانه ويوجه سلوكه في ضوء هذا.(2)وإذا انتقلنا إلى مسائل الطبقة الاجتماعية بوصفها مقولة، وموضوعا أساسيا من موضوعات علم الاجتماع نجده يعرف الطبقة بأنها مجموعة من الأشخاص في موقع طبقي متماثل. ذلك الموقع أو الوضع الذي يعني احتماليا وجود استلاب السلع، والوصول إلى وضع في الحياة، والشعور بالرضا والإشباع الداخلي. والذي يود المرء الإشارة إليه بشأن هذا التعريف، أنه في منطوقة وجوهره لم يختلف كثيرا عن التصور الماركسي اللينيني للطبقة بوصفها جماعة من الناس تحتل موضوعا متماثلا نسبيا في نظام الإنتاج الاجتماعي، وبذلك يكون ما أضافه فيبر بعض المؤشرات على الوضع الطبقي والتي حاول بعض الباحثين الأمريكيين أن ينسجوا على منوالها، فاعتمدوا مؤشرات عدة لتصنيف الناس حسب طريقتهم في الحياة – كما فعل لويد وآرنر – حتى في شكل ولون الحذاء الذي يلبسونه، على أن المهم في هذا أن فيبر عاد وحدد الاشتراك في المصالح كأساس لوجود الطبقة، ووسع من هذه المصالح لتشمل أشياء كثيرة، لكنها لا تخرج في التحليل العام والأخير عن ملكية الأصول الرأسمالية.(3)
5. وبشأن موقفه من قضايا الصراع والتغير في المجتمع الإنساني. يذهب البرت سالون إلى أن فيبر اجتهد في رسم إمكانات حل الصراع، وأنكر قدراته الدافعة نحو التغير، فقد رأى أن الصراع يمكن أن يتطور تطورا جدليا ديناميان بمعنى أن وجوده لا يحول دون بقاء المجتمع واستمراره، فتغيره تماما أمر لا يحدث إلا في حالات استثنائية.(4)
(1) محمد عبد الله أبو علي، مدارس اجتماعية، الهيئة المصرية العامة، للكتاب، 1978، ص 176 – 180.
(2)Weber, M op cit , p 26 – 27.
(3) Ibid.
(4)Mayer, C Max Weber's Interpretation of Karl Marx in Social Research, vol 42, No, 4 Winter, 1975 p 701 – 719.
|
|
|