2009-03-08, 01:29
|
رقم المشاركة : 2
|
معلومات
العضو |
|
إحصائية
العضو |
|
|
عن علم الاجتماع.
إن المجلد الأول من كتاب ماكس فيبر (الاقتصاد والمجتمع) والذي أسهم مع آخرين في ترجمته وتحريره ويتش روث. يكاد يحوي معظم التصورات والأفكار الفيبرية حول علم الاجتماع وقضاياه .. خاصة جزءه الأول الذي حوي المفهومات السوسيولوجية الأساسية التي عدت أدوات فيبر التحليلية للمجتمع وأنساقه وأفعاله الاجتماعية ففي هذا العمل:
1. يعرف علم الاجتماع بوصفه علما يكرس جهوده للوصول إلى فهم تفسيري للفعل الاجتماعي أسبابه، ومصاحباته. ويعرف الفعل بوصفه نتاجا للمعنى الذاتي الذي يخلعه الأفراد على سلوكهم، سواء كان هذا المعنى واضحا أو كامنا مواربا. ويعد الفعل اجتماعيا بالقدر الذي يضع فيه الفاعل سلوك الآخرين في حسبانه توجها وتصرفا.
وتجدر الإشارة في هذا الصدد إلى أن فيبر أعطى لمفهوم الفعل الاجتماعي معنى واسعا كل السعة، بوصفه الموضوع الأساسي للبحث السوسيولوجي من وجهة نظره، فقد ضمنه كافة أنواع السلوك مادام الفاعل يخلع عليها معنى.(1)
ويذهب (جون ركس) في عمله الموسوم (بمشكلات أساسية في النظرية الاجتماعية) إلى أن ثمة خاصيتين في مفهوم فيبر حول الفعل الاجتماعي، فـ(فيبر) يسلم أولا وصراحة بمدخل ذاتي لنظرية علم الاجتماع وذلك بتركيزه على أن المفهومات النظرية في علم الاجتماع يتعين صوغها في ضوء نموذج محدد للدافعية التي تحرك (الفاعل الفرضي) والذي يمثل بدوره تصورا مفترضا. أما الخاصة الثانية فتتعلق بمدلول مصطلح (فيبر) عن (المعنى) وهو مصطلح اعتبر من بين المصطلحات، التي لعبت دورا في الجدل الذي ثار في ألمانيا حول مسألة التاريخ ومناهج العلوم الاجتماعية عشية ظهور أعمال (ماكس فيبر) المهم أنه عندما استخدم (فيبر) هذا المصطلح كان يعني به الإشارة إلى السلوك في ضوء الغرض أو المرمى الذي يسعى إلى تحقيقه الفاعل.(2)
2. ونظرا لتحديده لعلم الاجتماع بوصفه علما وشاملا للفعل الاجتماعي اقتضاه هذا أن يبذل جهدا في تصنيف الأفعال الإنسانية وتنميطها. ويقصد بالعام والشامل من وجهة نظره، وكما أوضح (ريمون آرون) من تحليله لأعمال فيبر، فهم المعنى الذي يخلعه الإنسان على سلوكه. وهذا المعنى، الذاتي بالطبع، هو المعيار الذي على أساسه يمكن تصنيف الأفعال الإنسانية، توطئة لفهم بناء السلوك. هذا ويمكن القول إن محاولته لتصنيف الأفعال هذه حكمت تفكيره إلى درجة واضحة، عندما هم بتفسير خصائص وأغراض المجتمع المعاصر، ووفقا لما أتى به يعد الرشد والعقلانية خاصة أساسية للعالم الذي نعيش فيه. وتفصح هذه العقلانية عن نفسها من خلال علاقاتها بالأهداف المحددة. فالمشروع الاقتصادي مثلا يكون رشيدا عندما تضبط الدولة بواسطة البيروقراطية، بل إن المجتمع بكامله يتجه نحو التنظيم البيروقراطي، وحتى العلم نفسه يعد من وجهة نظر (فيبر) مظهرا لعملية العقلانية التي تميز المجتمع الحديث.(3)
(1) أليكس انكلز، مصدر مذكور، ص 43.
(2) جون ركس، مشكلات أساسية في النظرية الاجتماعية، تر، محمد الجزهري وآخرون، منشأة المعارف بالاسكندرية، 1973م، ص 131 – 132.
(3)Aron, R,Main Currents, op, cit 187 – 189.
|
|
|