منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - إميل دوركايم
الموضوع: إميل دوركايم
عرض مشاركة واحدة
قديم 2009-03-08, 01:18   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
فارس الجزائري
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية فارس الجزائري
 

 

 
الأوسمة
المركز الثالث في مسابقة التميز في رمضان وسام مسابقة منتدى الأسرة و المجتمع وسام القلم المميّز 
إحصائية العضو










افتراضي

تعقيب.
لقد تثمل جهد دوركايم في محاولته المنهجية وإبرازه بعض الخصائص النوعية للظاهرة الاجتماعية. أما مخرج دراساته وآرائه فيعوزه الكثير من الصدق العلمي. فما عده عاما (كتقسيم العمل) عده آخرون من أمثال (ريمون آرون) ثانويا وسطحيا، لأنه لم يفسر لماذا يحدث تقسيم العمل.
لقد حاول دوركايم أن يصنع شيئا، وأن يفهم المجتمع، لكنه لم يكن أصيلا في مسعاه: فقد أخذ من سان سيمون، وأوجست كونت، وحاكى ماركس. و‘ليك الأدلة التي تدعم الرأي القائل إن أهم ما يراه البعض أنه من إبداعاته، كان ردود أفعال متفاوتة في الدقة والإتقان في المحاكاة والتأليف:
أ‌- يؤكد (رادكليف براون) أنه أول من دعم استخدم المماثلة البيولوجية في علم الاجتماع، وبالتالي أجهض محاولته لإبراز الطابع النوعي لعلم الاجتماع.
ب‌- يوضح كليفورد فوجان وزميلاه سكوتفورد ونورثون من خلال تحليلهما ومتابعتهما لأعمال دوركايم أنه أراد أن يبدأ وضعيا بدراسة الظاهرات الاجتماعية كأشياء، وبالتركيز على أبعادها الخارجية، القابلة للملاحظة، لكنه في مسلكه سقط في المثالية لأنه علق كل شيء تقريبا على (التصورات الجمعية) والمشاعر والقيم المشتركة، ونظرا لصعوبة دراسة هذه الأبعاد وضعيا كأشياء فقد استبدل التحليل السوسيولوجي بالتوجيه السيكولوجي الاستنباطي. قد كان في صراع بين إقدام وإحجام موزعين بين الوضعية، والوقوف ضد النزعة الفردية، وبالتالي عندما أراد إنكار (الفردية) أضحى مثاليا، وعندما أراد أن يحافظ على الوضعية أضحى سيكولوجيا مما جعله ينتهي إلى عكس ما بدأ، ويصل إلى ما هو مخالف لما أراده لعلم الاجتماع.
ج‌- يتفق ( رايت ميلز) و(ارفينج زايتلن) و(ألفن جولدنار) على التوالي على. تأثر دوركايم بماركس، خاصة فيما يتعلق بقضية الوجود الاجتماعي والوعي الاجتماعي.
- فرايت ملز يرى أن (دوركايم) قرأ (ماركس) وأراد أن يثبت عكس ما وصل إليه بشأن أسبقية الوجود على الوعي.
- أما زايتلن فيرى أن (ماركس) كان شبحا ظل يحاكيه ويناوره كانت أتى بعده وفي مقدمتهم (دوركايم).
- وجولدنر، فيذهب إلى أن دوركايم أراد أن يخالف (ماركس) لكنه لم يستطع إلا أن يلتقي معه، ولو على هوامش الوجود الاجتماعي والوعي الاجتماعي. فهو يرى أن وجود المجتمع سابق لوجود الفرد، والوعي الجمعي سابق للوعي الفردي، والوجود الاجتماعي ليس متحددا لديه بمتغيرات مستقلة أكثر أهمية من غيرها، إنما اعتبر كل المجتمع وجودا اجتماعيا، بمعنى أنه وسع من نطاق الوجود الاجتماعي ولم يحدده بالعلاقات الإنتاجية، كنقطة بدء مهمة. ويدلل (جولدنار) على التأثر الدوركايمي بالفكر الماركسي بإشارته إلى أن الأول كان واعيا بقوة لفكر الثاني، وكان ملاحظا لتطور الاشتراكية الأوربية، وترحك الصراع الذي أفضى إلى إضرابات ديكازيفيل سنة 1886م وهي السنة نفسها التي أنهى فيها دوركايم (مسودة) كتاب (تقسيم العمل الاجتماعي) وقد كانت هذه الظروف – بجانب قيم ومصالح غير معلنة – داعية لندائه بأفكار التضامن خوفا من الشقاق والتفكك في المجتمع الفرنسي.
ـــــــ
مواضيع ذات صلة:
أميل دور كايم