منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - كارل ماركس
الموضوع: كارل ماركس
عرض مشاركة واحدة
قديم 2009-03-08, 00:41   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
فارس الجزائري
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية فارس الجزائري
 

 

 
الأوسمة
المركز الثالث في مسابقة التميز في رمضان وسام مسابقة منتدى الأسرة و المجتمع وسام القلم المميّز 
إحصائية العضو










افتراضي

تعقيب.
لقد وجهت لـ (ماركس) في دراسته السوسيولوجية للإنسان والمجتمع بعض الانتقادات الهامة التي يمكن تركيز أبرزها في اثنين:
1. التفسير المادي للتاريخ ولتطور المجتمع البشري. ويعد (بيترم سروكين) من أبرز من حاولوا التأكيد على هذا النقد. ففي مؤلفه الموسوم بـ (النظريات السوسيولوجية المعاصرة) صنف (ماركس) بين أنصار الاتجاه الاقتصادي، وجاهد منذ البداية ليكون نقده مستندا إلى بعض الأفكار المنهجية، ثم أشار إلى تفسير (ماركس) تفسير علي (سببي) أحادي الجانب، ويعد ضربا من الميتافزيقا حيث يستعصي تطبيقه في المجال الاجتماعي على عدد كبير من العلاقات، التي هي في الأصل كما يذهب (سروكين) ذات اعتماد متبادل ويستشهد بعد ذلك على دحض العامل الاقتصادي ببعض الدراسات التي أوضحت أن دور العامل الاقتصادي أكثر خفوتا عكس ما تصور (ماركس).(2)
والمدقق في مثل هذا النقد الذي يكاد يكون أكثر ذيوعا في كثير من الكتابات المناوئة لماركس يرى أنه لم يضع في حسبانه بعدين أساسيين:
أ‌- أن ماركس وانجلز أكدا أكثر من مرة أن العامل الاقتصادي ليس عاملا وحيدا، بل هو عامل مهم، لا يلغي أدوار بقية العوامل بما في ذلك مكونات البناء الفوقي، فضلا عن أن العامل الاقتصادي الذي سمى هكذا من قبل بعض الشراح والمفسرين للنظرية يشمل في مضمونه على علاقات الإنتاج وقوى الإنتاج، ومجمل الأساس الاجتماعي الاقتصادي للمجتمع.
ب‌- أن ماركس لم يعتمد التفسير العلي (السببي) في أي من دراساته. فمنطق الجدال يعني تبادل التأثير والتأثر بين الظاهرات المجتمعية، بين الكلي والجزئي، والشكل والمضمون. والضرورة والصدفة .. الخ، لكن المنتج لهذا التفاعل الجدلي لا يكون سالبا مكررا بنفس الأوضاع والصور، بل هو يصل إلى مركبات جديدة – الفكرة نقيض الفكرة – مركب الاثنين.
وحول هذا النقد يذهب هنري لوفيفر إلى أن البعض تصور أن ماركس لم يبرر في الطبيعة البشرية سوى الإنسان الاقتصادي في حين أن ماركس نفسه، وأنصار فكرة السوسيولوجي يقررون أن سيطرة العامل الاقتصادي على الوجود الإنساني بأسره هي ما يسميه ماركس باسم اللا إنساني. بمعنى أنه حينما يستسلم الإنسان للمال باعتباره قوة سحرية فإن ماهيته عندئذ لابد من أن تهبط إلى مستوى (اللا إنسانية). وخلاصة هذا أن التوجه الماركسي سائر منذ البداية نحو ضرورة العمل على تجاوز مرحلة الإنسان الاقتصادي.(1)


(1)Sorokin, P. Contemporary Sociological Theories,Harper et Brothers, N.Y., 1928, pp 527 – 538.

(2) زكريا إبراهيم الطبيعة البشرية في فلسفة كاراك ماركس، مجلة عالم الفكر، الكويت العدد الأول ، 1971م، ص 255 – 268.