منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - كارل ماركس
الموضوع: كارل ماركس
عرض مشاركة واحدة
قديم 2009-03-08, 00:37   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
فارس الجزائري
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية فارس الجزائري
 

 

 
الأوسمة
المركز الثالث في مسابقة التميز في رمضان وسام مسابقة منتدى الأسرة و المجتمع وسام القلم المميّز 
إحصائية العضو










افتراضي

3. ليس المجتمع لدى (ماركس) مفهوما مطلقا أو حقيقة مجردة، بل هو موجود واقعي يتوقف كيانه على أسلوب الإنتاج وطبيعته التي تسم بطابعها كل مجتمع من المجتمعات. ومن ناحية أخرى لا يتصور (ماركس) الإنسان إلا في مجتمع، ولا تتحقق ماهية الإنسان إلا بالعمل، لأنه هو الذي يكسب الإنسان حقيقته الواقعية. ولقد هاجم (ماركس) أكثر من مرة الأفكار التي كانت ترى وجود تناقض بين الإنسان والمجتمع، أو تضاد بين المجتمع والفرد، وفي هذا يؤكد على ضرورة استبعاد أي تجريد للمجتمع في مقابل الإنسان. فالإنسان كائن اجتماعي، يؤكد الحياة الاجتماعية ولذلك كانت متطلبات الإنسان وحاجاته مطلبا أساسيا في فكره، جعله دوما ينتقد المجتمع الطبقي الذي لا اختزيضع حاجات الإنسان في اعتباره.(1)
4. يعد تأكيده على مفهوم (الطبقة الاجتماعية) إبرازا وتجسيدا لتركيزه على ما هو اجتماعي داخل المجتمع. فلم يستسلم في أي من كتاباته لتحويل علم المجتمع إلى دراسة الية للأفراد، تركز على الأبعاد البيولوجية أو السيكلوجية فيهم، وإنما عد الطبقة مفهوما أساسيا ومقولة تحليلية، وبعيدا عن كل ادعاء قرر ماركس (... بالنسبة لي لا يعزي لي أي فضل في اكتشاف وجود الطبقات في المجتمع، أو حتى الصراع بينها، فقد وصفها قبلي كثيرون كما أنهم وصفوا أيضا التشريح الاقتصادي ...)(2)وإذا كان قد اعترف بهذا، فالجديد الذي قدمه هو توصيف وجودها وتشخيصه، ووصف حركتها وتفسيرها. وقد بدأ هذا بتحديد الطبقة بمحددات موضوعية. فالإنسان لديه يتفوق على الحيوان ويتميز عليه بالوعي. وربما كانت هذه واحدة من النقاط التي أراد أن يرد بها على (وضعية كونت) التي أرادت أن تسلب الإنسان عقله وإرادته وقدرته على التغير.(3)
ولكن كيف يدرك الإنسان بنفسه وبما يحيط؟ يرى أن هذا الوعي يبدأ بمجرد أن يبدأ الإنسان في إنتاج وسائل العيش، تلك التي تحدد بداية بظروف الطبيعية وإمكاناتها. وعليه فعندما ينتج الناس هذه الوسائل يبدءون في إنتاج حياتهم المادية والعقلية.
وهذا يعني أن الإنتاج صورة من صور النشاط الإنساني، وشكل من أشكال التعبير عن الحياة الإنسانية. وإذا كانت هذه الظروف تحدد بظروف الإنتاج المادي فإن هذا أيضا يعتمد على المرحلة التاريخية التي يمر بها المجتمع، وبخاصة شكل ملكية وسائل الإنتاج. عندئذ تحدد الطبقة عن طريق الملكية، وعن طريق قوى الإنتاج والتقسيم الاجتماعي للعمل حسبما تسمح به المرحلة التاريخية. ففي التكوين الاجتماعي الاقتصادي الذي يعيش فيه الناس على الصيد في البر والبحر يكون شكل الإنتاج غير متطور، وبالتالي يكون تقسيم العمل أوليا، ويكاد يقتصر على شكله الطبيعي داخل الأسرة، وأما البناء الاجتماعي وعلاقاته فيتحدد بالعائلة الأبوية، ثم بأعضاء القبيلة، وأخيرا بظهور العبيد والأرقاء. وتتطور العبودية الكامنة في الأسرة تدريجيا وكميا نتيجة لسيطرة الأب وسيطرة الرجل عموما، وتمتد إلى خارج الأسرة بتنمية الملكية الفردية بوسائل الإنتاج والبشر، وبالمقايضة (الأسرى) في الحروب، وبعبارة موجزة تحدد الطبقة بالموقع في الملكية وتقسيم العمل الاجتماعي. وهو يؤكد هذا في معرض تحليله لنشأة الطبقة العاملة عندما أشار: (دعني ألخص لك أنه كلما نما الإنتاج الرأسمالي، نما تقسيم العمل واتسع استخدام الآلات، وكلما اتسع تقسيم العمل واستخدام للآلات، اتسعت المنافسة بين العمال واتجهت أجورهم نحو الانكماش)(4)وتلك أول الظروف الموضوعية لنشأة الطبقة العمالية. وتجدر الإشارة ها هنا إلى أن ما سبق لا يعني أن الملكية وتقسيم العمل هما فقط المحددان الوحيدان لتكون الطبقة، فثمة محددات أخرى تسهم في هذا التكوين. فالذي يجعل العمال بالأجر والرأسماليين وملاك الأرض يكونون ثلاث طبقات اجتماعية هو الأجر، والربح، والريع، فضلا عن معرفة هذه الطبقات بمصالحها ومصالح غيرها، مما يوضح التعارضات والتناقضات بين مصالحها.(5)

(1) محمد عاطف غيث، تقديمه لكتاب أوسبيوف، المصدر المذكور، ص م.

(2)Marx,K et Engles, F.Selected Works, Vol, I,Foreign ******** Publishing House, Moscow, 1962, p 362 – 363.

(3) هربرت ماركيوز، العقل والثورة، مصدر مذكور، ص330.

(4)Marx, et Engles, op, cit, p 109.

(5)Marx, K capital, Vol, Ill, ed. By F.Engles, 2nd impression Foreign ********, Publishing House, Moscow, 1962, p 862 – 864