2009-03-08, 00:36
|
رقم المشاركة : 2
|
معلومات
العضو |
|
إحصائية
العضو |
|
|
عن علم الاجتماع.
1. رفض (ماركس) استخدام تسمية علم الاجتماع في أي من كتاباته، لا لأنها تسمية غير موفقة فحسب، وإنما أيضا لارتباطها بالفلسفة الوضعية التبريرية التي روج لها (أوجست كونت) والتي ما زالت تسم علم الاجتماع الانتجلوا أمريكي في معظمه بسمة التبرير لا التفسير العلمي، وبالمحافظة لا النقد العلمي الاجتماعي، فضلا عن مزج التحليل السوسيولوجي بمحاكاة ومماثلة بين الظاهرة المجتمعية والظاهرة الطبيعية، ولهذا فضل تسمية العلم بـ: (علم المجتمع)(1)وحدد موضوعه الأساسي بدراسة المجتمع الإنساني، ككل تاريخي متغير، من خلال دراسة القوانين الاجتماعية لتطور التكوينات الاجتماعية الاقتصادية. وبحث مختلف العلاقات الداخلية لجوانب الحياة الاجتماعية، وأما عن الموضوع الأساسي للبحث السوسيولوجي الماركسي فيتحدد بالعلاقات الاجتماعية الأساسية الموضوعية، التي يأتي في مقدمتها العلاقات الإنتاجية. – علاقات الملكية – ويتحدد أيضا بالوجود الاجتماعي الموضوعي. وتعد التفرقة التي أثارها (ماركس) بين الوجود الاجتماعي والوعي الاجتماعي انتقالا حاسما أكسب علم المجتمع طابعا متميزا، ونقله من مرحلة الفلسفة الاجتماعية إلى إطار النظرية السوسيولوجية. وبهذا قدم إجابة سوسيولوجية للسؤال الأساسي الخاص بأيهما أسبق: الوجود أم الوعي؟ وفي هذا يذهب إلى أن أسلوب الإنتاج هو الذي يحدد الطابع العام للعمليات الاجتماعية لأن وعي الناس ليس هو الذي يحدد وجودهم، بل على العكس يتحدد وعيهم بوجودهم الاجتماعي.(2)
2. يتألف الفكر الماركسي من مكونين أساسيين: هما المادية الجدلية والمادية التاريخية. ويؤكد رواد هذه النظرية أن المادية التاريخية تمد علم المجتمع بإطاره الأساسي، الذي يقدم لهذا العلم إجابة علمية على المسألة السوسيولوجية المعرفية الأساسية، وهي مسألة العلاقة بين الوجود الاجتماعي والوعي الاجتماعين ذلك الوجود الذي تعده المادية التاريخية واقعا موضوعيا مستقلا عن الوعي وترى الوعي انعكاسا قد يكون أقل أو أكثر دقة ووضوحا له.(3)
وعلى هذا فالمادية التاريخية هي إطار علم الاجتماع العلمي الذي يدرس القوانين العامة للتطور الاجتماعي، وصور حدوثها وتجسداتها من خلال النشاط الاجتماعي التاريخي للإنسان.(4)
ولا تعني محاولة توضيح المادية التاريخية وتمييزها هنا فصلها عن غيرها من المكونات إلا بما يساعد على الفهم والتحليل. فقضايا المادية التاريخية وكذلك فروضها، هي الامتداد المحسوس لقضايا المادية الجدلية وفروضها لأن المادية الجدلية بمثابة الإطار الفلسفي العام، في حين تعد المادية التاريخية لإطار السوسيولوجي الأساسي.(5)
(1)The New Encyclopedia Britannica, Vol Il, 15th Edition, Helen He,ingway Benton, Publishers, London, 1979, p458 – 553.
(2) محمد عاطف غيث، تقديمه لكتاب، أوسيبوف، قضايا علم الاجتماع، دراسة نقدية سوفيتية، 1970، ص ن – س. (3) ,(4),(5) Konstantionv, F, et KeIl, V, Historical Mateerialism-Marxist Sociology, Problishers, Moscow, 1969, p 7 – 9
|
|
|