2009-03-08, 00:20
|
رقم المشاركة : 2
|
معلومات
العضو |
|
إحصائية
العضو |
|
|
تابع
عن علم الاجتماع.
1. يقوم الإطار الفكري الأساس لدى (كونت) على دعائم الفلسفة الوضعية التي تنظر إلى جميع الظاهرات على أنها خاضعة لقوانين طبيعية لا تتغير.
وفي هذا يذهب إلى أننا لما كنا ندرك عقم ما يسمى (بالعلل الأولى) في أي بحث فإن مهمتنا السعي نحو كشف هذه القوانين بدقة، بغية اختصارها في أقل عدد ممكن. وإذا كان التأمل النظري لهذه (العلل) لا يفضي إلى حل أي مشكلة علمية، فمهمتنا يجب أن تتركز في أن نحلل بدقة ظروف الظاهرات لنجمع بينها عن طريق علاقات التشابه والتعاقب الطبيعية. وأفضل مثال على ذلك يتبدى في فكرة الجاذبية. فنحن نقول إنها تفسر الظاهرات العامة للكون، لأنها تجمع الوقائع الفلكية الهائلة التنوع تحت باب واحد.(1)
2. على الرغم من أن ( أوجست كونت) هو الذي أعطى العلم الاسم المستخدم الآن، فقد كرس جهدا للدعوة للعلم، أكثر من اهتمامه بتحديد موضوع العلم. وقد كان يحس في أيامه أن علم الاجتماع يقف بالنسبة لغده في نفس الظروف التي وقف فيها ذات يوم (التنجيم) من علم الفلك، ووقفت فيها الكيمياء القديمة من علم الكيمياء الحديث. وكان يرى أن انفصال علم الاجتماع عن دائرة العلوم الاجتماعية الأخرى لن يكون عمليا ومرغوبا فيه إلا فيما بعد، ولهذا كان يرى (أنه من المستحيل التعجيل بهذا التقسيم الرئيس) ولهذا لا توجد لديه تحديدات واضحة للموضوعات الأساسية لعلم الاجتماع(2).
3. صنف العلوم إلى خمس مجموعات، بدأ ترتيبه لها من الأبسط إلى الأقل بساطة بادئا بالفيزياء السماوية والأرضية، تلها الفيزياء الميكانيكية والكيميائية ثم الفيزياء العضوية، فالفيزياء النباتية والحيوانية، وأخيرا الفيزياء الاجتماعية التي غير اسمها إلى علم الاجتماع.(3)
قسم دراسة علم الاجتماع إلى قسمين أساسيين:
أ- القسم الأول (الديناميك الاجتماعي): ويختص بدراسة قوانين الحركة الاجتماعية، والسير الآلي للمجتمعات الإنسانية والكشف عن مدى التقدم الذي تخطوه الإنسانية في تطورها. أي أنه يدرس المجتمع الإنساني في عمومه وكليته ومن ناحية تطوره، وانتقاله من حال إلى حال.
ب- القسم الثاني (الاستاتيكا الاجتماعية): يدرس المجتمعات الإنسانية في حالة استقرارها وباعتبارها ثابتة في فترة معينة من تاريخها.(4)
(1) محمد فؤاد شكري، الصراع بين البورجوازية والإقطاع المجلد الثاني، دار الفكر العربي، القاهرة، 1958م ص 483 -495.
(2) هنري أيكن، عصر الإيديولوجية، ترجمة فؤاد زكريا، مكتبة الأنجلوا القاهرة، 1970م، ص 158،
(3) أنظر حول هذا المعنى كتاب: أليكس أنكلز، مقدمة في علم الاجتماع، ترجمة محمد الجوهري وآخرون، دار المعارف، بمصر، القاهرة، 1977م، ص37.
(4) هنري ايكن، المصدر المذكور، ص160 – 161.
|
|
|