نسب الشيخ المختار .
هو الشيخ المختار صاحب السريرة المشرقة و الكرامات الباهرة بن عبد الرحمان بن محمد بن يوسف صاحب القبة المعروفة بسيدي خالد بن عبد الرحمان " المدفون قرب ضريح خالد بن سينان العبسي " ، بن خليفة بن أحمد بن عبد الله بن عبد الواحد بن عبد الكريم بن عمر بن محمد بن علي بن عبد السلام بن مشيش بن أبي بكر بن علي بن حرمة بن عيسى بن سالم بن مروان بن حيدرة بن محمد بن أحمد بن عبد الله بن إدريس الأصغر بن إدريس الأكبر بن عبد الله بن محمد بن الحسن بن علي كرم الله وجهه و رضي الله عنه و ابن فاطمة الزهراء إبنة سيد العالمين .
مولده و نشأته
ولد الشيخ المختار سنة 1788 الموافق لـ 1202 هـ بسيدي خالد ، حفظ القرآن بمسقط رأسه و درس الفقه فيبزاوية برج بن عزوز بطولقة على يد شيخه محمد بن عزوز وقد كان بمعية الشيخ عبد الحفيظ الخنقي و الشيخ علي بن عمر و قد وصل الشيخ المختار الى درجة كبيرة من التصوف و التقوى و انخرط في الطريقة الرحمانية الخلوتية و اخد من اورادها متحليا بالاخلاق الحسنة حتى شفت روحه و رقت و تهدبت و اصبح شيخا من شيوخ الطريقة ،كان رحمه الله يربي بالهمة و الحال جماله اكثر من جلاله ، ظريفا لظيفا ظويل القامة قليل شعر اللحية .
نشاطه العلمي و الاصلاحي
اانشا ا لشيخ المختار زاوية كبيرة دات طراز رائع اسسها على التقوى ، حيث جعلها لاقامة الصلاة و دكر الله و اوقفها لظلاب العلم و حفظة القران فقصدها طلبة العلم من كل مكان الزيبان ، الحضنة ، الجلفة .... يتعلمون القران الكريم و العلوم الشرعية و السلوك الاسلامي الصحيح وقد نذر حياته للتربية و الارشاد و تعليم العباد ، من اشهر تلاميذه ابنه الشيخ محمد الصغير و الشيخ محمد بن ابي القاسم الذي اسس زاوية الهامل ببوسعادة
تاسيس الزاوية
امره شيخه بفتح زاوية و كان هذا : 1875 م حيث فتحت في بداية الامر بسيدي خالد ثم انتقل الشيخ الى اولاد جلال و قد وصلت الى مئات الطلبة في عهده .
ما عرف عن الشيخ ان نفسه اشتهت في حال بدايته الى شيئ من الطعام فعاقبها بصيام النهار و قيام الليل ثلاث عشرة سنة و كان لا ياكل الا من بقايا طعام طلبته .
و كان كثير الانشاد في مدح شيخه سيدي محمد بن عزوز رحمه الله . و له كلام في الحقائق و الوعظ .
جهاده
لم يقتصر نشاط الشيخ المختار على الجهاد العلمي بل تعدى الى الجهاد العسكري فعند دخول الاستعمار الفرنسي للمنطقة كان من الاداعين الى الجهاد و قد استشهد الكثير امام زاويته و عند ظهور الشريف بومعزة سنة 1846 م في المنطقة سانده الشيح ووضع يده في يد هذا المجاهد لمحاربة الفرنسيين فاخذ يعد العدة و يعي السكان مستعينا باتبعه ثم توجه الى الجلفة و عاد عد ثلاث سنوات أي سنة 1849 م فساعد الشيخ بوزيان قائد ثورة الزعاطشة فامده بالرجال و المؤونة من قبائل المنطقة .
وفاته
توفي الشيخ المختار صبيحة يوم الاربعاء 22 من ذي الحجة 1277 ه الموافق ل 11 جويلية 1860 م و دفن داخل زاويته رحمه الله و طيب ثراه وجعل الفردوس الاعلى مسكنه و مثواه
تاريخ الزاوية المختارية
تاريخ الزاوية المختارية
تاسيسها : تاسست الزاوية المختارية سنة 1815 م الموافق ل1230 ه من طرف الشيخ المختار رحمه الله تعالى بعد ان اذن له شيخه محمد بن عزوز البرجي بالتربية و الارشاد و تعليم العباد .
شيوخ الزاوية : تعاقب على مشيخة الزاوية المختارية الشيوخ التالية اسماؤهم .:
- الشيخ المختار : مؤسس الزاوية سنة 1815 م.
- - الشيخ مصطفى الابن الاكبر لاشيخ المختار سنة 1860
- - الشيخ محمد الصغير بن الشيخ المتار صاحب كتاب (تعطير الأكوان بنفحات شذا أهل العرفان)
-الشيخ عبد الحميد بن محمد الصغير 1916م.
- الشيخ خالد بن عبد الحميد 1952م.
- -الشيخ سعد بن عبد الحميد 1985م.
- الشيخ عبد الجبار بن عبد القادر 1990- إلى يومنا هذا .. مع ذكر أن الأب الروحي للزاوية في الفترة الأخيرة كان الحاج خالد ، و كذلك عبد الرحمان بلطرش الذين نسمع عنهما الكثير من كراماتهما.
أشهر من درس بالزاوية .
أشهر الأعلام الذين درسوا بالزاوية المختارية الشيخ محمد بن الزبير الحافظ للقرآن المحفظ له الراسخ في العرفان تخرج على يديه الآلاف من حفظة محكم التنزيل و البيان القرآن الكريم .
و يذكر أنه كان عندما تتلى عليه آية يذكر مباشرة الىية التي تسبقها لأنه كما كان يقول يرى القرىن مرئيا مشهودا أمام عينيه رحمه الله ، و كذلك الشيخ العابد بن عبد الله السماتي الفقيه النحوي ، و المفتي المالكي ، ثم الشيخ عمر الزوايد حافظ القرآن و العديد من المتون الفقهية المشهورة ، و الشيخ مصطفى بن قويدر مبروكي الضرير العالم الأديب و الشاعر الألمعي ، دون أن ننسى شيوخ الزاوية الآخرين و غيرهم كثير ......
أشهر من زارها
كان للزاوية المختارية الشرف أن زارها فقيد هذا الزمان البشير الإبراهيمي عدة مرات ، الإمام عبد الحميد بن باديس ، الشيخ عاشور الخنقي ، شيوخ الزاوية التابعة للطريقة الرحمانية .
أشهر تلاميذ الزاوية المختارية
درس بالزاوية المختارية الكثير من الفحول و من بينهم محمد بن أبي القاسم الهاملي ، بولنوار بن حبوب ، محمد بن الزبير ، لخضر بن خليف ، الشيخ النعيم النعيمي البحر الزاخر في العلوم الدينية و الفقهية و اصول و فتاوى و كذلك الشيخ محمد محمد بن العابد سماتي ، و القائد عاشور زيان ؟، و شيوخ زوايا الطريقة الرحمانية بمنطقة الجلفة و الحضنة أمثال عبد الرحمان النعاس ، الشيخ الطاهر ، الحاج الصادق بن سيدي ناجي .
دور الزاوية
لقد كان للزاوية دور هام في التربية و الإصلاح و نشر العلم في المنطقة و إمتد أثرها إلى مناطق أخرى كما كان الدور الجهادي الذي تمثل في المساهمة و تأييد للمقومات الشعبية أثناء الإحتلال الفرنسي ، كثورة بومعزة و ثورة الزعاطشة كما كانت الزاوية أثناء الإحتلال تستعمل كمخبأ للأسلحة .
الخاتمة
نحمد الله تعالى على فضله و جوده و كرمه و منه أن صارت الزاوية المختارية منارة العلم و القرآن رغم جحد الجاحدين و إنكار المنكرين ، كما نحمده على العطاء المتواصل و على النجاحات الباهرة لطلبة الزاوية و على سبيل المثال فقد تحصل الطالب محمد العاقل على المرتبة الأولى على المستوى الوطني في حفظ القرآن الكريم و تجويده و هو من خريجي الزاوية في الموسم 2001-2002
بمناسبة الملتقى الثاني للقرآن الكريم .
و في كل عام تتخرج دفعات كبيرة قد أتمت حفظ كتاب الله و التحقت بالمعاهد الإسلامية للدراسة و التخصص ... و جزى الله عنا الزاوية و شيوخها عن الإسلام و المسلمين خير جزاء .