[طوبى للغرباء]

بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة
بقلم الباحثة وديعة عمراني

يقول الحق تعالى ((وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ)) الحج –الآية 78
ويقول الحق تعالى ((قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الأَلْبَابِ )) الزمر – الآية9
بين يدي- هذه المقدمة- ورقتين علميتين خاصتين ،تعالجان بشكل كبير موضوع ورسالة هذا المؤلف : الورقة العلمية الأولى اعلان رسمي ثم نشره من جهات خاصة شرعية ، متمثلة في (( مبادرة تركية بتكوين هيئة علمية تعيد قراءة الحديث النبوي الشريف )) ، لفهمه في سياق معطيات العصر . أما الورقة العلمية الثانية هي مقتطف من كتاب ((في فقه التدين فهما وتنزيلا )) لمؤلفه د. عبد المجيد النجار .
ولكل من الورقتين مرسوم وهدف واحد ورسالة واحدة يريدان ايصالها :
فالورقة العلمية الأولى : تنطلق من هدفها وغيرتها على ما نسب الى السنة النبوية من أحاديث ضعيفة تصل إلى حد الخجل ، واخرى مزورة وثالثة موضوعة ، وأخطرها ذات ميولات شخصية.!! .. واكبت وصراعات حقبة من حقبات التاريخ الإسلامي المضطرب ، الذي كثرت فيه العديد من الارهاصات والكثير من العصبيات ..!!.. فأثر هذا وذاك على منظومة دراسة هذه الأحاديث ، ومسألة اعادة ترميم الجرح ثم اعادة ترميم الجرح والتعديل .!!!
فالهيئة العلمية والمبادرة التركية تهدف إلى (( إعادة قراءة ما ورد في الحديث النبوي الشريف )) لتوضيحه وفهمه في سياق معطيات العصر وتفسيره بما يتلاءم مع المشكلات الاجتماعية المعاصرة . ويدعو هذا المشروع القيم إلى مراجعة الأحاديث النبوية، وإعادة تفسير قيم الشريعة الإسلامية على أساس عصري ، بما يتفق بمنهج الإسناد الصحيح ولا يغير فى أصول المتون .


الشيخ يوسف القرضاوي
ولقد تعددت آراء العلماء حول هذه المبادرة ولكن أغلبها تصب في عدم المعارضة ، مع التأكيد على اتخاد الحرص والحذر ، ولعل أبرز الآصوات و الآراء المعتدلة التي يعتز بها دوما شارعنا الاسلامي،آراء العالم الفاضل الدكتور الشيخ القرضاوي ، -رئيس المجلس الأوروبي للإفتاء والبحوث ورئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين -حبث جاء قوله أنه اتفق مع ما ذهب إليه ابن منيع، وقال «لا أجد ضيرا في هذا الأمر»، مؤكدا أهمية صحة النهج، وسلامة الغاية، وهو أن يكون المقصد، كما قال «الوصول إلى الإسلام الصحيح، من دون أن يكون مقصدنا أن نجري وراء الآخرين وأن نجعل أنفسنا جزءا منهم.. نمشي وراءهم شبرا بشبر وذراعا بذراع ـ كما جاء في الحديث ـ «تتبعون سنن من قبلكم شبرا بشبر وذراعا بذراع، حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه».


مصطفى أكيول

هكذا قول الشيخ القرضاوي ذا الحكمة العظيمة والرؤيا الكبيرة الواسعة في ما يجري وما يدور من تحديات أمام الساحة الاسلامية ، وبالأخص في هذا الموضوع ، ولقد سار على رأي ودرب الشيخ القرضاوي العديد من العلماء وتأييدهم للمبادرة مع اخد الاحتياط والحذر ....، هذا عن الورقة العلمية الأولى التي بين يدي مقدمة هذا الكتاب .
أما الورقة الثانية فهي كما ذكرنا من كتاب ((في فقه التدين فهما وتنزيلا )) -د. عبد المجيد النجار، المقتطف تحت عنوان (( هل التراث ملزم في فهم الدين ؟!)) حيث يطرح المؤلف السؤال من خلال استفساره عن دور هذا التراث في الفهم؟!!!، ويقول ((فهل أفهام السابقين وتفاسيرهم ضرورية في مساعي اللاحقين للفهم؟ وإذا كانت ضرورية، فهل هي ضرورة استئناس أو هي ضرورة إلزام؟ ذلك ما سنحاول طرقه فيما يلي، بعد التحقيق في مدلول التراث الذي سيكون موضوع البحث)) .
ولقد لمس المؤلف د. عبد المجيد النجار بطرح مفهوم ((ضروة الالزام بما فهم السلف أم فقط يكفينا الاستئناس ؟ )) مربط الداء.. وعقدة الألم ...والعقبة الكبرى التي تقف واعداة قراءة الحديث الشريف كما ومبادرة الهيئة التركية .
ونحن اذ نطرح بين يدي القراء هذه المقدمة المختصرة ، نقول فان رسالة هذا الكتاب تحاول مجددا طرح القضية ...وبسطها ....واثارتها ...، والقول انه أصبح لازما علينا ،ومع ما تواجه هذه الأمة من تحديات كبرى ،تعزيز أعمال مثل هذه الهيئة التركية ، والنهوض بها ، وخلق هيئات اخرى ، تنفض عن الأحاديث النبوية الشريفة ما لحق بها من مدسوس وموضوع ، وضعيف ومتوارث ذا الميول الشخصية المتوارثة وحقب معروفة من صراعات داخلية في تاريخ الحكم الاسلامي !!

ولعلنا ندرك جميعا ، نوع هذه التحديات التي باتت تواجهنا ، فهناك فئة انكرت السنة النبوية بالكلية .. اطلق عليهم البعض (( القرآنيون )) ، وفئة أصبحت مع ما تسمعه من ضعف هذا الحدبث وغلاه تشك في كل شيء وفي كل كلمة وفي كل حديث !! وباتت تعيش صراع داخلي بما يعجل بها والنفور ...من كل التعاليم ؟!
أما فئات اخرى فهي التي تحارب هذا الدين ، وما أسعدها حين تجده ما زال يروج في بعض المنابر وفي بعض المساجد ،مثل فقه هذه الآحاديث الضعيفة والمدسوسة ،..فتنشرها بالتالي في مواقعها وأوكارها ذات النزعات الالحادية والعلمانية واللييرالية ؟؟؟ وبالأخص ان وجدت هذا الحديث من كتاب الصحيحين ؟ وما زال متداولا فيه ؟ فيكون سعيهم لنشر الفتنة اكثر ...والعمل جاهدا لمحاربة هذا الدين .!!!!
فهذه هي رسالة هذا الكتاب (( زلزال الفكر وتوابع الشك ))



نريد به ومن خلاله- دق ناقوس الخطر على ما يطرح من زلزال للفكر وتوابع للشك – ان وبقيت هذه الآحاديث الضعيفة داخل مؤسسة الاسلام العظيم.....
ننطلق من غيرتنا على ديننا الحنيف ،ونحن نؤمن بكتاب الله وسنة رسوله الكريم عليه أفضل الصلاة والتسليم
والله نسأل التوفيق والسداد ، ولصاحب هذا المؤلف –
الباحث العلمي
سيد جمعة
كل الآجر والثواب .

الباحثة العلمية وديعة عمراني