منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - الديمقراطية
الموضوع: الديمقراطية
عرض مشاركة واحدة
قديم 2011-12-18, 02:04   رقم المشاركة : 14
معلومات العضو
جواهر الجزائرية
عضو متألق
 
الصورة الرمزية جواهر الجزائرية
 

 

 
إحصائية العضو










Post أقسم بنفسه أنهم لا يؤمنون حتى يحكموه فيما شجر بينهم

قال الإمام ابن أبي العز الحنفي -
( فالواجب اتباع المرسلين ، واتباع ما أنزله الله عليهم ، وقد ختمهم الله بمحمد ، صلى الله عليه وسلم ، فجعله آخر الأنبياء ، وجعل كتابه مهيمناً على ما بين يديه من كتب السماء ، وأنزل عليه الكتاب والحكمة ، وجعل دعوته عامة لجميع الثقلين ، الجن والإنس ، باقية إلى يوم القيامة ، وانقطعت به حجة العباد على الله .
وقد بين الله به كل شيء ، وأكمل له ولأمته الدين خبراً وأمراً ، وجعل طاعته طاعة له ، ومعصيته معصية له ، وأقسم بنفسه أنهم لا يؤمنون حتى يحكموه فيما شجر بينهم ، وأخبر أن المنافقين يريدون أن يتحاكموا إلى غيره ، وأنهم إذا دُعوا إلى الله والرسول - وهو الدعاء إلى كتاب الله وسنة رسوله - صدوا صدودا ، وأنهم يزعمون أنهم إنما أرادوا إحساناً وتوفيقاً .


و كما يقوله كثير من المتكلمة والمتفلسفة وغيرهم : إنما نريد أن نحس الأشياء بحقيقتها ، أي : ندركها ونعرفها ، ونريد التوفيق بين الدلائل التي يسمونها " العقليات " ، وهي في الحقيقة : جهليات ! وبين الدلائل النقلية المنقولة عن الرسول ، أو نريد التوفيق بين الشريعة والفلسفة .


وكما يقوله كثير من المبتدعة ، من المتنسكة والمتصوفة : إنما نريد الأعمال بالعمل الحسن ، والتوفيق بين الشريعة وبين ما يدعونه من الباطل ، الذي يسمونه " حقائق " وهي جهل وضلال .


وكما يقوله كثير من المتملكة والمتأمرة : إنما نريد الإحسان بالسياسة الحسنة ، والتوفيق بينها وبين الشريعة ، ونحو ذلك .


فكل من طلب أن يحكم في شيء من أمر الدين غير ما جاء به الرسول ، ويظن أن ذلك حسن ، وأن ذلك جمع بين ما جاء به الرسول وبين ما يخالفه فله نصيب من ذلك ، بل ما جاء به الرسول كاف كامل ، يدخل فيه كل حق .


وإنما وقع التقصير من كثير من المنتسبين إليه ، فلم يعلم ما جاء به الرسول في كثير من الأمور الكلامية الاعتقادية ، ولا في كثير من الأحوال العبادية ، ولا في كثير من الإمارة السياسية ، أو نسبوا إلى شريعة الرسول ، بظنهم وتقليدهم ما ليس منها ، وأخرجوا عنها كثيرا مما هو منها .

فبسبب جهل هؤلاء وضلالهم وتفريطهم ، ولبس عدوان أولئك وجهلهم ونفاقهم ، كَثُرَ النفاق ، ودَرَسَ كثير من علم الرسالة .


بل البحث التام ، والنظر القوي ، والاجتهاد الكامل ، فيما جاء به الرسول ، صلى الله عليه وسلم ، ليُعلَم ويُعتَقد ، ويُعمَل به ظاهراً وباطناً ، فيكون قد تُلي حق تلاوته ، وأن لا يُهمل منه شيء
) [1]


قال الإمام الذهبي : ( فمن رام الجمع بين علم الأنبياء عليهم السلام ، وبين علم الفلاسفة بذكائه ؛ لابد و أن يخالف هؤلاء و هؤلاء ) [2]
[1] شرح العقيدة الطحاوية ، [1/ 116] .
[2] ميزان الاعتدال [3/144].










آخر تعديل جواهر الجزائرية 2011-12-18 في 02:08.