9) جابر بن عبد الله :
صحابي جليل من الأنصار بايع النبي في بيعة العقبة الثانية مع والده ، و كان أصغر من حضر لتلك البيعة
لن أطيل عليكم بل سآخذكم مباشرة للمشهد الذي اخترته لكم
ففي غزوة الخندق رأى جابر بن عبد الله النبي و بطنه معصوب بحجر من الجوع و قد لبث و أصحابه ثلاثة أيام لا يذوقون فيها طعاما فستأذن جابر من الرسول ، فذهب إلى بيته فقال لزوجته : هل عندك شيء فإني رأيت برسول الله خمصا شديد ؟
فأخرجت جرابا فيه صاع من شعير و قالت لدينا عناق – و هي ولد المعز – فذبحتها و طبختها
ثم جاء جابر ‘إلى النبي فقال : يا رسول الله إنا قد ذبحنا بهيمة لنا و طحنا صاعا من الشعير كان عندنا فتعال أنت في نفر معك .
فصاح رسول الله و قال : " يــــــــــا أهل الخندق إن جابراً قد صنع لكم طعاماً ، فحيهلا بكم ."
و قال الرسول لجابر : " لا تنزع البرمة و لا الخبز من التنور حتى آتي "
فقام الرسول و من معه من الأنصار و المهاجرين إلى بيت جابر و بارك الرسول في العجين و الطعام حتى أكل أصحابه و كانوا ألف رجب و قاموا و الطعام لم ينقص ، و هذه معجزة من معجزات الرسول و مناقب من مناقب جابر بن عبد الله رضي الله عنه و زوجته رضي الله عنها
هذا من عظيم محبتهما للرسول حتى بذلا ما لديهما من طعام لأجل الرسول و صحبه و هم في حالة الجوع
فأين نحن منهم اليوم ؟ و متى نستجيب لصرخات الجائعين و المحرومين و المتشردين من إخواننا المسلمين ؟
10) عبد الله بن حذافة :
و سأختم معكم اخواني في بيت الصحابي الجليل عبد الله بن حذافة
إنه من الصحابة السباقين للإسلام ، صحابي جليل
له موقف مميزة في الإسلام و لكن هذا الموقف من نوع خاص إنه تحدي الموت في سبيل الدين
تحدي قيصر عظيم الروم فلتقرأو إخواني و لتحكم بأنفسكم
بلغ قيصر عظيم الروم أخبار جند المسلمين وما يتصفون به من صدق الإيمان ورسوخ العقيدة والتضحية بالنفس في سبيل الله ورسوله.
فأمر رجاله بأن يبقوا على أي أسير من أسرى المسلمين ويأتوه به حياً.. وشاء الله أن يقع عبد الله بن حذافة أسيراً في أيدي الروم، فحملوه الى ملكهم وقالوا: “إن هذا من أصحاب محمد السابقين لدينه،
فقد وقع أسيراً في أيدينا فأتيناك به”.
نظر ملك الروم إلى عبد الله بن حذافة ثم بادره قائلا: “إني أعرض عليك أمراً”.
قال: “وما هو؟” فقال قيصر: “أعرض عليك ان تتنصر.. فإن فعلت ، خليت سبيلك ، وأكرمت مثواك”. فقال عبدالله في أنفة وحزم: “هيهات.. إن الموت أحب اليّ ألف مرة مما تدعوني إليه”.
فقال قيصر: “ إني لأراك رجلا شهماً.. فإن أجبتني إلى ما أعرضه عليك أشركتك في أمري وقاسمتك سلطاني”.
فتبسم عبدالله وهو مكبل بقيوده وقال: “والله لو أعطيتني جميع ما تملك وجميع ما ملكته العرب على ان أرجع عن دين محمد طرفة عين ما فعلت” قال قيصر: “إذن أقتلك”.
قال عبدالله: “أنت وما تريد” ثم أمر بصلبه وقال لقناصته: “ارموه قريباً من يديه” وهو يعرض عليه التنصر فيرفض فقال: “ارموه قريباً من رجليه”، وهو يعرض عليه مفارقة دينه
فيأبى فأمرهم قيصر أن يكفوا عنه ، وطلب أن ينزلوه، ثم دعا بقدر كبير وصبوا فيه الزيت ووضعوه على النار، ثم دعا بأسيرين من أسرى المسلمين وأمر بأن يلقى احدهما فيها فألقي،
فإذا بلحمه يتفتت، وإذا بعظامه عارية، ثم التفت إلى عبد الله بن حذافة ودعاه إلى النصرانية، فكان أشد إباء من ذي قبل ، فلما يئس منه ، أمر بأن يلقى في القدر، فلما ذهبوا به دمعت عيناه، فقال رجال قيصر له:
“إنه بكى” فظن انه جزع وقال لهم: “ردوه الي” فلما مثل بين يديه عرض عليه النصرانية فأبى. فقال: “ويحك، فما الذي أبكاك اذن؟” قال عبدالله: “أبكاني أني قلت في نفسي: تُلقى الآن في هذا القدر، فتذهب نفسك،
وقد كنت أشتهي ان يكون لي بعدد ما في جسدي من شعر أنفس فتلقى كلها في هذا القدر في سبيل الله”. فقال قيصر: “هل لك ان تُقبل رأسي وأخلي عنك؟”.
قال عبد الله: “وعن جميع أسرى المسلمين أيضا؟” قال: “وعن جميع أسرى المسلمين أيضا”.
قال عبد الله بن حذافة: “قلت في نفسي.. عدو من أعداء الله أقبل رأسه فيخلي عني وعن أسرى المسلمين جميعاً، فلا ضير في ذلك عليّ”. ثم دنا عبد الله بن حذافة وقبّل رأس ملك الروم،
فأمر قيصر أن يجمعوا له أسرى المسلمين، وأن يدفعوهم إليه، فدفعوهم.
قدِم عبد الله بن حذافة على عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وأخبره بخبره، فسُر الفاروق أعظم السرور به، ولما نظر إلى الأسرى، قال: “حق على كل مسلم أن يقبل رأس عبد الله بن حذافة وأنا أبدأ بذلك”، ثم قام وقبل رأسه.
سبحـــــــــان الله ....
المراجع :
1. رجال و نساء حول الرسول
2. كتاب الإذاعة المدرسية
3. كتاب مشاهد من بيوت الصحابة
4. السيرة النبوية لابن هشام
5. الموسوعة العالمية وكتوميديا
و الآن لقد انتهي و الحمد لله من كتابة هذا الموضوع الذي تلزمه صفحات و صفحات و ينقصه الكثير و لكنه مجرد مبادرة من أختكم في الله
و أرجوا أن تفيدوني بآرائكم و ملاحظاتكم و لا تبخلوا عليا بملاحظاتكم و أقول لكل الأعضاء أرجوا منكم من أعجبه مشهد من مشاهد الصحــــــــــابة و هي بالتأكيد كثيرة أن يلحقها بالموضوع حتى يصبح مرجعا للمواقف
الخالدة التي قام بها أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم
فهذه البيوت التي تربت في مدرسة النبوة
إنها بيوت الخير و الفضل و الإحسان....
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته