منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - أنتم المربون من عطلة إلى عطلة
عرض مشاركة واحدة
قديم 2011-10-31, 20:46   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
يزيد19
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










B2 أنتم المربون من عطلة إلى عطلة

أنتم المربون من عطلة إلى عطلة، هذه العبارة لم أقلها أنا بل دائما ينعتني بها كل من هب ودب ، حيث يدعون أننا لا نعمل إلا أياما معدودات في السنة ، ولدينا بين كل عطلتين عطلة ،ولكن لسان الحال يثبت غير ذلك، فالملاحظ أن المربي يكاد يكون الموظف الوحيد الذي لا زال يبدأ عمله و ينهيه في الوقت المحدد له قانونا حيث يتحكم في دخوله و خروجه عامل بسيط وبكبسة زر على الجرس، و بالمقابل يتغافل هؤلاء المتهكمون عن باقي أصناف الموظفين ومنهم عمال الإدارات بأنواعها ، إذ أنك تجد المكاتب فارغة و لا تسمع إلا (خرج و سيعود بعد قليل)،أو( من يمضي الوثيقة غير موجود لأنه في مهمة) فيكفي عامل واحد لتغطية هروب الجميع.
و تجد الطبيب الذي لم يأت بعد و ينتظره المرضي إلى أجل غير مسمى ، ونفس الشيء ينطبق على الممرض،فإذا أردت أن تأخذ حقنة فعليك الانتظار حتى تصاب بالسكري أو الضغط الدموي. وتجد حتى من يدعي الانتماء إلى أكثر المؤسسات انظباطا يعمل ـ بل ينام في مكان عمله ـ ليلة و يرتاح ليلتين في بيته فالحاصل أنه يعمل ثلث العام أي أربعة أشهر ، وتجد من تبدأ عطلة نهاية الأسبوع عنده من يوم الأربعاء إلى غاية يوم الأحد أو بعده، بل و تجد منهم من هو موظف و يقول بملء فيه ( والله إنني لا أجد ما أفعله في مكان عملي لتكون أجرتي حلالافتراني أبحث عن شيء أشغل به نفسي).
و بعض الأصناف اهتدوا إلى التخلص من العمل مع المواطن نهائيا ، فالضمان الاجتماعي رمانا في مرمى الصيدليات ،و البريد و المواصلات وضعنا في حجر الشبكة العنكبوتية و البطاقات المغناطيسية، وهكذا أرحناهم في مكاتبهم طوال دوامهم.
هذا من بين الكثيرين ممن أعرفهم ، و ما خفي كان أعظم ، خاصة كلما ازددنا صعودا في سلم الوظائف، و يبقى المربي وحيدا يطبق القانون خلال العمل ،ثم يحمل هموم وظيفته إلى البيت لإتمام المهمة الصعبةعلى حساب ارتباطاته العائلية و الاجتماعية.
و أمام هذا الوضع لا يسعنا إلا أن نرفع أكفنا إلى الله عز وجل أن يكفنا بحلاله عن حرامه و به وحده عن من سواه.