منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - حملة انصر نبيك باتباع سنته ~ انضم لقافلتنا ~ هدفنا 1000 متبع لسنة من سنن الرسول ~ "وصلنا ل 136 متبع"
عرض مشاركة واحدة
قديم 2011-08-28, 17:12   رقم المشاركة : 286
معلومات العضو
ايس كريم
عضو مبـدع
 
الصورة الرمزية ايس كريم
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اسم المتبع: ايس كريم
السنة المتبعة: الهدي النبوي في تدبير الطعام والشراب
الدليل:
غسل اليدين قبل الطعام وبعده:

يستحب للمسلم غسل اليدين قبل الطعام وبعده لحديث سلمان الفارسي r أن رسول الله t قال: " بركة الطعام الوضوء قبله والوضوء بعده " .وقد فسر العلماء وضوء الطعام بغسل اليدين.

وعن أنس بن مالك r قال: سمعت رسول الله t يقول: "من أحب أن يكثر الله خير بيته فليتوضأ إذا حضر غذاؤه وإذا رفع" رواه ابن ماجة والبيهقي.

وعن أبي هريرة r أن النبي t قال: " من نام وفي يده غمر ولم يغسله فأصابه شيء فلا يلومنَّ إلا نفسه " ، والغمر: ريح اللحم وزهومته.

وعنه أيضاً عن النبي t قوله: " إن الشيطان حساس لحّاس فاحذروه على أنفسكم من بات وفي يده غمر فأصابه شيء فلا يلومنَّ إلا نفسه " .

وعن أبي سعيد r عن النبي t قوله: " من بات وفي يده ريح غمر فأصابه وضح فلا يلومنَّ إلا نفسه " ، والوضح: البرص.

ولا تخفى الحكمة الصحية من هذا الهدي النبوي .ففي حياة الإنسان اليومية كثيراً ما يصافح شخصاً مريضاً أو حاملاً لجراثيم ممرضة أو يلمس أشياء ملوثة بجراثيم خطيرة فهو يجلس لطعامه غير عالم أن بين أنامله خطراً كامناً ينتظر ذلك الطعام فيلوث لقمة يبتلعها ليصاب بذلك المرض، وأكثر الأمراض انتشاراً عن ذلك الطريق هي الكوليرا والتيفوئيد والزحار.هذا وإن الجلد يحتوي على سطحه على أثلام وأخاديد، وإن ما يفرزه من دهن وعرق يساعد على التصاق تلك الجراثيم وبيوض الطفيليات بالجلد وحفظها بين ثناياه.

ويأتي الهدي النبوي بالأمر بغسل اليدين قبل الطعام متوافقاً مع بدهيات الطب الحديث الوقائي ليسلم طعامه من عوامل التلوث والمرض. أما غسل اليدين بعد الطعام فلأن بقاياه التي تلوث الأنامل يمكنها إذا بقيت أن تتفسخ وأن تشكل ضمن حرارة الجسم وسطاً ملائماً لتكاثر الجراثيم واستحالتها إلى خطر داهم وهذا الخطر هو الذي حذر منه النبي t في كثير من أحاديثه التي أوردناها.

ويعلق د.الراوي على قوله t : " من أراد أن يكثر خير بيته "، أن غسل اليدين قبل الطعام يدخل البركة على الإنسان كما قال الصادق المصدوق عليه الصلاة والسلام، وأن البركة هنا هي _بركة العافية_ وهي الكنـز الذي لا يفنى والكرم الإلهي الذي لا يقدر بثمن. وأن غسل اليدين قبل الطعام إجراء حاسم للوقاية من الفقر كما ورد في الأثر " الوضوء قبل الطعام بركة وينفي الفقر وبعده ينفي اللمم " .

جلسة الطعام في الهدي النبوي:

عن أبي جحيفة r قال: " لا آكل متكئاً " رواه البخاري.

وعن أنس r قال: " رأيت النبي t جالساً مقعياً يأكل تمراً " رواه مسلم.

و قد ورد عن أبي بن كعب في صفة طعام النبي t : " أن النبي t كان يجثو على ركبتيه وكان لا يتكئ ".

وعن عبد الله بن بسر r قال كان لرسول الله t قصعة يقال لها الغراء يحملها أربعة رجال فلما أضحوا وسجدوا للضحى أتي بتلك القصعة وقد ثرد عليها فالتفوا حولها، فلما كثروا جثا رسول الله t فقال له أعرابي: ما هذه الجلسة؟ فقال t : إن الله جعلني عبداً كريماً ولم يجعلني جباراً عنيداً، ثم قال: كلوا من جوانبها ودعوا ذروتها يبارك فيها " ، وجثا يجثو: جلس على ركبتيه.

وعن أنس بن مالك r قال: " لم يأكل النبي t على خوان قط وما أكل خبزاً مرققاً حتى مات " رواه البخاري، وفي رواية للترمذي: قيل لقتادة فعلام كانوا يأكلون؟ قال على السفر، والسُّفَر: جمع سُفرة وهو ما يوضع على الأرض ليؤكل عليه.

قال ابن القيم : وقد فسر الاتكاء بالتربع، وفسر بالاتكاء على الشيء وهو الاعتماد عليه وفسر بالاتكاء على الجنب. والأنواع الثلاثة من الاتكاء: فنوع منها يضر وهو الاتكاء على الجنب فإنه يمنع مجرى الطعام عن هيئته ويعوقه عن سرعة نفوذه الى المعدة فيضغطها فلا يستحكم فتحها للغذاء. وأما النوعان الآخران فمن جلوس الجبابرة المنافي للعبودية ولهذا قال t : " آكل كما يأكل العبد ". وكان يأكل وهو مقع، والإقعاء أن يجلس للأكل متوركاً على ركبتيه ويضع بطن قدمه اليسرى على ظهر القدم اليمنى. وهذه الهيئة أنفع هيئات الأكل لأن الأعضاء كلها تكون على وضعها الطبيعي. وإن كان المراد بالاتكاء الاعتماد على الوسائد التي تحت الجالس فيكون المعنى: أما إذا أكلت لم أقعد متكئاً كفعل الجبابرة ومن يريد الإكثار من الطعام، لكني آكل بُلْغة كما يأكل العبد.

ويرى د.إبراهيم الراوي أن الجهاز الهضمي يحتاج إلى كمية كبيرة من الدم ليستطيع القيام بما يلزم لاستقبال الطعام الوارد والتهيؤ لهضمه لذا كان الإجراء الطبي الصحيح لذلك وجوب الجلوس وثني الساقين تحت الجسم لحصر الدم في منطقة الجهاز الهضمي، مع وضع الساق اليسرى منثنية واليمنى مرتكزة على القدم لجعل المعدة حرة طليقة بعيدة عن أي ضغط مسلط باتجاهها من الخارج. وهذا هو أصح حالة لعمل الجهاز الهضمي. كما يجب الامتناع عن الحركة والسير أثناء الطعام لمنع ذهاب الدم إلى العضلات في وقت يكون جهازه الهضمي في أمس الحاجة إليه. وهذا الوضع "جلسة الطعام" التي طبقها أستاذ البشرية سيدنا محمد t وهو أصح وأسلم في حالة الجلوس على الأرض حول السفرة من استعمال الكراسي حول مائدة الطعام.

وحول الأكل متكئاً يقول د.الراوي أن الاتكاء يسبب التشنج والاضطراب والتقلص في عضلات البلعوم فلا يستطيع الإنسان بلع اللقمة في ارتياح ولذة، كما أنه يحدث ارتخاءً في عضلات البطن فلا تستطيع المعدة استقبال الطعام بشكل صحيح. ولأن المعدة تكون بوضعها الصحيح في حالة انتصاب الجذع وارتكازه على الأرض دون لجوئه إلى الارتكاز الجانبي في حالة الاتكاء.

أما د.غياث الأحمد فيرى أن الجلوس على المقعدة (التربيع) يؤدي إلى انبساط المعدة وإلى أن تأخذ المعدة مجالاً واسعاً فتزيد قابليتها لأخذ الطعام والمزيد منه. أما الإقعاء بنصب الساقين أو أحدهما مما يضيق حيز المعدة ويقلل اتساعها مما يؤدي بها إلى الامتلاء بمقدار أقل من الطعام حيث يشعر المرء بالشبع بآلية انعكاسية فيقل مطعمه ولا يصاب بالتخمة.

التسمية قبل الطعام والأكل باليمين مما يلي الآكل:

عن عمر بن أبي سلمة r قال: كنت غلاماً في حجر رسول الله t وكانت يدي تطيش في الصحفة فقال لي رسول الله t : " يا غلام سم الله وكل بيمينك وكل مما يليك " رواه البخاري ومسلم.

وعن عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله t يأكل طعاماً في ستة من أصحابه فجاء أعرابي فأكله بلقمتين فقال t : " أما أنه لو سمى لكفاكم " .

عن وحشي بن حرب عن أبيه عن جده أن أصحاب رسول الله t قالوا: يا رسول الله إنا نأكل ولا نشبع؟ قال: " لعلكم تفترقون؟ قالوا: نعم. قال: فاجتمعوا على طعامكم واذكروا اسم الله يبارك لكم فيه " .

و عن جابر بن عبد الله r أن النبي t قال: " لا تأكلوا بالشمال فإن الشيطان يأكل بالشمال " رواه مسلم، وفي رواية له عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، قوله t : " إذا أكل أحدكم فليأكل بيمينه وإذا شرب فليشرب بيمينه فإن الشيطان يأكل بشماله ويشرب بشماله ".

و عن سلمة بن الأكوع أن رجلاً أكل عند رسول الله t بشماله فقال له t : " كل بيمينك قال: لا أستطيع، ما منعه إلا الكبر فقال t : لا استطعت قال سلمة: فما رفعها إلى فيه " رواه مسلم.

و من حديث طويل رواه عبد الله بن بسر r أن النبي t أتي بقصعة قد ثرد فيها فقال عليه الصلاة والسلام: " كلوا من جوانبها ودعوا ذروتها يبارك فيها " وعن أنس r أن النبي t قال: " اذكروا اسم الله وليأكل كل رجل مما يليه " رواه البخاري.

وعن عبد الله بن عباس r أن النبي t قال: " البركة تنزل وسط الطعام فكلوا من حافته ولا تأكلوا من وسطه " .

التسمية أول الطعام تربط المسلم بالرزاق المنعم وتخلق فيه حالة من الطمأنينة تذكره بأن الرزق من عند الله ولا شك أن الذي يأكل وهو بحالة نفسية من الراحة والرضا فإن تمثل الطعام في بدنه ومن ثَمَّ فإن استفادته منه تكون أعظم مما لو كان قلقاً متوتراً أثناء تناوله لطعامه .فالتوتر والقلق يؤديان إلى عسر الهضم وإلى عدد من أمراض السبيل الهضمي والتي تقلل الاستفادة من الطعام المتناول.

وأما تخصيص اليد اليمنى للأمور الكريمة من أكل وشرب ومصافحة وغيرها، وتخصيص اليسرى للأمور المستقذرة من استنجاء ورمي للأقذار فهو ولا شك تنظيم نبوي كريم يمكن اعتباره من أسس النظافة والصحة الشخصية، وينسجم مع مبادئ الطب الوقائي الحديث للوقاية من العدوى وتقليل عوامل سراية المرض.

أما أن يأكل المرء مما يليه من قصعة الطعام فهو ولا شك هدي نبوي إلى خلق كريم تتجمل به الجماعة المسلمة وينم عن أدب اجتماعي جم رفيع هو من تعاليم من وصفه المولى مخاطباً إياه { وإنك لعلى خلق عظيم }. ولعل من حكمته أنه يقلل خطر انتقال الأوبئة فيما لو كان بعض الآكلين حملة لجراثيم مهمة.

النهي عن الشرب والأكل واقفاً:

عن أبي سعيد الخدري r "أن النبي t زجر عن الشرب قائماً " رواه مسلم. وعن أنس وقتادة رضي الله عنهما عن النبي t " أنه نهى أن يشرب الرجل قائماً "، قال قتادة: فقلنا فالأكل؟ فقال: ذاك أشر وأخبث " رواه مسلم والترمذي. وعن أبي هريرة r أن النبي t قال: " لا يشربن أحدكم قائماً فمن نسي فليستقئ " رواه مسلم.

وعن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال:"سقيت رسول الله t فشرب وهو قائم" رواه البخاري ومسلم.

وعن أنس بن مالك r قال: " نهى رسول الله t عن الشرب قائماً وعن الأكل قائماً وعن المجثمة والجلالة والشرب من فَيِّ السقاء " .

وعن عائشة رضي الله عنها قالت: " رأيت رسول الله t يشرب قائماً وقاعداً ".

وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: " كنا نأكل على عهد رسول الله t ونحن نمشي ونشرب ونحن قيام " رواه الترمذي وقال صحيح غريب.

وعن أم الفضل بنت الحارث رضي الله عنها " أنها أرسلت إلى النبي t بقدح لبن وهو واقف عشية عرفة فأخذه بيده فشربه " وزاد مالك بن النضر "على بعيره" رواه البخاري.

أحاديث شريفة بعضها ينهى عن الشرب واقفاً وبعضها يجيزه، فهل أن فيها ناسخ ومنسوخ؟.

يقول الإمام النووي في شرحه لصحيح مسلم: ليس في هذه الأحاديث -بحمد الله تعالى- إشكال ولا ضعف بل كلها صحيحة والصواب فيها أن النهي محمول على كراهة التنـزيه. وأما شربه t قائماً فبيان للجواز فلا إشكال ولا تعارض. وهذا الذي ذكرناه يتعين إليه المصير وأما من زعم نسخاً فقد غلط غلطاً فاحشاً.

وقال الحافظ ابن حجر معلقاً: وهذا أهم المسالك وأسلمها وأبعدها عن الاعتراض، وقد أشار الأثرم إلى ذلك فقال: إن ثبتت الكراهة حملت على الإرشاد والتأديب لا على التحريم، وبذلك جزم الطبري والخطابي وغيرهما.

أما من الناحية الصحية، فنحن مع الدكتور عبد الرزاق الكيلاني أن الشرب وتناول الطعام جالساً أصح وأسلم وأهنأ وأمرأ حيث يجري ما يتناوله الآكل والشارب على جدران المعدة بتؤدة ولطف. أما الشرب واقفاً فيؤدي إلى تساقط السائل بعنف إلى قعر المعدة ويصدمه صدماً، وإن تكرار هذه العملية يؤدي مع طول الزمن إلى استرخاء المعدة وهبوطها وما يلي ذلك من عسر هضم. وإنما شرب النبي واقفاً لسبب اضطراري منعه من الجلوس مثل الزحام المعهود في المشاعر المقدسة، وليس على سبيل العادة والدوام. كما أن الأكل ماشياً ليس من الصحة في شيء وما عرف عند العرب والمسلمين. وما ذكر في الحديث الغريب عن ابن عمر r عن أكلهم ماشين وهم ذاهبون إلى الجهاد أو لأمر هام لم يستطيعوا معه الجلوس لتناول الطعام إنما هو وصف لحالة خاصة على غير العادة والاستمرار، أو أن أكلهم ماشين أنهم يأكلون على ظهور إبلهم وهي ماشية بهم فهذا مشي للإبل ولكنه جلوس لهم. وإن حديث " من نسي فليستقيء " دليل على تشنيع النبي t لهذا الفعل، وإنما فعله t حتى لا يحرج أمته في أمور حياتهم اليومية والتي تقوم على عدم التكلف، فيكون مفهوماً لأصل السنة الشرب والأكل جلوساً، ولا حرج من فعله قائماً في ظروف خاصة.

ويرى الدكتور إبراهيم الراوي أن الإنسان في حالة الوقوف يكون متوتراً ويكون جهاز التوازن في مراكزه العصبية في حالة فعالية شديدة حتى يتمكن من السيطرة على جميع عضلات الجسم لتقوم بعملية التوازن والوقوف منتصباً. وهي عملية دقيقة ومعقدة يشترك فيها الجهاز العصبي-العضلي في آن واحد مما يجعل الإنسان غير قادر للحصول على الطمأنينة العضوية التي تعتبر من أهم الشروط المرجوة عند الطعام والشراب، هذه الطمأنينة يحصل عليها الإنسان في حالة الجلوس حيث تكون الجملة العصبية والعضلية في حالة من الهدوء والاسترخاء وحيث تنشط الأحاسيس وتزداد قابلية الجهاز الهضمي لتقبل الطعام والشراب وتمثله بشكل صحيح.









 


رد مع اقتباس