انتهى مؤتمر صحفي دعا إليه وفد إيرلندي يطالب بالنظر في إطلاق سراح أطباء بحرينيين إلى حالة من الفوضى أمس في فندق رمادا بالاس. وقد انتهى المؤتمر الصحفي قبل أن يكمل مهمته بعد أن قام أطباء بحرينيون باتهام الوفد الطبي بتجاهل الأعمال الإجرامية التي قام بها بعض العاملين في المجال الطبي خلال الأزمة الأخيرة في البحرين.. وبعد فض المؤتمر قامت صحفية كانت تغطي المؤتمر الصحفي لصالح وكالة أنباء دولية بصفع إحدى الطبيبات - اللواتي حضرن المؤتمر لتوضيح حقيقة ما حدث - على وجهها.
وقد أظهرت مقاطع فيديو صورها مصور تلفزيوني واطلع عليها أحد محرري الزميلة (جلف ديلي نيوز) الصحفية ريم خليفة مراسلة (أسوشيتد برس) وزوجة رئيس تحرير الوسط السابق الدكتور منصور الجمري وهي تصفع الطبيبة هند الفايز على وجهها بينما اشتبك الاثنان خلال مشادة حدثت بينهما.
وكانت الدكتورة الفايز تصور ريم خليفة أثناء اشتباكها مع الأطباء بهاتفها النقال فحاولت ريم أن تستولي على الهاتف وتخطفه من يد الدكتورة الفايز مما تسبب في الاشتباك. وقالت الفايز «سمعت ريم تلقي بكلمات غير لائقة على الأطباء قائلة عنا إننا مأجورون من الحكومة لنشر الفوضى». وأضافت أنها بدأت في تصوير ما كانت تقوله عندما هددتها وحاولت أن تأخذ الهاتف من يدها مؤكدة أنها عندما قاومت تلك المحاولات قامت بضربها على وجهها ودفعت طبيبة أخرى تدعى جنان بعيدا، مما اضطر الدكتور الجمري ورجال أمن الفندق إلى أن يتدخلوا لفض الاشتباك.
(التفاصيل)
انتقد أطباء بحرينيون أعضاءً في وفد ايرلندي يطالبون بإطلاق سراح الأطباء المحتجزين من ذوي العلاقة بأحداث البحرين الأخيرة. وكان الأطباء البحرينيون قد حضروا مؤتمرا صحفيا عقده الوفد الايرلندي في فندق رامادا بالاس مساء أمس لإظهار مخاوفهم من أن أعضاء الوفد قد يتجاهلون أدلة رئيسية ضد الطواقم الطبية المسيئة، ولكن المؤتمر الصحفي انتهى مبكرا عندما قام أطباء بحرينيون يعملون في مجمع السلمانية الطبي بمقاطعة الوفد الطبي الايرلندي وهم يحاولون التحدث إلى وسائل الإعلام. وقد اتهم الأطباء الوفد بتضييع الوقت ورفضهم مقابلة الذين تضرروا من جراء احتلال المتظاهرين مجمع السلمانية الطبي وعدم سماع وجهة نظرهم.
والوفد الذي يرأسه جراح العظام داميان مكورماك ادعى أنهم في مهمة لتقصي الحقائق ولتأمين إطلاق سراح 14 طبيبا مازالوا محتجزين بسبب دورهم في النشاطات الإجرامية خلال المظاهرات.
ولكن الوفد خرج من المؤتمر الصحفي عندما علت أصوات الاحتجاجات.
وقال الدكتور نبيل الأنصاري رئيس جمعية الأطباء الذي حضر المؤتمر: إنهم لا يريدون الاستماع لأحد لأن الوفد جاء بعقول منغلقة ولن يستمعوا أو يروا أي شيء سوى الأكاذيب التي تم حقنهم بها بشكل متواصل. وأضاف الأنصاري أنه كان في اجتماع على الغداء في وزارة الخارجية حيث رفض أعضاء الوفد رؤية الأدلة المصورة لأطباء يمارسون أعمالا إجرامية. وأضاف أنه تم عرض تسجيلات مصورة عليهم لأطباء يضربون المرضى ولكنهم أصروا على عدم النظر إليها لأنهم - على ما يبدو - أتوا بهدف واحد وهو إحراج البحرين.
وأكد الأنصاري أن بعض الأطباء قالوا له انهم سيظلون يسلطون الأضواء الدولية على هذه القضية حتى يتم إطلاق سراح الأطباء. وقال الأنصاري إن أحد أعضاء الوفد قال له إنه سيكتب عن وضع الأطباء البحرينيين في نشرة طبية مرموقة، مضيفا أن نبرته كانت تهديدية وبدا وكأنه قد أرسل هنا خصيصا من أجل هذه المهمة.
والوفد المؤلف من أطباء ذوي علاقة مع كلية الأطباء الملكية في ايرلندا وسياسيين ونشطاء حقوق انسان قالوا إنهم في البحرين لتسليط الأضواء على معاناة الأطباء الذين يواجهون المحاكمات بعد أن ألقي القبض عليهم في مظاهرات مناهضة للحكومة في وقت سابق من هذا العام. والمجموعة تشمل العضو المستقل في البرلمان الاوروبي ماريان هاركن والسيناتور أفريل باور والوزير السابق للشئون الخارجية ديفيد أندروز.
وأعرب ماكورمك في وقت لاحق عن قلقه حول معاملة 47 طبيبا وممرضة يحاكمون في البحرين. وقال إنهم طلبوا من وزيرة حقوق الإنسان والتنمية الاجتماعية القائم بأعمال وزير الصحة الدكتورة فاطمة البلوشي أن تساعدهم في اطلاق سراح الأطباء. وأضاف أنهم حصلوا على ضمانة بأن قضاياهم سيتم النظر فيها. وقد تم تدريب ثلاثة من الأطباء وهم الدكتور علي العكري وباسم ضيف وغسان ضيف في كلية الأطباء الملكية في ايرلندا. والأعضاء الآخرون في الوفد هم: نائب مدير جمعية حقوق الإنسان الايرلندية فرونت لاين أندرو أندرسون والرئيس السابق لمؤسسة القلب الايرلندية البروفيسور إيوين أوبراين.