منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - حقائق الدولة الصفوية المجوسية
عرض مشاركة واحدة
قديم 2011-07-06, 22:02   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
sanaa1
عضو نشيط
 
إحصائية العضو










افتراضي

مقتطفات
استمر الصراع بين السنة في الدولة العثمانية، والشيعة في إيران بعد معركة جالديران، بل إن العداء قد أزداد حدة، وازداد الصراع ضراوة. وشغل الشاه إسماعيل الصفوي نفسه بالتفكير في طريقة الانتقام من غريمه سليم الأول، واتشح بالسواد وكتب على أعلامه السوداء كلمة "القصاص" وزاد حقده على أهل السنة ، وتنكيله بهم لتعاون بعضهم مع العثمانيين، وعند ما استعاد تبريز عاصمته ، قام أتباعه بارتكاب مجزرة جماعية اقتلعت أهل السنة منها تماما.
ودفعت الشاه هزيمته القاسية وتصميمه على الانتقام إلى الحرص الشديد على توثيق عرى تحالفه مع البرتغاليين - أشد القوى الصليبية خطراً على العالم الإسلامي حينذاك. وبموجب اتفاقية 1515م بين الشاه إسماعيل الصفوي والبرتغاليين، تمكن ديالبوكركي مقابل تحالف عسكري ضد العثمانيين، من الحصول على اعتراف الصفويين بحق السيطرة البرتغالية على هرمز . وتنازل الصفويون للبرتغاليين عن حق تقاضي الرسوم الجمركية في مرافئ شرق شبه الجزيرة العربية وأعطوا موافقتهم على نشاط البرتغاليين في الخليج الفارسي . وقد أدى ذلك إلى تقوية التسلط البرتغالي على الخليج ، وزيادة خطرهم على مقدرات الأمة ومقدساتها.
بيد أن الشاة إسماعيل الصفوي ما لبث أن مات بحسرته في رجب 930هـ- مايو 1524م، دون أن يحقق أيا من مشاريعه وحل محله ابنه طهماسب، وكان سليم الأول قد مات قبله بسنوات دون أن يحقق أمنيته في القضاء على الدولة الصفوية.
وقد تولى دولة الخلافة العثمانية بعد سليم الأول ابنه السلطان سليمان القانوني وفي عهده وصلت الدولة العثمانية إلى قمة قوتها، وكان لزاما على هذا السلطان أن يتكفل بهمة القضاء على الصفويين.
بيد أن السلطان سليمان القانوني ظل لأكثر من بضع عشرة عاما منشغلا بالحرب في أوروبا أي في المجر وألمانيا حيث كانت تتقرر حدود دار الإسلام في نظر الباب العالي . ولم يستطيع التحرك بحرية في الشرق إلا بعد عقد اتفاق سلام مع آل هابسبورج حكام النمسا عام 1533
وقام السلطان سليمان القانوني بعد ذلك ، بتوجيه ثقل قواته لسحق الدولة الصفـوية وتدميرها، ولوضع حد نهائي للاضطراب في أقاليم فارس ( إيران )، وتولى هذا السلطان قيادة الجيوش العثمانية بنفسه في أربع حملات كبرى، بين عامي 1533و1553 ، وجهها ضد الدولة الصفوية في إيران.
ومع ذلك إلا أن تلك الحملات العسكرية والاجتياحات المتكررة لإيران وأذربيجان وأرمينيا ولتبريز عاصمة الدولة الصفوية، لم تفلح في القضاء على الصفويين، نظرا لاستماتتها ولاسترتيجية: التقهقر والهروب من المواجهة الحاسمة، وسياسة الأرض المحروقة اللتان انتهجهما الصفويون بعد هزيمتهم القاسية في " جالديران"، فقد كانوا يهربون من أمام الجيش العثماني في كل مرة ، ويدمرون كل شيء في طريقه، ويلجئون إلى مناطق وعرة وغزيرة الأمطار وشديدة البرودة، في الداخل، بحيث لا تستطيع المدافع العثمانية الضخمة وعربات النقل المرور إليها ، ثم يعودون ليسترجعوا أراضيهم حال عودة القوات العثمانية في الشتاء إلى استانبول ، هذا من ناحية.
وقد ظلت الدولة الصفوية بجميع تلويناتها- على مدى أربعمائة عام باستثناء فترات قليلة من الهدوء– تحارب دولة الخلافة العثمانية السنية – العدو اللدود للغرب الصليبي وحامية حمى الحرمين الشريفين.وأظهرت عنادا وحرصا كبيرا وحماسة شديدة ، في مناوئتها، والحرب عليها ووقفت ضدها باستماتة منقطعة النظير. وقد استمر ذلك حتى حلول القرن التاسع عشر والذي شهد بدايات التنافس الغربي في إيران وفقدت إيران في الحرب مع روسيا بعض مناطقها بما فيها مقاطعات القوقاز ، والأدهى فرض روسيا الامتيازات التي مست حقوق إيران كدولة ذات سيادة واشرت مرحلة جديدة في العلاقة بين إيران والدول الكبرى، إذ سارعت أقطار أخرى للأخذ بخط روسيا.

والعجيب الغريب أن ذلك العناد والإصرار وتلك الحماسة والاستماتة التي عُرف بها الإيرانيون أثناء حروبهم مع دولة الخلافة الإسلامية، قد اختفت لدى شيعة بلاد فارس عند تعرض إيران للغزو الروسي، والغزو الانجليزي، في القرن التاسع عشر، وكأن حماستهم فقط هي ضد أهل السنة.

وهنا تتضح حدود الدول المتصارعة
يتبع ان شاء الله










رد مع اقتباس