منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - معركة زاما 202 ق.م و تأثير ماسينيسا في ترجيح الكفة الى الرومان.
عرض مشاركة واحدة
قديم 2011-06-13, 14:38   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
syrus
محظور
 
الأوسمة
العضو المميز لسنة 2013 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة walid268 مشاهدة المشاركة
تحالف ماسينيسا مع روما سمح للأخيرة بأن تلقي أكبر قدر من نفوذها على ماسينيسا و أولاده فيما بعد. أما توسعه على حساب قرطاجة كما تقول فان روما هي التي احتلت قرطاجة بعد تدميرها تدميرا شاملا و لم ينل ماسينيسا من قرطاجة سوى العلوم كالزراعة و المعارف و الابجديات التي علمها القرطاجيون للنوميديين الذي كانو في العصر الحجري الحديث حين وصل الفينيقيون الى سواحل نوميديا.

أشتم من مشاركتك هذه رائحة العنصرية ... و لكن لا علينا ... كون القرطاجيين كانوا اكثر تطورا من النوميديين لا يمنع النوميديين من الطموح لتكوين مملكة لهم . الأفارقة جنوب الصحراء أيضا كانوا في عصور أشبه بالعصر الحجري قبل قدوم الاستعمار فهل هذا يحرمهم من الحق في الطموح للاستقلال و أن يمسكوا مصيرهم بأيديهم ؟؟؟

و ما قام به ماسينيسا كان بسبب طموحه لتكوين مملكة كبيرة للنوميديين دون أن نصدر أحكاما أخلاقية على أي طرف كما تفعل للأسف . و ربما لم يكن احد يتصور آنذاك أن روما سيتصبح بعد قرنين من سقوط قرطاجة إمبراطورية تحكم البحر الأبيض المتوسط لكننا نعلم اليوم أن روما كانت تملك الموارد المادية و البشرية لتحقيق ذلك ...

الذي اعتقده هو أن موازين القوة كانت على الأرجح لتؤدي في نهاية الأمر إلى سقوط قرطاجة أولا لأن نظامها السياسي لم يسمح لها كما لم يسمح لأثينا قبلها من مواجهة القوى الصاعدة بسبب اعتماده على مبدأ المواطنة الضيقة للدولة المدينة في حين نجحت روما في تخطي هذا المفهوم لبناء إمبراطوريتها مما جعل قوتها الديموغرافية و العسكرية اكبر بكثير من قوة خصومها و لهذا استطاعت إعادة تجميع جيوش كبيرة بعد هزيمة كان و ثانيا بسبب تنامي القوة التجارية لروما و تراجعها بالنسبة لقرطاجة بعد الحرب البونية الأولى و بعد انتصار روما في حروبها الإيليرية الذي سمحت لها بالسيطرة على الأدرياتيكي و تعزيز قوتها التجارية شرق البحر المتوسط ...

و عودة لماسينيسا فهو لم يكن قرطاجيا و إذا كان طموح والده السياسي جعله يدخل في حرب مع صيفاقس ملك الماسيسيل و كان الطموح السياسي لعائلة حنون قد أدى على حرمان حنبعل نفسه من الإمدادات القرطاجية لدخول روما بعد انتصاره الساحق في معركة كان فكيف يمكن لوم ماسينيسا على تحالفه مع روما لتوسيع ملكه و توحيد النوميديين . و هو ما نجح في تحقيقه , لكن النوميديين لم يملكوا بعد ذلك مقومات بناء دولة قوية تستطيع مواجهة روما و رغم محاولة استقلالهم عن نفوذ و سلطة روما في فترة حكم يوغرطة إلا انها فشلوا كما فشل الإيليريون و الإغريق و المصريين و غيرهم ...

علينا أن نرى الامور بالمنطق السياسي لذلك الزمن . فروما توسعت أولا على حساب الاتروسكيين و الإسكندر و والده فيليب الثاني لم يبنيا مملكة قوية دون مهاجمة جيرانهم الذين كانوا يخضعون لهم سابقا . و حال النوميديين مع القرطاجيين كان أشبه بحال قبائل العرب الذي انتصروا على الفرس في موقعة ذي قار الشهيرة فهذا لا ينفي حقيقة أن الفرس كانوا أكثر تقدما و حضارة و لكنه لا يمنع بعض العرب أيضا من الطموح لتحقيق استقلالهم و كان فيهم من ناصر الفرس و منهم من ناصر الروم و لم تتحقق لهم الوحدة و الغلبة إلا بعد ظهور قوة الإسلام الموحدة ...