2008-12-05, 23:12
|
رقم المشاركة : 9
|
معلومات
العضو |
|
إحصائية
العضو |
|
|
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة 01 algeroi
اقرئ ايتها الاستاذة .. اقرئ .. وإياك و تعجل النتائج !!
يقول الإمام أبو الحسن الكرجي من علماء القرن الخامس من الشافعية ما نصه: 'لم يزل الأئمة الشافعية يأنفون ويستنكفون أن ينسبوا إلى الأشعري ويتبرءون مما بنى الأشعري مذهبه عليه، وينهون أصحابهم وأحبابهم عن الحوم حواليه على ما سمعت من عدة من المشايخ والأئمة" وضرب مثالاً بشيخ الشافعية في عصره الإمام أبي حامد الإسفرائيني الملقب "الشافعي الثالث" قائلاً: 'ومعلوم شدة الشيخ على أصحاب الكلام حتى ميز أصول فقه الشافعي من أصول الأشعري ، وعلقه عنه أبو بكر الزاذقاني وهو عندي، وبه اقتدى الشيخ أبو إسحاق الشيرازي في كتابيه اللمع والتبصرة ، حتى لو وافق قول الأشعري وجهاً لأصحابنا ميَّزَه وقال: "هو قول بعض أصحابنا وبه قالت الأشعرية ولم يعدهم من أصحاب الشافعي ، استنكفوا منهم ومن مذهبهم في أصول الفقه فضلاً عن أصول الدين'))
....
|
عمدتك الكتاب المُتهافت " منهج الأشاعرة في العقيدة " للمدعو "سفر الحوالي" الذي جمع فيه الموقوذة و المتردّية و النّطيحة ليلبس على القرّاء و يُروّج لباطله الذي كُشف و لله الحمدُ و المنّة و منه التوفيق و العصمة.
و العجيب أنّ الدكتور "سفر الحوالي" تنكّر لشهادة و مُعتقد الأئمة الذين يعوّل عليهم و يرجع إليهم حقا في عرض مُعتقد الشافعية كالحافظ البيهقي و الشيخ أبي إسحاق الشيرازي و أبو محمد الجويني و إمام الحرمين و حجة الإسلام الغزالي و الإمام أبو بكر الشاشي و الإمام النووي و الحافظ ابن عساكر و الإمام الخطيب البغدادي و الحافظ العراقي و الحافظ ابن حجر و غيرهم من جهابذة أئمة المذهب الشافعي ؛ وراح يعتمد على كلام للكرجي لا يثبت و على فرض ثبوته فهو لا يساوي شيئًا أمام شهادة و مُعتقد هؤلاء الكبار و هم جمهور علماء الشافعية بالإجماع ؟!!!
قال الشيخ محمد صالح بن أحمد الغرسي في رده على الدكتور سفر الحوالي ؛ كما تجده في " منهج الأشاعرة في العقيدة بين الحقائق و الأوهام " :
أقول : قال تاج الدين السبكي في طبقات الشافعية الكبرى في ترجمة الكرجي : قال ابن السمعاني : وله- أي للكرجي - قصيدة بائية في السُنَّةِ شرح فيها اعتقاده واعتقاد السلف تزيد على مائتي بيت قرأتها عليه في داره في الكرج، ثم قال السبكي : قلت : ثبت لنا بهذا الكلام - إن ثبت أنَّ ابن السمعاني قاله - أن لهذا الرجل قصيدة في الاعتقاد وعلى مذهب السلف موافقة للسنة، وابن السمعاني كان أشعري العقيدة، فلا يعترف بأن القصيدة على السنة ومذهب السلف إلا إذا وافقت ما يعتقد انه كذلك وهو رأي الأشعري.
إذا عرفت ذلك فاعلم أنا وقفنا على قصيدة تعزى إلى هذا الشيخ نال فيها من أهل السنة وباح بالتجسيم... إني ارتبت في أمر هذه القصيدة وصحة نسبتها إلى هذا الرجل، وغلب على ظني أنها مكذوبةٌ عليه كلُّها أو بعضها، ثم أورد السبكي الدلائل على أنَّها مكذوبةٌ فراجع كلامه (الطبقات 6/140)، فكلام السبكي هذا يدل على أن ما نقله الدكتور عن الكرجي لا يصح نسبته إليه.. وإن صح نسبة القصيدة إليه فالرجل عدوٌّ للأشاعرة لا تقبل شهادته عليهم.
وأما الإمام أبو حامد الإسفرايني فقد قرأت ترجمته في قريب من ثلاثين مصدرا ومرجعا فلم أرَ أحدا أشار إلى عدائه لعلم الكلام وللمتكلمين. ولو سلم عدائه للكلام فله رأيه وللمشتغلين بالكلام من قبله ومن بعده لما رأوا من الحاجة إلى ذلك رأيهم، وليس هو حجة على غيره كما أن غيره ليسوا حجة عليه، فلكل رأيه واجتهاده.
وأما أبو إسحاق الشيرازي فأشهر من نار على علم أنه من كبار أئمة الأشاعرة. وانظر ترجمته في {تبيين كذب المفترى} لإبن عساكر، واقرأ معتقده في مقدمة "شرح اللمع" له حيث بين معتقده على وفق مذهب الأشعري، ثم عقبه بقوله: فمن اعتقد غير ما أشرنا إليه من اعتقاد أهل الحق المنتسبين إلى الإمام أبي الحسن الأشعري فهو كافر (شرح اللمع 1/111).اهـــــ
و قال الشيخ صلاح الدِّين بن أَحمد الإدلبي في رده على سفر الحوالي ؛ كما تجده في" عقائدُ الأشاعرةِ في حوارٍ هادئٍ مع شُبهاتِ المناوئين" :
ذكر الباحث قولاً منسوباً لأبي الحسن الكرجي ، وهو الفقيه الشافعي الكبير محمد بن عبد الملك الكرجي ، المتوفى سنة (532هـ) [61] ، منقولاً من كتب ابن تيمية وابن القيم ، وهما مخالفان ومخاصمان للأشاعرة ، ويجران بذلك النقل لنفسيهما نفعاً ، فهذا النقل لا يصح أن يعتمد عليه [62]
ويبدو أن الكرجي هذا رحمه الله كان قد ابتلي بمن يدس في كلامه في العقيدة ما لم يقله !!! . وما أكثر الذين كانوا يستجيزون مثل ذلك !!! .
وقد أشار السبكي في "طبقات الشافعية الكبرى" إلى وقوفه على قصيدة تنسب إليه في العقيدة ، وأبدى شكه في جزء منها على الأقل ، وهو المشتمل على ما يقتضي التجسيم وعلى مخالفة الأشاعرة والطعن في الإمام أبي الحسن الأشعري رحمه الله . ومن أهم الأسباب التي دعته للشك في ذلك الجزء منها هو قول ابن السمعاني : [وله قصيدة بائية في السُّنة شرح فيها اعتقاده واعتقاد السلف ، تزيد على مئتي بيت ، قرأتها عليه في داره بالكرج] . وابن السمعاني كان أشعري العقيدة ، فلو كان فيها ما اشتمل عليه ذلك الجزء لما أثنى عليها .
ومن ذلك عنده كذلك أن بعض أبيات القصيدة شعر مقبول ، بينما بعضها الآخر في غاية الرداءة ، وهو الجزء المشتمل على تلك القبائح ، ثم إن فيها الطعن في الأشعري وأنه لم يك ذا علم ودين !!! والحال هو أنه قد اتفق الجميع على علمه ودينه وزهده وورعه [63] .
هذا وقد نقل ابن تيمية الكلام المنسوب إلى أبي الحسن الكرجي من الكتاب المسمى بـ "الفصول في الأصول عن الأئمة الفحول إلزاماً لذوي البدع والفضول" ، ونسب الكتاب للكرجي ، وقد قال الإسنوي في ترجمة الكرجي في "طبقات الشافعية": [ وله تصانيف في الفقه والتفسير ، وله تصنيف يقال له الذرائع في علم الشرائع ] . ولم يذكر أن له كتاباً في العقيدة أو الأصول ، فربما كان هذا الكتاب منحولاً مكذوباً ، أو مقحماً فيه مثل ذلك الطعن في الأشعري والأشاعرة .
وابن تيمية ـ رحمه الله وغفر له ـ ينقل ما يجده في الكتب دون أن يتحقق من صحة نسبة الكتاب إلى المؤلف الذي نسب إليه ، ولما كانت حاله كذلك و وجدنا ابن السمعاني وابن السـبكي ـ وهما من كبار الأشاعرة ـ يثنيان على الكرجي ؛ تبين لنا أنه لم يثبت من الطعن في الأشاعرة عن الكرجي شيء.
ذكر الباحث ما يدل على نفور الفقيهين الشافعيين الكبيرين أبي حامد الإسفراييني وأبي إسحاق الشيرازي من مذهب الأشاعرة ، وهذا منقول من كلام ابن تيمية [64] ، وهو قد نقله عن الكرجي ، فرجع الأمر إلى ما ذكر في الفقرة السابقة .
ومما يؤكد ما تقدم هو أن أبا إسحاق الشيرازي أشعري العقيدة ، واقرأ إن شئت معتقده المطبوع في مقدمة شرح اللمع له ، وفيه قوله في اعتقادات أهل الحق: [ فمن ذلك أنهم يعتقدون أن أول ما يجب على العاقل البالغ: القصد إلى النظر والاستدلال المؤديين إلى معرفة الله عز وجل] [ ثم يعتقدون أن التقليد في معرفة الله عز وجل لا يجوز ، لأن التقليد قبول قول الغير من غير حجة ] [ ثم يعتقدون أن الله تعالى ليس بجسم ] [65] . وقوله [ العقل عند أهل الحق لا يوجب ولا يحسن ولا يقبح ] [ ولا يقال إن كلام الله لغات مختلفة ، لأن اللغات صفة المخلوقين ] [66] . وقوله [ ثم يعتقدون أن الله تعالى مستو على العرش ، ... وأن استواءه ليس باستقرار ولا ملاصقة ، لأن الاستقرار والملاصقة صفة الأجسام المخلوقة ، والرب عز وجل قديم أزلي ، فدل على أنه كان ولا مكان ، ثم خلق المكان ، وهو على ما عليه كان ] [67] . ثم قال عن المخالفين للأشاعرة: [فإظهارهم لما هم عليه من التشبيه ولعنة المسلمين وتكفيرهم لا يدل على أنهم على الحق ، ... ومن شرهم: لعنهم لأهل الحق وغيبتهم لهم وتقبيح اسمهم عند العامة وتلقيبهم لهم بالأشعرية] [68]
فهذا هو أبو إسحاق الشيرازي ، أشعري محض ، وكلامه من صميم مذهب الأشاعرة ، بخلاف قول الباحث عنه ، وهذا عاقبة التسرع وعدم التحقيق والاعتماد على ما ينقله المتسرعون . فتنبه !!! .
هوامش :
[61] انظر ترجمته في طبقات الشافعية الكبرى للسبكي: 6 / 137 – 147 . وطبقات الفقهاء الشافعية لابن الصلاح: 1 / 215 – 217 . وطبقات الشافعية للإسنوي: 2 / 348 – 349 .
[62] انظر: التسعينية لابن تيمية: ص 238 .
[63] انظر: طبقات الشافعية الكبرى للسبكي: 6 / 140 – 146 .
[64] انظر: التسعينية لابن تيمية: ص 239 .
[65] شرح اللمع مع المقدمة لأبي إسحق الشيرازي: 1/ 92، 93، 95 .
[66] المرجع السابق: 1/ 97 ،100 .
[67] المرجع السابق: 1/ 101 .
[68] المرجع السابق: 1/ 113 .
انتهى
يُتبع ...
|
|
|