منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - شكرا زوجتي
الموضوع: شكرا زوجتي
عرض مشاركة واحدة
قديم 2011-05-18, 20:36   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
algérien et fier
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي شكرا زوجتي


لم يكن مر اكثر من عام و نصف على زواجي و في أحد المرات كانت أم زوجتي مريضة قليلا فطلبت مني زوجتي الإذن بالذهاب لزيارتها و المبيت في بيت أهلها على أن أرجع لأخذها في مساء الغد فوافقت على ذلك و أخذتها بعد العشاء و عدت للمنزل و في الصباح استفقت فوجدت الساعة قاربت السابعة صباحا فتحسرت لتفويتي صلاة الفجر فأسرعت بالنهوض لأجهز نفسي كي أذهب للعمل فاغتسلت و توضأت و لبست ملابسي صليت و نزلت للمطبخ و أنا أنظر لإبريق القهوة الفارغ و الطاولة الخالية و كأني كنت أتوقع أن أجد كما اعتدت كل يوم الفطور جاهز فوق الطاولة لكنه لم يكن كذلك فطبعا الفطور لم يكن يجهز من تلقاء نفسه

فأسرعت بتحضير بعض القهوة و احتسيت فنجان قهوة لم يكن كالفطور الذي كنت اجده كل صباح لكن كان يفي بالغرض كي أبدأ نهاري و أتجه للعمل و بمجرد بدأي العمل كان اليوم عادي كأي يوم مضى و لكن عند منتصف النهار عدت للبيت للغداء لكن تذكرت ان زوجتي في بيت اهلها أي لا غداء بالبيت فكنت سأهم بالرجوع ادراجي و التوجه لمطعم لكن رن هاتفي فاذ بزوجتي على الهاتف فرفعت السماعة فاذ بها تخبرني انها نسيت اخباري انها قبل ان آخذها لبيت اهلها قد أعدت لي أكلتي المفضلة و انها وضعتها في البراد و طلبت مني تسخينها و أكلها فقلت لها اني سأفعل و أخبرتها اني سآتي لاحضارها بعد انتهائي من عملي ثم ودعتها و قطعت المكالمة و اتجهت للمطبخ فتحت البراد فوجدت فعلا اكلتي المفضلة في البراد و معها ورقة فقرأتها فوجدت زوجتي فيها تعتذر مني أي عن الاكل غير الطازج لكن لم اهتم للامر كثيرا فأنا كنت اتوقع عدم وجود اكل بالمنزل اصلا فأخذت الأكل و سخنته و أكلت و كان شهي في الحقيقة لم ألحظ فرق ان كان طازج ام لا ثم اتجهت للعمل و عند انتهائي من العمل كنت متجها للبيت فالتقيت صديقين لي فدعوني لمرافقتهم لاحتساء فنجان قهوة فوافقت فاتجهنا لمقهى و جلسنا نتبادل الحديث بينما نحتسي القهوة ثم بدأ احدهم يتكلم عن مشاكل الزوجات و ما الى ذلك و عن تذمر الزوجات و مطالبهم التي لا تنتهي حسب قوله و ان النساء صعبات الفهم و كثرات التذمر و الكلام و لا يفهمن بسهولة المهم بينما هو يتكلم انا كنت قد سرحت عنهم و بدأت افكر في زوجتي فمنذ زواجي بها قبل عام و نصف تقريبا لم أسمع منها ما يزعجني كانت دوما تسعى لراحتي و ارضائي و دون تذمر و بدأت افكر كيف انها تصحو كل يوم باكر و توقضني كي الحق صلاة الفجر ثم ارجع من المسجد فأجد الفطور جاهز على الطاولة و مع الأيام تعودت على ذلك لدرجة لم أعد اسأل حتى من اين جاء الفطور الجاهز و كأنه صار من الطبيعي لي ان اجد فطوري جاهز على الطاولة كأنما يجهز وحده و ملابسي مغسولة مكوية مطوية تنتظرني كل هذه الامور صارت عادية عندي فلم أعد أنتبه ان زوجتي من تفعل ذلك من اجلي و أرجع من العمل تعبا فأستلقي أنام فأستيقظ و أنا مغطى و كأن الغطاء ارتمى علي من تلقاء نفسه لم أكن اهتم لهذه الامور فقد تعودت عليها حتى اني ارجع في منتصف النهار اجدها تستقبلني بكل ترحاب و الغداء جاهز هذا ايضا كان عادي جدا فقد تعودت عليه لكن بعد ان غابت يوما واحد لاحظت انها من كانت تفعل ذلك من اجلي و هي سعيدة رغم هذا لم اكن اشكرها على ذلك ربما بحكم انه صار عاديا جدا بنسبة لي و كانت تفعل ذلك دوما و فجأة استفقت مما سرحت فيه بعد ان سألني احد صديقي اين انا سارح فلم اجبه حتى و اخبرته انه عليا الانصراف كنت متشوقا لرؤية زوجتي و اتجهت كي احضرها من بيت اهلها في الطريق توقفت امام محل عطور اشتريت منه زجاجة عطر طلبت لفها و ذهبت لاحضر زوجتي و عند ركوبنا السيارة اعطيتها الزجاجة فلمحت الاستعجاب في عينيها ثم فتحتها و اخرجت الزجاجة و ضعت بعض من العطر فوق يدها و قامت بشمه ثم نظرت لي باستغراب فقلت لها ماذا الم تعجبك؟ و استرسلت قائلا ان لم تكن تعجبك فسنرجع معا للمحل لنغيرها فابتسمت و قالت بلى اعجبتني لكن ما المناسبة؟ فقلت لها لا توجد مناسبة معينة كل ما في الأمر اني اردت أن اهديك اياها تعبيرا عني تقديري لكل ما تفعلينه من اجلي فغيابك يوما واحد عني جعلني اقدر ما تفعلينه كل يوم و هذه الزجاجة رمز بسيط عن تقديري لك فأنتي تستحقين افضل منها

ابتسمت لي و لمحت كأنما دموع بعينيها اظنها كانت دموع فرح ثم صمتت قليلا و كأن بها تستوعب الأمر ثم استرسلت قائلة بل هذه اغلى هدية بالنسبة لي فهي منك و لا داعي ان تشكرني فذاك واجبي و راحتك هي مسعاي و رضاك عني يسعدني فأنت زوجي وتاج رأسي فقلت لها مبتسما و الله يشهد اني راض عنك و أسأل الله عز و جل ان يرضى عنك كما رضيت عنك فتساقطت الدموع التي كانت بعينيها فمسحتها عنها بيدي و اتجهنا معا للبيت و لمحت طول الطريق ابتسامتها التي كانت مرسومة على وجهها و اوصلتها البيت و اخبرتها اني أعدها بالعودة باكرا اليوم للعشاء و فعلا عدت باكرا في المساء و عند دخولي وجدتها حضرت العشاء و كان جاهزا فوق الطاولة و هي تنتظرني و كانت تبتسم و كان منظر العشاء فوق الطاولة يشبع العين قبل ان يذوقه اللسان و كانت هي مشرقة و كانت تفوح منها رائحة العطر الذي اشتريته لها فما كان مني الا ان ابتسمت بدوري و جلسنا نتعشى و كنت انظر لها و انا في داخلي أحمد الله و اشكره عليها و وعدت نفسي ان لا يشغلني بعد ذلك شيئ عنها و عن تقدير ما تفعله لأجلي و نحن نعيش بسعادة و الحمد لله و زادنا الله من نعمه بان انعم علينا بالذرية التي أسأل الله ان تكون صالحة ان شاء الله
ما اريد ان اقوله انه احيانا لا نقدر الاشياء الجميلة التي حولنا بحكم التعود ربما او بحكم انشغالنا بمشاكل الحياة اليومية و لا نحس بقيمتها الا اذا فقدناها فاحرصوا على تقدير ما عندكم من نعم قبل فقدانها للأبد

و شكرا لكم و عذرا على الاطالة








 


رد مع اقتباس