المجتمع الإسلامي في عهد الدولة الأموية
آلت حالت المجتمع إلى الطبقية في أيام الأمويين ودلك بسبب الحرية الواسعة التي انتهجوها في مجال الاقتصاد وكانت عائلة الخليفة وكبار التجار وقواد الجيش تتشكل منهم الطبقة الاجتماعية الأولى بين أفراد المجتمع ، أما الطبقة الوسطى فكانت تضم صغار التجار ومتوسطيهم و الفلاحين و العمال وأصحاب الحرف وكان في أدنى الترتيب الاجتماعي الرقيق الذين تكاثر عددهم من جراء اتساع الفتوحات ، ومن
العجزة عن العمل و الفقراء المعدمين بين أفراد القبائل وسواد البطالين في المدن في ذلك العهد . أما المرآة فقد احتفظت بمكانتها المحترمة .
أم بالنسبة للتنظيم الحكومي فقد أصبح منصب الخلافة في أيام الأمويين وراثيا ، وقد ضاعف ووسع الأمويين من عدد الدواوين ( الوزارات ) التي عرفها العرب منذ أيام الخليفة عمر بن الخطاب tومن أهم الدواوين : ديوان الجند ( وزارة الدفاع) ، ديوان الخراج ( وزارة الاقتصاد ) ، دواني الخاتم و الرسائل ( وزارة الداخلية ) ، ديوان الشرطة ( لحفظ الأمن ) ، ديوان البريد ( لإيصال الأخبار في اقرب وقت للخليفة ) .
ولقد اهتم بني أمية بالعمارة حيث انشاوا المدن مثل مدينة الرملة وانشاوا قصر الخضراء في دمشق وزينوها وأمدوها بالماء وأسسوا المسجد الأموي بدمشق .
أما الثقافة نشأة في هذا العهد الدراسات الغوية بالكوفة و البصرة خاصة ، كما شجع الأمويين الشعراء خاصة ، وازدهر في هذا العهد دراسة العلوم الإسلامية من فقه وحديث وتفسير ، كما بدأت بعض العلوم الجديدة كالطب ، وشرع في الترجمة ، وإستعاب مآثر الأمم الأخرى من الكيمياء و التنجيم و الجبر .
ولقد اهتم بنوا أمية بتنمية موارد الثروة الاقتصادية من زراعة وتجارة وصناعة :
· الزراعة : أصلحوا الجسور وأقاموا السدود والترع في شام ومصر.
· التجارة : نشطت بين الولايات الإسلامية وتبادلت بين الأقطار المنتجات ، هذا بخلاف التجارة مع الهند و الصين وأوربا .
المجتمع الإسلامي في عهد الدولة العباسية
بلغ المجتمع الإسلامي في العصر العباسي درجة عظيمة من الرقي نظرا لتقدم الحضارة وازدهارها في العالم الإسلامي ، وتتضح لنا معالم رقي المجتمع فيما يلي :
· الإدارة : إن النظام الإداري استمر على ما كان عليه في عهد الأمويين مع بعض التطورات و إليكم مختصر هذا التنظيم :
· الخلافة : كانت انتخابية في عهد الخلفاء الراشدين ، أم في عهد الأمويين فقد أصبحت وراثية ، وهذا ما كان في عهد العباسيين أيضا .
· الوزراء : ظهر منصب الوزارة في العهد العباسي ، و الوزير هو رئيس الحكومة يساعد الخليفة في الإدارة .
· الدواوين : وهي تمثل حاليا الوزارات ومنها : ديوان الجند ، و الخراج و الرسائل والبريد و النفقات وغيرها من الدواوين الثانوية.
· العائلـة : كانت العائلة المسلمة متينة الروابط : الصغير يحترم الكبير، و الكبير يعطف على الصغير ، ومثل هذا القول ينطبق على الجيران وثم سكان الحي في المدينة أو القرية ، وبذلك عاش المجتمع الإسلامي بعيدا عن العنصرية و الطبقية والانحلال .
· الحياة الثقافية والعقلية : لقد ازدهرت العلوم في العهد العباسي خاصة في عهد الرشيد وابنه المأمون ، وذلك بتأسيس دار الحكمة التي كانت وبحق أعظم مؤسسة ثقافية في عهدها ، ومن ثم خطت العلوم خطوات عملاقة ولذا اعتبرت هذه الفترة ،فترة ازدهار العلوم .
ففي الدين مثلا ظهرت المدارس الدينية المختلفة وهي : " المالكية " و "الحنفية " و "الشافعية " و " الحنبلية " .
أما في الأدب فظهرت مدرستين وهي مدرسة البصرة و التي يترأسها "سيبويه " ومدرسة الكوفة ويترأسها أبو "جعفر الرواسي " وتلميذاه " ألكسائي " و " الفراء " .
أما في الشعر فنذكر عدة مدارس من بينها : الفلفسة ويمثلها " المعري " و التصوف والسياسة والزهد ويمثلها " أبو العتاهية " كما نما فن القصة كما هو الحال في قصة ألف ليلة وليلة .
أما العلوم فقد تطورت : الرياضيات خاصة الحساب و الجبر و الهندسة وتطور الفلك فانشاوا المراصد الفلكية و التقاويم الصحيحة وتوصلوا إلى دراسة الكسوف و الخسوف كما تطورت الكيمياء حيث وضعوا لها قواعد وأصول .
أما في الطب فيقال إن " المنصور" هو أول من شجع الطب ، الذي تطور في عهد الرشيد و المأمون وبعديهما .
· الحياة الاقتصادية : أدى اهتمام العباسين إلى انتعاش كبير في المجال الاقتصاد وينضح ذلك جليا فيما يأتي :
· الزراعة : شجعت على إحياء الأراضي البور وتحسين المنتجات ،وذلك بتوفير المياه اللازمة فأقيمت السدود وحفرة الجداول وتوفير الأسمدة وتشجيع البحوث المتعلقة بدارسة التربة وأنواع النباتات و الشروط اللازمة لنموها .
· الصناعة : لقد اشتهرت بصناعة المنسوجات على اختلافها و النجارة الخشبية وزخرفتها و الزجاج وزخرفته و الورق و التطريز وبناء السفن التجارية و الحربية ... الخ .
· التجارة : كانت الأساطيل تجوب البحر المتوسط من جبل طارق وطنجة إلى إنطاكية ( الشام ) و البحر الأحمر و المحيط الهندي إلى المحيط الهادي إلى كوريا حاليا .