2008-11-30, 02:19
|
رقم المشاركة : 2
|
معلومات
العضو |
|
إحصائية
العضو |
|
|
تابع -الجزائر قبل الفتوحات الاسلامية
العلاقات العسكرية.
كانت لقرطاجنة منذ أواخر القرن الخامس ق.م جنود مرتزقة من نوميديا(1). حيث كان بين الأمراء البربر بالجزائر وبين قرطاجنة معاهدات تقضي بإعانة أولئك الأمراء لقرطاجنة أيام الحرب. فلم يكن لقرطاجنة جند وطني، الأمر الذي كان من أسباب ضعفها في حروبها ضد الرومان. ومن أبرز أمراء البربر:
- مطوس: كان زعيم العساكر المرتزقة التي ثارت على قرطاجنة عام 238 ق.م .
- نافارس: كان ملكا بمصيليا، ولما اشتدت ثورة العساكر المرتزقة وحاصروا عدة مدن منها: بنزرت، طلب أملقار مساعدة نافارس واعدًا إياه بابنته، فأعانه ليقضي بذلك أملقار على الثوار.
- غولة: هو ابن نافارس خلف أباه على ملك مصيليا، وكانت عاصمته قرطة، فجرى على سياسة والده من مصادقة قرطاجنة إلى أن توفي عام 206 ق.م.
- صيفاقس: أبرز ملوك البربر، كانت علاقته مع قرطاجنة تتسم بالمودة والتعاون وذلك من أجل الوقوف ضد ماسينيسا المتحالف مع الرومان، الذين كانت لهم أطماع في بسط نفوذهم على شمال إفريقية، ولذلك كان تحالفه مع قرطاجنة من أجل ضمان بقاء مملكته.
- ماسينيسا: حالف الرومان وأعانهم للتمكين لهم داخل وخارج إفريقيا، كان غرضه إضعاف قرطاجنة كي يتمكن من تنفيذ برنامجه الاستقلالي.
حروب قرطاجنة مع الرومان.
نظرا للتنافس الذي كان قائما بين الروم و قرطاجنة حول البحر المتوسط وبسط النفوذ عليه، قامت حروب طويلة بينهما امتدت مابين 246 إلى 146 ق.م ولقد عرفت هذه الحروب، بالحروب البونية الثلاث.
الحرب البونية الأولى 246 – 241 ق.م:
لقد استغل القائد الإفريقي هميلكار عندما أرسلت روما قواتها إلى صقلية، ليذهب بأسطول صغير إلى إيطاليا، قام فيها بتدمير مراكز الرومان العسكرية وبأسر جنودها، ليتجه بعد ذلك إلى جزيرة صقلية، حيث واجهة مقاومة عنيفة من قبل أسطول روماني في جزر آيجاتيس قرب سواحل صقلية، اضطرته إلى طلب الصلح عام 241 ق.م، وبموجب هذا الاتفاق تخلت قرطاجنة على جزيرة صقلية لروما، ودفع غرامة حربية كبيرة وإلغاء كل القيود التي كانت تفرضها على التجارة الرومانية.
الحرب البونية الثانية 218 – 202 ق.م:
لقد كان هميلكار يحلم دوما أن يحتل إيطاليا ويجعلها تابعة لقرطاجنة، وهذا ما دفع إلى الطلب من قرطاجنة إعداد جيش قوي يزحف به إلى إيطاليا، فأعدت له قرطاجنة قوات صغيرة، استطاع بها أن يستولي على عدد من الحصون والمدن الإسبانيا، وتوفي هميلكار وهو يقود هجوما على إحدى القبائل، ليخلفه بعد ذلك زوج ابنته أسد روبال ثم خلفه حنبعل وهو أكبر أبناء هميلكار، الذي ألحق بالروم خسائر عديدة حتى كادت مدينة روما تسقط بين يده، إلا أن تردده في احتلالها، أتاحه الفرصة لروما أن تستعيد قوتها، حيث أرسلت جيشا إلى إفريقيا لإرغام حنبعل على الرحيل من إيطاليا من أجل نجدة بلاده، وكان ذلك عام 205 ق.م.
عاد حنبعل ليعد جيشا جديدا لمواجهة الروم الذين أدركوا صعوبة مواجهة حنبعل، فعمدوا على تطبيق سياسة فرق تسد، وذلك من خلال تطبيق وسائل المكر والخداع لتفكيك الوحدة الوطنية، حيث عمل سكيبيو الأصغر على استمالة حاكم نوميديا الغربية صيفاقس، وحاكم نوميديا الشرقية ماسينيسا، اللذان كان يكنان كرها شديدا لقرطاجنة، إلا أن هذا التحالف لم يدم، لأن صفاقس راح يشن غرات على أملاك ماسينيسا، حيث كان كل من صيفاقس وماسينيسا يكنان لبعضهما العداوة من قبل تحالفهما مع روما.
أما سكيبيو فقد واجهه حنبعل في معركة زاما أو جاما قرب مدينة الكاف التونسية في أكتوبر عام 202 ق.م، إلا أن الظروف اضطرت حنبعل إلى الانسحاب من المعركة منهزما وقبول قرطاجنة شروط روما المجحفة التي كانت كالتالي:
1. تحتفظ قرطاجنة باستقلالها وأملاكها في إفريقيا فقط.
2. تسلم أسطولها فيما عدا عشرة سفن.
3. ألا تشتبك مع أحد في حرب داخل أو خارج إفريقيا إلا بموافقة روما.
4. أن تدفع لروما غرامة مالية حربية قدرها 200 ألف تالنت تقسط على خمسين عام.
الحرب البونية الثالثة 149 – 146 ق.م:
بعد الحر البونية الثانية تفش الفساد في مجتمع قرطاجنة وانغمس حكامها في حياة اللهو والمجون والظلم، ولقد عانت الطبقة الفقيرة من هذا الفساد مما دفعها إلى القيام بثورة قضت بها على الحكومة الأوليجاركية واختارت حنبعل ليحكم قرطاجنة، الذي صمم على إجراء إصلاحات جذرية لوضع حد لنفوذ الطبقات الغنية وذلك بمنع إعادة انتخابهم وتخفيف عبء الضرائب على كامل الفقراء، هذا الأمر دفع بالطبقة الغنية التي شعرت بالخطر على مصالحها بالوشاية إلى حكومة روما، تخبرها بأن حنبعل يعد العدة لإعلان حرب ضدها، فطلبت روما إلى حكومة قرطاجنة تقديمه إلى المحاكمة بروما، ففر حنبعل إلى أنطاكية حيث اتصل بملك سوريا أنطيوخس فأقنعه بإعلان حرب على روما، إلا أنه فشل، فاشترط الرومان على انطيوخس أن يسلم إليهم حنبعل قبل توقيع أي صلح، فاضطر حنبعل أن يفلت إلى كريت ثم إلى بيثينيا في آسيا الصغرى، وأخذ الرومان يطاردونه حتى اكتشفوا مخبأه، فحاصروه بجنودهم، فانتحر بالسم عن عمر ينازه سبعة وستين عام.
تحالف ماسينيسا مع روما. لقد برز ماسينيسا الذي كان يحكم إمارة نوميديا، كبطل منقذ لهذه البلاد، إذ أراد توحيدها من خلال إقناع البدو الرحل على حياة الاستقرار والخضوع للحكم المنظم، فكان له ذلك من خلال توحيده للبلاد وجعل مدينة قرطة (قسنطينة) العاصمة تعج بقوافل التجار والفلاحين والمباني الفخمة.
ورغم أن حكومة قرطاجنة كانت موالية للرومان، إلا أن روما لم تستجب للدعوات التي كانت تقدمها قرطاجنة من أجل التدخل لوقف غرات ماسينيسا عليها، كما أن قرطاجنة لم تكن تستطيع الرد بموجب اتفاقية الصلح التي تمت في الحرب البونية الثانية، واكتفت روما بإرسال لجان تحقيق التي كانت نتائجها دوماً لصالح ماسينيسا، الحليف الأساسي لروما.
هذا الوضع جعل صبر قرطاجنة ينفذ، فأعلنت الحرب ضد ماسينيسا، وكان ذلك في سنة 151 ق.م، فأعلنت روما الحرب ضد قرطاجنة في السنة الموالية، حيث ضربت روما حصارا ضد قرطاجنة ولم تستطع دخول البلاد إلا بعد أن قتلت 445 ألف شخصا، وهكذا بدأ بعد ذلك الاحتلال الروماني، معلنين قرطاجنة ولاية رومانية بإفريقيا.
ـــــــــــ
(1) أطلقت تسمين نوميديا على المنطقة الممتدة من حدود الممتلكات القرطاجية إلى وادي ملوية.
|
|
|