منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - التثبت والتبين في النقل
عرض مشاركة واحدة
قديم 2008-11-26, 22:06   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
intissarat
عضو مجتهـد
 
إحصائية العضو










افتراضي

قصة ماعز


ومن الأمثلة العملية أيضا في التثبت والتبين، قصة ماعز بن مالك الأسلمي،

وهي في الصحيحين أيضا. لما جاء إلى الرسول صلى الله عليه وسلم ووقف أمامه

وقال: يا رسول الله! زنيت فطهرني. فلم يقبل الرسول عليه الصلاة والسلام منه أول

مرة، حتى اعترف على نفسه أربعة اعترافات بأنه قد زنى، ثم بعد ذلك ما قبل منه،

حتى يتثبت: هل الرجل الآن في حالة سكر؟ تعالوا يا خبراء استنكهوا الرجل

-شموه- هل هو سكران؟ قالوا: ما به سكر. دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم

قومه، وقبيلته، فقال: هل في عقله شيء؟ قالوا: لا يا رسول الله! ليس في عقله

شيء. حتى تَثَبَّتَ وتبين أن الرجل فعلاً قد وقع في الزنى، فأقام عليه صلى الله عليه

وسلم الحد. وكل هذه الأمثلة والقصص وغيرها تربي الصحابة رضي الله عنهم على

ضرورة التثبت وعدم التسرع في الأقوال، أو في الأعمال أو في المواقف التي يتخذونها

من بعضهم، من إخوانهم المؤمنين.


حادثة الإفك

مثال آخر: حادثة الإفك: لما قال أصحاب الإفك في عائشة رضي الله عنها ما قالوا، وفاض

ذلك في الناس، ربى الله تعالى المؤمنين من خلال هذه الحادثة على آداب وأخلاق

عظيمة لَوْلا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْراً وَقَالُوا هَذَا إِفْكٌ مُبِينٌ

* لَوْلا جَاءُوا عَلَيْهِ بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَإِذْ لَمْ يَأْتُوا بِالشُّهَدَاءِ فَأُولَئِكَ عِنْدَ اللَّهِ هُمُ الْكَاذِبُونَ

[النور:12] ولذلك قال أبو أيوب رضي الله عنه لما سألته زوجته أم أيوب، قالت: يا أبا

أيوب! أسمعت ما قيل؟ قال: نعم، يا أم أيوب! وذلك الكذب، ثم قال لها: يا أم أيوب! أرأيت

لو كنتِ مكان عائشة، أكنت تفعلين؟! يعني لو كنتِ مكان عائشة هل يمكن أن ترتكبي

الفاحشة؟ قالت: لا، قال: لو كان أبو أيوب مكان صفوان أكان يفعل؟! قالت: لا! قال:

فـصفوان خير مني، وعائشة خير منكِ..! إذاً نحن نظن بأنفسنا خيراً! ومثلما ما أنني

لا أظن بنفسي ولا بزوجي أن يقع منا مثل ذلك، كذلك لا أظن برجل من المسلمين أن

يقع منه ذلك؛ ما دامت المسألة إشاعة أو شبهة أو كلاماً قيل ليس عليه من دليل.

فربى الله المؤمنين على التثبت، وعاتب أولئك الذين أفاضوا بالحديث دون أن يتثبتوا منه

، وكان منهج الرسول عليه الصلاة والسلام في ذلك غاية الاعتدال. فإن المتهمة الآن

والمرمية هي زوجته أم المؤمنين عائشة. وقد دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم

من ذلك شيء عظيم، حتى قام على المنبر، وقال: {من يُعذِرني من قوم يقولون في

أهلي؟ والله ما أعلم إلا خيرا!} ومع ذلك كان عليه الصلاة والسلام يتجنب عائشة،

ويقول: {كيف تيكم؟} ولا يخاطبها، فكأنه توقف في الأمر، لأنه يعلم أنه لابد أن يبين

الله تعالى في الأمر بياناً كافياً شافياً، حتى نـزل القرآن في براءتها رضي الله عنها.


يتبع إن شاء الله ...