اتهام محمد المبارك لكبار أعلام الشام وليس فقط للأمير عبد القادر يجعل الكاتب صاحب التهمة العارية من الدليل قاصدا التشكيك في القيادات العلمية والروحية والسياسية لأهل الشام وللعرب والمسلمين، وإذا شك المسلم في الأمثلة العليا له، فسيحيا حائرا مذبذبا.
وأي خير سيأتي به رجل ماسوني يسمى مكاريوس، سخر قلمه للماسونية واليهودية.
أي خير سنجنيه من وراء التشكيك في كبار العلماء، تعلمنا من نبينا صلى الله عليه وسلم والصحابة الكرام والعلماء الكبار أن لا نسرع إلى تصديق التهمة إذا كان المشهور والغالب على المتهم حسن الحال، فما بالنا نصدق ماسونيا جاء بخبر لا يقوم على أساس،أو نصدق المبارك وهو ينقل عن ماسوني، ولو قام على أساس فليخبرنا المبارك فقد قرأ الموضوع قبلا، ولا أظنه أجاب إلى الآن بشيء.
إذا صدقنا كل ما يقال، وشككنا في كثير من الأعلام بلا دليل، وتعصبنا للأهواء ولم نكن من المنصفين، واتبعنا فرنسا ومكاريوس ومتبعي مكاريوس، وتركنا وراءنا البيطار، والزركلي، وسعد الله، ويحي بوعزيز وغيرهم، ورأينا أنفسنا أنبه وأفطن من شكيب أرسلان ومحمد كرد علي، وغيرهما، فأي خير فينا، أي خير في قلب لا يفقه، وعقل لا يفكر، أي خير في إنسان لا يتبع المتواتر عن الثقات، ويقلد المتهافت عن الأعداء؟ ما نحن ساعتها إلا كالأنعام، بل أضل.
جزى الله خيرا الدكتور محمد خلدون على جهده في بيان الحقيقة، وبارك له في وقته.