السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
يُعدّ الشيخ الطيب العقبي من روّاد الحركة الإصلاحية في الجزائر،بل هو عمودها الأساسي في عاصمة الجزائر من خلال خطبه في نادي الترقي أو كتاباته في صحف جمعية العلماء المسلمين و قد أشتهر بمواقفه الصلبة و شدته على أذناب الاستعمار الذين حاربهم دون هوادة.
** من المحتمل – و الله أعلم - أن يكون لقاء الشيخ الطيب العقبي بأمير البيان خلال إقامته بتركيا لمدة أكثر من سنتين بعد نفيه من المدينة النبوية ، يقول الطيب العقبي :
" ... تناولت الكتابة في الصحف الشرقية قبل الحرب العمومية أمدا غير طويل فعدني بعض رجال تركيا الفتاة من جملة السياسيين، وأخرجوني في جملة أنصار النهضة العربية مبعدا من المدينة المنورة على إثر قيام " الشريف حسين بن علي" في وجوههم بعد الحرب إلى المنفى في أرضهم " الروم ايلي" أولا فالأناضول ثانيا، وهناك بقيت أكثر من سنتين مبعدا في جملة الرفاق عن أرض الحجاز وكل بلاد العرب" -----------
** كتب الأمير شكيب أرسلان في مراسلة للشيخ الطيب العقبي يخبره فيها بأنه قد رزق بمولود له سماه "غالبا" رجاء أن يكون له الغلب في تلك الحرب، وقال له: " فأنا ـ والحمد لله ـ "أبو غالب" من الآن"
فضمن الشيخ الطيب العقبي هذا المعنى في قوله:
"أبا غالب" لا زلت في الناس غالبا ** ونجم العدى للشؤم والنحس غاربا
ولا زلت ترقى في المعالي بهمة ** بها تمتطي من صهوة المجد غاربا
---------------
** في سنة 1935 م أرسل شكيب أرسلان إلى الشيخ الطيب العقبي رسما صغيرا ـ لعله صورة ـ قائلا: " هذا رسم صغير أرسله لك تذكار حب وود ".
فكتب له الشيخ الطيب هذين البيتين على ذلك الرسم قائلا:
رسم صغير الحجم لكنه ** شكل "أبي غالب" الأكبر
ذكرني لما بدا قولـه : ** " ليس على الله بمستنكر"
و شطر البيت الأخير مأخوذ من قول أبو نواس:
وليس على اللّه بمستنكر ** أنْ يَجْمَعَ العالَمَ في واحد
-------------
** بعد حادثة الاغتيال التي كان ضحيتها مفتي الجزائر العاصمة ،الشيخ محمود كحول بن دالي و كان تنفيذ هذه الجريمة في اليوم الذي عقد فيه المؤتمر الإسلامي تجمعا كبيرا بملعب 20 أوت في العناصر حاليا.
و اتهام الشيخ العقبي بها أو بالتحريض عليها، رغم اعتراف الجاني بأن الشيخ ليس له أي دخل من قريب و لا من بعيد بهذه القضية ، لكن السلطات الاستدمارية و بتحريض من اليهود الصهاينة ادخلوا الشيخ السجن .
** لما وصل الخبر إلى الأمير شكيب ، شن حملة من خلال الصحف و المجلات و النوادي الدولية مطالبا بإطلاق سراحه، و تبرئة ساحته ، و متهما الدوائر الصهيونية بأنها هي السبب وراء اتهام الشيخ الطيب العقبي بالتحريض على اغتيال محمود كحول ، و هدفها من وراء ذلك هو اسكات صوت الشيخ العقبي و توقفه عن مهاجمة السياسة الصهيونية في فلسطين.
ومما كتبه الأمير : " ...بدأت اهتمامات الطيب العقبي بالقضية الفلسطينية مبكرا من خلال ما كانت تنشره جريدته الأولى الإصلاح سنة 1929، ومن خلال كتاباته في جرائد الجمعية ـ بعد ذلك ـ مستنكرا وعد بلفور سنة 1917 م وقرارات سان ريمو سنة 1920م القاضي بوضع فلسطين تحت الانتداب البريطاني، منبها في مناسبات عديدة أن الوجود البريطاني في فلسطين يهدف أساسا إلى خدمة الحركة الصهيونية، التي وصفها بنفاية العالم، وكتب مقالا هاما في جريدة البصائر بعنوان" لبيك، لبيك يا فلسطين فما أنت لأهلك فقط ولكنك للعرب كلهم وللمسلمين أجمعين".-------------
** في إحدى رسائله الى الشيخ الطيب العقبي كتب الأمير شكيب أرسلان يشكو من إرجاع بريده المرسل إلى الجزائر أو مصادرته في كثير من المرات من قبل مصالح البريد الفرنسية.
-------------