منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - آفات اللسان.
الموضوع: آفات اللسان.
عرض مشاركة واحدة
قديم 2008-10-25, 09:02   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
ليتيم الشافعي
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية ليتيم الشافعي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

الخطبة الثانية
الحمد لله على إحسانه، والشكر له على توفيقه وامتنانه، وأشهَد أن لا إلهَ إلا الله وحده لا شريكَ له تعظيما لشأنه، وأشهد أنّ نبيّنا محمّدًا عبده ورسوله الداعِي إلى رضوانه، صلّى الله عليه وعلى آله وأصحابِه وإخوانه، وسلّم تسليمًا كثيرًا.
أمّا بعد: فيا أيّها المسلمون، اتقوا الله وراقبوه، وأطيعوه ولا تعصوه، يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ [آل عمران:102]، واعلَموا أنَّ عليكم ملَكَين كريمَين، يكتبان كلَّ كلامِكم، ويحفظان كلَّ أقوالكم، مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ [ق:18].
أيّها المسلمون، المسلمُ مَن سلِم المسلِمون من لسانِه ويدِه، والقَالَةُ بينَ النّاس نميمةٌ وأَفيكَة وبهيتةٌ وعَضيهَة وقالَة قبيحة، إفسادٌ لذاتِ البين وتفريق بين المتحَابَّين ونفثٌ في عُقَد المكارِهِ بين الزوجين، صاحِبُها متوعَّد بالنار وسوءِ القرار، فعن حذيفة رضي الله عنه قال: قال رسول الله : ((لا يدخُل الجنّةَ نمام)) متفق عليه[1].
وكلِمةُ الغيبَةِ لسانٌ مقراضٌ وفَريٌ في الأعراضِ، همز ولمزٌ وغَمز وطعن وثلبٌ، مستنقَع آسن ودَرَك هابِط وولوغٌ في الجِيَف والأنتان، عِقابها شديد ومصيرُها رهيبٌ، فعن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله : ((لمّا عرِج بي مررتُ بقومٍ لهم أظفار من نحاس، يخمِشون وجوهَهم وصدورَهم، فقلت: مَن هؤلاء يا جبريل؟ قال: هؤلاء الذين يأكلُون لحومَ الناس ويقَعون في أعراضهم)) أخرجه أحمد وأبو داود[2]. فهل بعدَ هذا الوعيدِ من وعيد؟! فمتى تكُفّ منّا الألسُن عن هذا السقط؟! ومتى نتوب ونمتنِع عن هذا الخضَض واللغط؟!
أيّها المسلِمون، خاب الطّعّانُ وخسِر اللّعّان وباء بالخيبةِ الفاحش وبذيء اللسان، فعن ابن مسعود رضي الله عنه: ((ليس المؤمِن بالطّعّان ولا باللّعّان ولا الفاحِش ولا البذيء)) أخرجه الترمذي[3].
وقانا الله وإياكم من جميع الآثام، وحمانا من الحرام، وعفا عن تقصيرنا وخطئنا فيما مضى من الأيّام.
أيّها المسلمون، إنّ تمرةَ الاستماع الاتّباع، فكونوا من الذين يستمعون القول فيتَّبعون أحسنه.
واعملوا أن الله أمركم بأمرٍ بدأ فيه بنفسِه، وثنّى بملائكته المسبِّحة بقدسِه، وأيَّه بكم أيّها المؤمنون من جنّه وإنسِه، فقال قولاً كريمًا: إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا [الأحزاب:59].
اللّهمّ صلِّ وسلِّم وبارك وأنعم على عبدك ورسولك محمّد صاحب الحوض المورود والمقام المحمود...