منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - دعاااة وداااعيااات الأسبوع - شاااركوناااا الأجر ( متجـــدد)
عرض مشاركة واحدة
قديم 2011-03-07, 18:47   رقم المشاركة : 92
معلومات العضو
1954مريم
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية 1954مريم
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

السلام عليكم هذه مقتطفات اتمنى ان تفيدنا واكون من داعيات هذا الاسبوع
قال تعالى
﴿ وما خلقت الجن و الإنس إلا ليعبدون (56) ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون(57)إن الله هو الرزاقذو القوة المتين ﴾
سورة الذاريات

وقال تعالى في الحديث القدسي (يا ابن آدم تفرغ لعبادتي أملأ صدرك غنى و أسد فقرك و إن لا تفعل ملأت يديك شغلا ولم أسد فقرك)
رواه الترمذي و ابن ماجة وصححه الألباني




ولذا قال الإمام ابن القيم
فرغ خاطرك للهم بما أمرت به ولا تشغله بما ضمن لك فإن الرزق و الأجل قرينان مضمونان.
فمادام الأجل باقيا كان الرزق آتيا.وإذا سد عليك بحكمته طريقا من طرقه فتح لك برحمته طريقا أنفع لك منه.
فتأمل حال الجنين يأتيه غذاؤه-وهو الدم- من طريق واحد وهو السرة فلما خرج من بطن أمه وانقطع ذلك الطريق فتح له طريقين اثنين و أجرى له فيهما رزقا أطيب و ألذ من الأول لبنا خالصا سائغا.فإذا تمت مدة الرضاع و انقطع الطريقان بالفطام فتح طرقا أربعا أكمل منها : طعامان و شرابان
فالطعامان من الحيوان و النبات و الشرابان من المياه و الألبان وما يضاف إليهما من المنافع و الملاذ .
فإذامات انقطعت عنه هذه الطرق الأربع.لكنه سبحانه فتح له-إن كان سعيدا- طرقا ثمانية وهي :أبواب الجنة الثمانية يدخل من أيها يشاء.





فهكذا الرب سبحانه لا يمنع عبده المؤمن شيئا من الدنيا إلا ويؤتيه أفضل منه و أنفع له وليس ذلك لغير المؤمن فإنه يمنعه الحظ الأدنى الخسيس ولا يضى له به وليعطيه الحظ الأعلى النفيس.




و العبد لجهله بمصالح نفسه و جهله بكرم ربه و حكمته و لطفه لا يعرف التفاوت بين ما منع منه وبين ما ذخر له بل هو مولع بحب العاجل و إن كان دنيئا
وبقلة الرغبة في الآجل وإن كان عليا.

ولو أنصف العبد ربه و أنى له بذلك !؟ لعلم أن فضله عليه فيما منعه من الدنيا ولذاتها ونعيمها أعظم من فضله عليه فيما آتاه من ذلك فما منعه إلا ليعطيه ولا ابتلاه إلا ليعافيه و لا امتحنه إلا ليصافيه ولا أماته إلا ليحييه ولا أخرجه إلى هذه الدار إلا ليتأهب منها للقدوم عليه وليسلك الطريق الموصلة إليه.
فـ
﴿ جعل الليل و النهار خلفة لمن أراد أن يذكر أو أراد شكورا ﴾
﴿ أبى الظالمون إلا كفورا ﴾
و الله المستعان.


من كتاب (لا تحزن وابتسم للحياة) للشيخ محمود المصري
مقتطف من (الفوائد ) للإمام ابن القيم