منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - الفرق بين رواية حفص وورش
عرض مشاركة واحدة
قديم 2011-03-01, 23:46   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
ahmedcrane
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

أنصحك بقراءة كتب تتكلم عن نشأة علم القراءات...... ستزيلين عنك كثيرا من الشبه......
التفسير بسيط يا أختي.....
أمر الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه زيدا بن ثابت بجمع المصاحف على حرف واحد (كادت أن تقوم حرب دامية لإختلاف القراءات).... فجمعها زيد على حرف واحد.....
و قد كتب زيد مصحفا لكل بلد...... الكوفة البصرة الشام المدينة مكة.....و غيرها.....
و قد أثبت زيد بعض الخلافات بين تلك المصاحف لا سهوا و غلطا.... إنما أثبتها لموافقه أهل ذلك البلد تلك القراءة و كونها ثابتة سمعها من الرسول صلى الله عليه و سلم بتلك الأوصاف المختلفة.....
أختي ينبغي التفريق بين الخلاف الحرفي و الخلاف الشفوي (التجويد).....
الخلاف في التجويد دخله بعض الإجتهاد ..... لكن الخلاف في الحرف كله ثابت عن المصطفى صلى الله عليه و سلم.....
مثال أختي لأقرب لك الأمر.....
أقدم مصحف وجد في عصرنا هو مصحف كتب في القرن الأول للهجرة (اكتشف في آسيا الصغرى).....
نعم في تشكيل كلماته هو لا يوافق إحدى القراءات المعروفة عندنا بعينها ...... لكنه إن خالف تشكيله قراءة فهو موافق لقراءة أخرى صحيحة.....
أي أن تشكيله و حروفه ما خرجوا عن القراءات العشر المتواترة و ما هو إلا زيادة دليل على قوة و صحة المصحف الشريف.....
أختي اعلمي أن العلماء قبلوا تواترا عشر قراءات و لكل قارى راويان..... أي أن هناك عشرين رواية للقرآن.....
المشهور منها حاليا 4....... رواية حفص الكوفي عن عاصم و هي سائدة في العالم.....
رواية ورش عن نافع و هي السائدة في المغرب و الجزائر....و أكثر تونس....
رواية قالون عن نافع و هي السائدة في ليبيا و بعض مناطق تونس و الجزائر.....
رواية حفص الدوري عن أبي عمر البصري و هي المشهورة في السودان....... و هي التي كانت تسود كل المشرق العربي قديما.....
يا أختي هؤلاء القراء أخذوا القرآن من أفواه شيوخهم و من شيوخهم.....أقول لك شيوخهم إما التابعين أو صحابة رسول الله صلى الله عليه و سلم.....
كل قارى سمع جمع من القراء علموه التلاوة.... و هو اختار طريقة ليقرأ غيره......فإما هو انتهج اتخاذ قواعد العربية أو قرأ بالمشهور السائد و لكل طريقته..... المهم أن كل هذا ثابت عن صحابة رسول الله صلى الله عليه و سلم.....
و ممن أخذه الصحابة و التابعون..... البين أن الرسول صلى الله عليه و سلم هو مصدر كل هذا.....
و قد يأتي قائل و يسأل لماذا قد يختلف راويان عن نفس القارئ..... كحال قالون و ورش في شيخها نافع....... نقول من قرأ التاريخ فهم أن نافع سمع الكثير من صفات التلاوة و علم ورشا نوعا و قالون نوعا آخر....
و هلما جرا.....
إجتهاد القراء كائن في إختيارهم صفة تلاوتهم مما سمعوه من شيوخهم...... ما كان إجتهادهم من عدم....
انظروا فقط قراءة بن محيصن هي قراءة لا إشكال في كونها صحيحة من وجه العربية لكن بعض حروفها لم يثبت روايته عن النبي عليه الصلاة و السلام و لذا سميت القراءة شاذة..... و هو نفس حالة قراءة الأعمش و الحسن البصري و أبو محمد اليزيدي.....

أختي لا ينبغي أبدا مناقشة أمثال هاته المسائل و أنت لم تحيطي بهاته المسألة فالشبه كثيرة و خطافة..... لأن الكلام في المصحف الشريف كلام الله عز و جل.....
أوضح.... من جائته شبهة في مسألة فرعية.... لا يشبه أبدا من اشتبه عليه أمر القرآن الكريم........
الشك في فرع لا يساوي الشك في أصل الدين كما يقال.....
و لهذا أنصح إخواني بدراسة هاته المسألة و فهمها و هضمها جيدا.....
و يمكن أن يقال أنها أكبر شبهة على الدين......
إخواني و أخواتي في الله..... أمثال هاته المسائل تترك.... و نجد الناس يخوضون فيما هو أقل منها بكثير.....
من كان له علم في المسألة فليعلم غيره..... و ليحسن فهمه لأن المسألة وعرة قليلا.....
و كما قيل حدثوا الناس بيفهمه مستواهم..... لا تخلطوا عليهم أمور دينهم (و هي في الأصل مخلطة حاليا و الله المستعان).....
وفقنا الله و جميع المسلمين لما يحب و يرضى و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.....