منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - ¤©§¤°شخصيات عالمية بجامعة الجلفة ¤©§¤° الجزء 1
عرض مشاركة واحدة
قديم 2007-04-08, 20:15   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
cd_nail
قدماء المنتدى
 
الصورة الرمزية cd_nail
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

بين ناصر خوجة و جان سيناك
يقول ناصر : عرفت جان سيناك حينما كان يذيع حصة ( شعر على كل الجبهات ) في الإذاعة و التلفزة الجزائرية ، و التي لم تكن تتحدث عن كبار الشعراء فقط ، بل كانت تعطي الكلمة للشعراء الشباب ، ففي نهاية كل حصة يقرأ جان سيناك بصوته أشعارا لشعراء جدد متيحا لهم بذلك الفرصة و مشجّعا ، فكانت البداية أن كتبت له رسالة لأنه أذاع حصة عن الشاعر روني دو باستر ، قلت له فيها أنني أعجبت بهذا الشاعر و أنني أريد المزيد من أشعاره ، فما كان من سيناك إلا أن استدعاني عنده في البيت و سلّم لي القصائد و قال لي : لقد قرأت شعرك و أعجبني ، لكن روني دو باستر الذي كان قد أهدى لسيناك إحدى قصائده لم يتصرف معه تصرفا جيدا ، حيث ما لبث أن نزع الإهداء حينما طبع القصيدة في ديوان ، اسم القصيدة هو ( عمر الفيتنام ) و الموجودة في ديوان الشاعر في كوبا ، و قد كنت محظوظا ذات يوم حيث سمعت إحدى قصائدي بصوت جان سيناك في حصة ( شعر على كل الجبهات) ، و في بيته تعرّفت على أغلبية الشعراء ، مثل يوسف سبتي ، حميد تيبوشي ، و رشيد باي ..
يرن الهاتف ، يقوم حميد ناصر خوجة منحنيا ، مبتسما ، و كعادة المتصوفة الذين لا يحبون التحدث عن أنفسهم يبتهج حينما يقاطعنا شخص ما أو حدث ما ، لأنه سيتمكن من الفرار من أسئلتي الملحاحة للحظات ، بل و يتعمّد أن يعود إلى موضوع جان سيناك مبتعدا من الحديث عن نفسه ..
و لمّا يعود يقول : دعني نتكلم عن جان سيناك ..
أبتسم ، فيفهم أنني قد فضحت تهرّبه ، فيقول : لا توجد كتابة عن جان سيناك إلا و تجدني بين ثناياها ، أو أحد شهودها ، جان سيناك الذي تناسيناه كثيرا أعيد بعثه في لقاء أول عام 1983 في مارساي ، كان ملتقى خاص بجان سيناك و قد طبعت أعمال الملتقى ، و قد حضره كثير من المميزين من أمثال : الطاهر بن جلّون ، جمال الدين بن شيخ ، و إيمانويل روبلاس ، و شاركت بمحاضرة ..
أما في عام 1993 فقد أعد رابح بلعمري عددا خاصا بجان سيناك في مجلة ( أوان ) العدد العاشر ، و هي المجلة الموسومة بدفاتر الدراسات البربرية التي أنشأها مولود معمري ، و مؤخرا في العام الماضي شاركت في المعرض الذي كان شعاره من أجل جان سيناك ، و الذي كان بالمكتبة الوطنية ، و لا يسعني إلا أن أشكر الدكتور أمين الزاوي عليه ، ثم يضيف : ظل جان سيناك شبه مجهول في بلاده مدة ثلاثين سنة ، لم يُذكر في ذكرى وفاته مدة ثلاثين سنة ، و أول من أقام معرضا خاصا به هو الدكتور أمين الزاوي ، الذي أعاد جان سيناك للذاكرة ، و طبع له ديوانا بتقديمه و هو الذي ترجمه محمد بوطغان ، قبلها كان الرئيس الشاذلي بن جديد قد أعطى ديبلوم شرف في الشعر لجان سيناك من بين عدة شعراء آخرين في إطار الذكرى الخامسة والعشرين للاستقلال الجزائر ..
تنادي ابنته في الطابق السفلي : أبي تعالى لقد أحضرت الماء ..
يبتسم : سأقطع الحكاية ريثما أحضر الماء ..
و يقوم منحنيا مرة أخرى ، لا ليرد على الهاتف بل ليحمل الماء من الطابق الأرضي إلى الطابق الرابع ، ثم يعود مبتسما ، و يبادرني : أتعرف أن سيناك أول من أُعجب بالبوقالة ، لقد ترجم إلى الفرنسية 15 بوقالة رفقة باية .. بل لقد صارت ترجمته مرجعا ، و سمعت أن أمين الزاوي ، سيعاود إرجاعها إلى العربية .. و جان سيناك ، ثم يبتسم ثانية ، هو أول من قرأ ( قَسماً) في فرنسا و ساهم في ترجمتها ..

سيناك و الصحافة
قال ناصر : كان سيناك يساهم كثيرا في صحيفة الشعب التي كان يديرها صالح لوونشي ، و التي ظهرت بالفرنسية أولا باسم Le peuple ، ثم أصبحت الشعب بعد أربعة أشهر ، و كان عنوان ركنه الدائم هو ( الشمس تحت الأسلحة ) ، و الذي كان يقدم فيه شعراء الثورة ، كما شارك في مجلة ( نوفمبر 54 ) ، و كان في هيئة تحريرها ، و التي كان محمد بوديا أول مدير لها ، و قد كان فوق هذا و ذاك يساهم في الطبعة السرية لجريدة ( المجاهد ) أثناء الثورة ..

سيناك .. شخصية روائية

يقول ناصر : جاء سيناك كشخصية روائية في العديد من الروايات الجزائرية و الفرنسية ، ففي عام 1972 ذُكر في رواية ( السفر ) لأرنو موندال الذي قال له أنت هو ليوناردو دافينشي الأقدام السوداء .. و كان سيناك مايزال حيا ، و في سنة 1982 جاء ذكره في رواية ( نور المقنّع ) لسيرج ميشال ، الذي شارك في الثورة الجزائرية و قد تحدث في روايته كثيرا عن جان سيناك ، إنها كتابة متداخلة بين الحكاية و المذكرات عن جان سيناك في باريس و في الجزائر ، أما في سنة 1989 فقد جعله الروائي الجزائري رابح بلعمري رجل ثورة يحكي للجزائريين و الفلاحين عن الجزائر و الاستعمار و ذلك في روايته ( L’asil de pierre ) ، و في سنة 1978 كتب كريستيان دو دوي روايته ( الشمس من أجل العطش ) التي يحكي فيها حكاية متعاون أجنبي يبحث عن شاعر من الأقدام السوداء مات مقتولا ، و في الأخير و في نهاية الرواية يذكره صراحة بالاسم ، و آخر روائي تناول بالذكر جان سيناك هو الأعرج واسيني عام 1995 في روايته ( ذاكرة الماء ) ..

سيناك و الآخرين
تحدثت و حميد ناصر خوجة عن جان سيناك أحد المؤسسين الأوائل لاتحاد الكتاب الجزائريين حيث قال ناصر : كان هو السبب الحقيقي في وجود الاتحاد عام 1963 حيث انتخب كاتبا عاما و مولود معمري رئيسا ، ثم قال في صدد الحديث عن الآخرين :
1- العقاد : دفع سيناك الاتحاد للاحتفال بصورة رسمية بذكرى وفاة عباس محمود العقاد عام 1964 ..
2- أدونيس : عرف سيناك أدونيس عام 1966 و ذلك حين دافع عن الشعراء الذين يكتبون بالفرنسية ..
3- لوركا : كان سيناك متأثرا بلوركا .. و كان في بداياته يبتهج حينما يقال له أن شعرك يشبه شعر لوركا ، بل إنه اختار بيتين للوركا ختم بهما ديوانه الأول ..
نقطة حزن
قال لي ناصر مطأطأ رأسه و عليه نبرة حزن .. مثلما تنبأ بذلك : مات سيناك مقتولا ..
لأنه كان يقول دائما سأموت مقتولا مثل لوركا ، الطعنة تلك أو الطعنات الثلاثة عشر لم تكن في جسد الشاعر ، بل كانت في جسد الشعر الجزائري ، كانت بدايات للنسيان ، كانت بدايات للتجاهل .. إنها بداية دفنٍ دامت أكثر من ثلاثين سنة ، حاولت أن أخرجه من حزنه فقلت : ما مشروعك القادم ؟ .. قال ناصر في الختام : بيبليوغرافيا حول حياة جان سيناك ..










رد مع اقتباس