المصحف الشريف
كنت صغيرة وقتها لكن ذاك اليوم أبدا لن أنساه
أمي تحمل كتابا أول مرة أراه
تنظر إليه بتركيز و بحركةٍ خفيفة للشفاه
ببراءةٍ قلت : ماذاك بيدك أماه ؟؟
قالت : بنيتي هذا كتاب الله
كتاب الله ؟؟؟ لم أفهم أماه و ما هو معناه ؟؟
قالت : إنه كتاب مقدس لم يرقى بشر إلى مستواه
فيه شفاء من كل داء و خيرُ ُ فخيرُ ُ محتواه
زاد الغموض و الإبهـــام حواه
استفهامات للعقل تغشـــاه
كان لدي وقتها كوكب زجاجي يبهج الناظر بهاه
بداخله وردة حمراء بلمسة خفيفة تشتعل فتسرني جدا رؤياه
فقالت : أحظريه و أطفئي الأنوار
أطعتها في حيرة و دون انتظار
ساد الظلام و زاد الاحتيار
عندها قالت : هل ترين شيئا ؟؟
قلت لا و أنا أخاف الظلام
أشعـَلـَتِ المصباح دون كلام
و كم سُرِرتُ بذاك المنظر المتلألئ .. و لا في الأحلام
كم تبدو الوردة جميلة و النور بروعة ٍ يبدد الظلام
لم أقوى على رفع عياني و لا حتى على الكلام
عندها قالت : هل لاحظتِ الفرق بينهما ؟؟
قلت : نعم و أعجبني آخرهما
عندها قالت : ذاك الكوكب هو بيتنا
و ذاك الظلام هو هجرنا لقرآننا
و النور هو جزاء قرائتنا
وقتها لم أفهم كلماتها
لكن الصورة التي ارتسمت في مخيلتي جعلتني أحبه من وصفها
و جميل تصويرها
و عندما كبرت فهمت قصدها
و في كل مرة أتهاون أو ينسيني الشيطان ذكر الله
تعود تلك الصورة المتلألئة لمخيلتي و يزداد حلمي
ببيت في الجنة منير
اللهم يسر أمورنا و لا تشغلنا عن ذكرك
اللهم اجعل لنا بيتا في فردوسك الأعلى
اللهم أنر حياتنا و آخرتنا بقرآننا
اللهم آمين آمين يا رب العالمين