كونه -صلى الله عليه وسلم- أعلمَ الناس بالله وأشدَّهم له خشية
الحديث السابع عشر
عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: "جاء ثلاثة رهط إلى بيوت أزواج النبي -صلى الله عليه وسلم- يسألون عن عبادة النبي -صلى الله عليه وسلم- فلما أُخبروا كأنهم تقالوها، فقالوا: وأين نحن من النبي -صلى الله عليه وسلم؟ قد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، قال أحدهم: أما أنا فأنا أصلي الليل أبدا، وقال آخر: أنا أصوم الدهر ولا أفطر، وقال آخر: أنا أعتزل النساء فلا أتزوج أبدا، فجاء رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال:
"أنتم الذين قلتم كذا وكذا؟ أما والله إني لأخشاكم لله وأتقاكم له، لكني أصوم وأفطر، وأصلي وأرقد، وأتزوج النساء، فمن رغب عن سنتي فليس مني"" البخاري حديث (5063).
الحديث الثامن عشر
وعن عائشة -رضي الله عنها- قالت: صنع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أمراً ترخَّصَ فيه, فبلغ ذلك ناساً من أصحابه، فكأنهم كرهوه وتنـزهوا عنه فبلغه ذلك، فقام خطيباً فقال:
"ما بال رجالٍ بلغهم عني أمرٌ ترخَّصتُ فيه فكرهوه وتنـزهوا عنه، فوالله لأنا أعلمهم بالله وأشدهم له خشية" البخاري في الاعتصام (7301) ومسلم في الفضائل (6062).