عندما إنخرطت الولايات المتحدة الأمريكية في التفاوض مع إيران بوساطة عمانية للوصول إلى حل سلمي بشأن برنامجها النووي، كان غرض دونالد ترامب هو تجريد صفري لإيران من الطاقة الذرية مثلما يطالب به حليفه نتنياهو، أما في حالة تمسك إيران ببرنامجها النووي وتخصيب اليورانيوم، فإن الغرض من المفاوضات قد تحقق خاصة أن ترامب أوهم الجميع بما فيها إيران بتصريحه "بأنه رجل سلام ولا يريد حربا مع إيران ويود منحها فرصة لحل الخلاف سلميا".
ومن هذا الكلام الجميل، وجلسات المفاوضات تارة في مسقط وتارة أخرى في روما، ورسائل التهدئة من إدارة ترامب إلى القيادة الإيرانية التي حملها إليها عرب المنطقة، بدأت الإستعدادات العسكرية الإيرانية في التراخيى بعد أن كانت في أهب الإستعداد وفي حالة جاهزية عالية للتصدي بحزم لأية هجمات إسرائيلية أو غيرها والرد عليها.
ما جعل الأجهزة العسكرية الصهيونية بكل أذرعها بما فيها المخابراتية تعمل في بيئة مناسبة نسبيا.
وعندما أستكملت كامل الإستعدادات لإنجاز عمل جاد، أعطيت الأوامر للوكالة الدولية للطاقة الذرية لإصدار قرارها للسياسي يبرر إستهداف نووي إيران، وتصريح ترامب بمثابة ضوء أخضر أمريكي.
شرعت إسرائيل وفي عجالة من المستجدات في تنفيذ هجماتها على النووي الإيراني وعلمائه وقيادات الميدان والسيطرة للقوات المسلحة الإيرانية.
وحققت الهجمات الإيرانية نجاحا باهرا في الميدان بحيث سيطر السلاح الجو الصهيوني علي السماء الإيرانية بالكامل، والدفاعات الجوية الإيرانية كانت عاجزة عن أي رد، بعد أن شلت من طرف الصهاينة ولم تترك لها أية فرصة للرد، ونفس الشيء بالنسبة للمنظومة الصاروخية الإيرانية التي لم تنطلق بعد إغتيال قيادات السيطرة.
إن الحرب خداع، بالمفاوضات تم إلهاء إيران وإستغفالها، والنتيجة ضربة إسرائيلية موجعة.
بقلم الأستاذ محند زكريني