من وراء إخفاء الأصول العربية/الفينيقية لسكان الجزائر قبل الإسلام ؟
و لصالح أي منظومة يتمّ إخفاء عروبة الجزائر قبل الإسلام ؟ و من يُموّل هذا الطمس التاريخي و هذه المؤامرة؟
تؤكد البروفسور الأمريكية باتريسيا لورسين في كتابها " Imperial identities" أن من أهداف الاستعمار الفرنسي هو تجريد الجزائر من كل مقومات الثقافة و الهُوية العربية الشرقية (الكنعانية الفينيقية) التي كانت سائدة في الجزائر بحوالي 15 قرناً قبل الفتح الاسلامي .
مشروع فرنسا كان واضحاً : إفراغ أرض الجزائر من كلّ ما هو تراث عربي/كنعاني يضفي الشرعية التامة للفتح الاسلامي بحكم أن الجزائر كانت أرض عربية وجب أسلَمَتُها و فتحها من طرف العرب المسلمين لاسترجاعها من جديد و تحريرها بالقوة من المحتل الروماني.
بعد هذا الطمس التاريخي و الإفراغ الهُوياتي لللشخصية الجزائرية من مكوّنها العربي الفينيقي قبل الإسلام بدأت فرنسا و أتباعها يروّجون لأطروحة "الإسلام هو الذي عرّبَ سكان الجزائر " متجاهلين بذلك السؤال المنطقي:
"لماذالم يعرب الإسلام بلاد فارس و الحبشة و تركيا التي تُعتبر جغرافياً أقرب مسافةً لمركز الإشعاع الإسلامي (مكة) من الجزائر ؟"
إنّ تحريف الحقائق العلمية و الطمس التاريخي للبعد العربي/الكنعاني من طرف فرنسا الكلونيالية و أتباعها اليوم أحدث شرخاً و فراغاً حضارياً في الذاكرة الجماعية الجزائرية جعل بالبعض يؤمن بالخرافة التمزيغية و دفع بالبعض الآخر أنهم يُروجون بأنّ روما هي التي اتت بالحضارة للمغرب العربي/الكنعاني.
هذا التغافل او التجاهل للتاريخ العربي الكنعاني الجزائري القديم مهّد الأرضية لأكذوبة "البربر السكان الأصليون" و التي سمّتها الباحثة في أطروحتها ب "الخرافة القبائلية" ،بمعنى السكان الأصليون كانوا متخلفين حضارياً إلى أن جاءت روما و أدخلت الحضارة للجزائر بينما الأدلة العلمية و الحقائق التاريخية توكد أن عروبة الجزائر سبقت الفتح الاسلامي بحوالي 15 قرنا من الزمن كما ان الإزدهار الحضاري في الجزاىر سبق الاحتلال الروماني بمائات السنين.
رداً على سؤال أحد السائلين