منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - وجوب الكف عما شجر بين أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم
عرض مشاركة واحدة
قديم 2023-11-27, 07:31   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
عبدالله الأحد
عضو نشيط
 
إحصائية العضو










افتراضي


الآثار المروية فيما وقع بين الصحابة - رضي الله عنهم - تنقسم إلى ثلاثة أقسام:

1- منها ما هو كذب.

2- ومنها ما قد زيد فيه ونقص وغير عن وجهته.

3- والصحيح منها هم فيه معذورون أما مجتهدون مصيبون وإما مجتهدون مخطئون (1).

ولهم - رضي الله عنهم - من السوابق والفضائل ما يوجب مغفرة ما صدر منهم.

وقد أثنى الله - عز وجل - عليهم مع أنه سبق في علمه ما سيكون منهم.

فقد روى ابن بطة بالإسناد الصحيح (2) عن عبدالله بن أحمد قال حدثني أبي حدثنا أبو معاوية (3) حدثنا رجاء عن مجاهد عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: لا تسبوا أصحاب محمد فإن الله أمر بالاستغفار لهم وهو يعلم أنهم سيقتتلون (4).

قال الإمام الذهبي - رحمه الله - في « السير » (10/92): « كما تقرر الكف عن كثير مما شجر بينهم وقتالهم - رضي الله عنهم - أجمعين وما زال يمر بنا ذلك في الدواوين والكتب والأجزاء ولكن أكثر ذلك منقطع وضعيف وبعضه كذب..».

قال ابن بطة في كتاب « الإبانة » (294): « ومن بعد ذلك نكف عما شجر بين أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقد شهدوا المشاهد معه، وسبقوا الناس بالفضل فقد غفر الله لهم وأمرك بالاستغفار لهم والتقرب إليه بمحبتهم وفرض ذلك على لسان نبيه وهو يعلم ما سيكون منهم وأنهم سيقتتلون وإنما فضلوا على سائر الخلق لأن الخطأ والعمد قد وضع عنهم وكل ما شجر بينهم مغفور لهم ولا تنظر في كتاب صفين والجمل ووقعة الدار وسائر المنازعات التي جرت بينهم ولا تكتبه لنفسك ولا لغيرك ولا تروه عن أحد ولا تقرأه على غيرك ولا تسمعه ممن يرويه فعلى ذلك اتفق سادات علماء هذه الأمة من النهي عما وصفناه منهم: حماد بن زيد ويونس بن عبيد وسفيان الثوري وسفيان بن عيينة وعبدالله بن إدريس ومالك بن أنس وابن أبي ذئب وابن المنكدر وابن المبارك وشعيب بن حرب وأبو إسحاق الفزاري ويوسف بن أسباط وأحمد بن حنبل وبشر بن الحارث وعبدالوهاب الوراق.كل هؤلاء قد رأوا: النهي عنها والنظر فيها والاستماع إليها وحذروا من طلبها والاهتمام بجمعها.

وقد روى عنهم فيمن فعل ذلك أشياء كثيرة بألفاظ مختلفة المعاني على كراهية ذلك والإنكار على من رواها واستمع إليها ».



وقد أجمع السلف على عدم الخوض فيما شجر بينهم رضى الله عنهم أجمعين

* روى الخطابي في كتاب « العزلة » (44) من طريق حمزة بن الحارث الدهان قال: حدثنا عبدالله بن روح المدائني قال: حدثنا يحيى بن الصامت قال: حدثنا أبو إسحاق الفزاري عن الأعمش عن أبي راشد قال: جاء رجل من أهل البصرة إلى عبيد الله بن عمر فقال: إن رسول إخوانك من أهل البصرة إليك فإنهم يقرءونك السلام ويسألونك عن أمر هذين الرجلين علي وعثمان وما قولك فيهما. فقال: هل غير. قال: لا. قال: جهزوا الرجل فلما فرغ من جهازه قال: أقرأ - عليهم السلام - وأخبرهم أن قولي فيهم: ? تلك أمة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تسألون عما كانوا يعملون ?.



* وروى الخطابي في « العزلة » (44)، وأبو نعيم في « الحلية » (9/144) من طريق يونس بن عبد الأعلى يقول: حدثنا الشافعي قال: قيل لعمر بن عبد العزيز: ما تقول في أهل صفين. فقال: تلك دماء طهر الله يدي منها فلا أحب أن أخضب لساني بها. وسنده منقطع.



* ورواه ابن سعد في « الطبقات الكبرى » (5/394)، وابن عساكر في « تاريخ دمشق » (65/133) من طرق خالد بن يزيد بن بشر عن أبيه قال: سئل عمر بن عبد العزيز عن علي وعثمان والجمل صفين وما كان بينهم فقال: تلك دماء كف الله يدي عنها وأنا أكره أنا أطره أن أعمس لساني فيها (5)



* روى الخلال في « السنة » (2/460)، وابن الجوزي في « مناقب الإمام أحمد » (164): قيل للإمام أحمد: ما تقول فيما كان بين علي ومعاوية - رحمهما الله -؟ قال: ما أقول فيها إلا الحسنى - رحمهم الله - أجمعين (6) وسنده صحيح.



* وفي ترجمة الحسن بن إسماعيل الربعي في طبقات الحنابلة (1/349): قال. قال لي أحمد بن حنبل إمام أهل السنة والصابر تحت المحنة: - أجمع تسعون رجلًا من التابعين وأئمة الملمين، وأئمة السلف، وفقهاء الأمصار على:.... والكف عما شجر بين أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وأفضل الناس بعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أبو بكر وعمر وعثمان وعلي وابن عم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، والترحم على جميع أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأزواجه، وأصهاره، رضوان الله عليهم أجمعين فهذه السنة الزموها، تلموا أخذها هدى، وتركها ضلالة »



* روى الخطيب في « تاريخ بغداد » (6/44)، وابن عساكر في « تاريخ مدينة دمشق » (59/141)، وابن أبي يعلى في « طبقات الحنابلة » (1/251) من طريق الحسن بن محمد الخلال حدثنا عبدالله بن عثمان الصفار حدثنا أبو القاسم إسحاق بن إبراهيم بن آزر الفقيه حدثني أبي قال: حضرت أحمد بن حنبل وسأله رجل عما جرى بين علي ومعاوية فأعرض عنه. فقيل له: يا أبا عبد الله هو رجل من بني هاشم فأقبل عليه. فقال: أقرأ ? تلك أمة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تسألون عما كانوا يعملون ?.



* وروى ابن عدي في « الكامل » (4/34) ومن طريقه ابن عساكر في « تاريخ دمشق » (22/215) عن شهاب بن خراش بن حوشب بن أخي العوام بن حوشب قال: أدركت من أدركت من صدر هذه الأمة وهم يقولون: أذكروا محاسن أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما تأتلف عليه القلوب، ولا تذكروا الذي شجر بينهم فتحرشوا الناس عليهم. وله طريق آخر.

فرواه الخلال في « السنة » (ص513) عن العوام بن حوشب قال: اذكروا محاسن أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم - تأتلف عليه قلوبكم، ولا تذكروا غيره فتحرشوا الناس عليهم.



* قال اللالكائي في « أصول اعتقاد أهل السنة » (321) أخبرنا محمد بن المظفر المقري قال: حدثنا الحسين بن محمد بن حبش المقري قال: حدثنا أبو محمد عبدالرحمن بن أبي حاتم قال: سألت أبي وأبا زرعة عن مذاهب أهل السنة في أصول الدين وما أدركا عليه العلماء في جميع الأمصار وما يعتقدان من ذلك. فقالا: « أدركنا العلماء في جميع الأمصار حجازاً وعراقاً وشاماً ويمناً فكان من مذهبهم الإيمان قول وعمل يزيد وينقص والقرآن كلام الله غير مخلوق بجميع جهاته والقدر خيره وشره من الله - عز وجل - وخير هذه الأمة بعد نبيها - عليه الصلاة والسلام - أبو بكر الصديق ثم عمر بن الخطاب ثم عثمان بن عفان ثم علي بن أبي طالب - عليهم السلام - وهم الخلفاء الراشدون المهديون وأن العشرة الذين سماهم رسول الله وشهد لهم بالجنة على ما شهد به رسول الله وقوله الحق والترحم على جميع أصحاب محمد والكف عما شجر بينهم... ».



* روى الإمام أحمد في « فضائل الصحابة » (19) (1739) عن وكيع حدثنا جعفر يعني بن برقان عن ميمون بن مهران قال: ثلاث ارفضوهن: سب أصحاب محمد، والنظر في النجوم، والنظر في القدر. وسنده صحيح (7).



* أخرج ابن عساكر في « تاريخه » (59/141) في ترجمة معاوية - رضي الله عنه - من طريق ابن منده ثم من طريق أبي القاسم ابن أخي أبي زرعة الرازي قال: جاء رجل إلى عمي فقال له: إني أبغض معاوية. فقال له: لم؟ قال: لأنه قاتل علياً بغير حق. فقال له أبو زرعة: رب معاوية رب رحيم، وخصم معاوية خصم كريم فما دخولك بينهما؟



* و في « السنة » للخلال بسند صحيح (512) قيل للإمام أحمد: « ما تقول فيمن زعم أنه مباح له أن يتكلم في مساوي أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ فقال أبو عبدالله: هذا كلام رديء يجانبون هؤلاء القوم ولا يجالسون ويبين أمرهم للناس ».



* وقال البربهاري في « شرح السنة » (102): « والكف عن حرب علي ومعاوية وعائشة وطلحة والزبير - رحمهم الله - أجمعين ومن كان معهم ولا تخاصم فيهم وكل أمرهم إلى الله- تبارك وتعالى -».



* قال الإمام الصابوني في « عقيدة السلف وأصحاب الحديث » (294): « ويرون الكف عما شجر بين أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وتطهير الألسنة عن ذكر ما يتضمن عيباً لهم ونقصاً فيهم »



* قال أبو الحسن الأشعري في « الإبانة » (78): « فأما ما جرى بين علي والزبير وعائشة - رضي الله عنهم - فإنما كان على تأويل واجتهاد وعلي الإمام وكلهم من أهل الاجتهاد وقد شهد لهم النبي - صلى الله عليه وسلم - بالجنة والشهادة فدل على أنهم كلهم على حق في اجتهادهم وكذلك ما جرى بين علي ومعاوية - رضي الله عنهما - كان على تأويل واجتهاد وكل الصحابة أئمة مأمونون غير متهمين في الدين، وقد أثنى الله ورسوله على جميعهم وتعبدنا بتوقيرهم وتعظيمهم وموالاتهم والتبري ممن ينقص أحدا منهم رضي الله عن جميعهم ».



* قال ابن أبي زيد القيرواني في « عقيدته » (23): « وأن لا يذكر أحد من صحابة الرسول إلا بأحسن ذكر والإمساك عما شجر بينهم وأنهم أحق الناس أن يلتمس لهم أحسن المخارج ويظن بهم أحسن المذاهب ».



* قال القرطبي - رحمه الله - في « الجامع لأحكام القرآن » (16/321): « لا يجوز أن ينسب على أحد من الصحابة خطأ مقطوع به إذ كانوا كلهم اجتهدوا فيما فعلوه وأرادوا الله - عز وجل - وهم كلهم لنا أئمة، وقد تعبدنا بالكف عما شجر بينهم وألا نذكرهم إلا بأحسن الذكر لحرمة الصحبة ولنهي النبي - صلى الله عليه وسلم - عن سبهم وان الله غفر لهم وأخبر بالرضا عنهم ».



* قال الآجري - رحمه الله - في « كتاب الشريعة » (5/2458-2491) في الرد على من جوز الخوض فيما وقع بين الصحابة: « باب ذكر الكف عما شجر بين أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ورحمة الله عليهم أجمعين: ينبغي لمن تدبر ما رسمنا من فضائل أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وفضائل أهل بيته - رضي الله عنهم - أجمعين أن يحبهم ويترحم عليهم ويستغفر لهم ويتوسل إلى الله الكريم لهم أي بالدعاء والترحم والاستغفار والترضي ويشكر الله العظيم إذ وفقه لهذا ولا يذكر ما شجر بينهم ولا ينقر عنه ولا يبحث فإن عارضنا جاهل مفتون قد خطي به عن طريق الرشاد فقال: لم قاتل فلان لفلان، ولم قتل فلان لفلان وفلان؟!

قيل له: ما بنا وبك إلى ذكر هذا حاجة تنفعنا ولا تضرنا إلى علمها.

فإن قال قائل: ولم؟

قيل: لأنها فتن شاهدها الصحابة - رضي الله عنهم - فكانوا فيها على حسب ما أراهم العلم بها وكانوا أعلم بتأويلها من غيرهم، وكانوا أهدى سبيلاً ممن جاء بعدهم لأنهم أهل الجنة، عليهم نزل القرآن وشاهدوا الرسول - صلى الله عليه وسلم - وجاهدوا معه وشهد لهم الله - عز وجل - بالرضوان والمغفرة والأجر العظيم وشهد لهم الرسول - صلى الله عليه وسلم - أنهم خير القرون فكانوا بالله - عز وجل - أعرف وبرسوله - صلى الله عليه وسلم - وبالقرآن وبالسنة، ومنهم يؤخذ العلم وفي قولهم نعيش وبأحكامهم نحكم وبأدبهم نتأدب ولهم نتبع وبهذا أمرنا.

فإن قال قائل: وأيش الذي يضرنا من معرفتنا لما جرى بينهم والبحث عنه؟

قيل له: لا شك فيه، وذلك أن عقول القوم كانت أكبر من عقولنا وعقولنا أنقص بكثير ولا نأمن أن نبحث عما شجر بينهم فنزل عن طريق الحق ونتخلف عما أمرنا فيهم.

فإن قال قائل: وبم أمرنا فيهم؟

قيل: أمرنا بالاستغفار لهم والترحم عليهم والمحبة لهم والاتباع لهم دل على ذلك الكتاب والسنة وقول أئمة المسلمين وما بنا حاجة إلى ذكر ما جرى بينهم قد صحبوا الرسول - صلى الله عليه وسلم - وصاهرهم وصاهروه فبالصحبة له يغفر الله الكريم لهم وقد ضمن الله - عز وجل - لهم في كتابه ألا يخزي منهم واحدا وقد ذكر لنا الله - تعالى -في كتابه أن وصفهم في التوراة والإنجيل فوصفهم بأجمل الوصف ونعتهم بأحسن النعت وأخبرنا مولانا الكريم أنه قد تاب عليهم وإذا تاب عليهم لم يعذب واحدا منهم أبدا - رضي الله عنهم - ورضوا عنه ? أولئك حزب الله ألا إن حزب الله هم المفلحون ?.

فإن قال قائل: إنما مرادي من ذلك لأن أكون عالماً بما جرى بينهم فأكون لم يذهب علي ما كانوا فيه لأني أحب ذلك ولا أجهله.

قيل له: أنت طالب فتنة لأنك تبحث عما يضرك ولا ينفعك ولو اشتغلت بإصلاح ما لله - عز وجل - عليك فيما تعبدك به من أداء فراضه واجتناب محارمه كان أولى بك وقيل له ولاسيما في زماننا هذا مع قبح ما قد ظهر فيه من الأهواء الضالة - فما يقول - رحمه الله - لو رأى ما يحدث ويقال في زمننا هذا -.

وقيل له: اشتغالك بمطعمك وملبسك من أين؟ هو أولى بك، وتمسكك بدرهمك من أين هو؟ وفيم تنفقه؟ أولى بك.

وقيل: لا نأمل أن تكون بتنقيرك وبحثك عما شجر بين القوم إلى أن يميل قلبك فتهوى ما يصلح لك أن تهواه ويلعب بك الشيطان فتسب وتبغض من أمرك الله بمحبته والاستغفار له وباتباعه، فتزل عن طريق الحق وتسلك طريق الباطل.

فإن قال: فاذكر لنا من الكتاب والسنة عمن سلف من علماء المسلمين ما يدل على ما قلت لنرد نفوسنا عما تهواه من البحث عما شجر بين الصحابة - رضي الله عنهم -.

قيل له: قد تقدم ذكرنا لما ذكرته مما فيه بلاغ وحجة لمن عقل، ونعيد بعض ما ذكرناه ليتيقظ به المؤمن المسترشد إلى طريق الحق.










رد مع اقتباس