حينما تتهيءُ الأجواءُ في أرجاء الخيال ،تعصينا أقلامنا ،وتأبى إلا أن تذرف من الشوق لوعةً،ومن الحزن دمعةً،ومن الأملِ بسمةً، فتُرتسمُ لوحةٌ كمثل التي رسمتي آنفاً،كأنها أحجيةُ النفسِ للنفسِ ،تَـعبُر من خلالها خيالها،وتُعبّـرُ عن أسرارها بأشعارها،أو تلكَ روايةٌ يتخالى فيها الراوي ويتجالى مع وجدانه،وأحاسيسه المتدفقة من خلال ذرات الليل الهادىء أحيانًا، وتارةً ترنُ جَراء صفير ريحٍ يقرعُ النوافذ، فيمتزجُ ذاكَ مع حفيفِ الشّجر جانباً لتتراشقَ النغمات، وتنجذب النفحات لتنفجر طول السّهر،فيزول الضجر، حتى يحل الفجر