الشعب السوداني الذي قام بثورة سلمية توجت بإسقاط نظام عمر البشير، إلا أن الجيش بزعامة الجنرالات تحت قيادة عبد الفتاح البرهان، صدر إنتصار الشعب وإستولى على الحكم، بحجة تهيئة الظروف للإنتقال إلى حكم مدني.
إلا أن الشعب واصل ثورته رغم سقوط عدة ضحايا في سبيل إقامة حكم تعددي وديمقراطي، ولم يستكن إلا بعد أن رضخ العسكر، وتم التوقيع على الإتفاق الإطاري للعودة إلى حكم مدني.
ولقطع الطريق أمام حكومة مدنية،
إندلعت مواجهات مسلحة فيما بين
الجنرالاين الأقوى في الجيش، عبد
الفتاح البرهان رئيس ما يسمى بمجلس
السيادة ومحمد حمدان دقلو المعروف
بحميدتي قائد ما يسمى بقوات الدعم
السريع حول من يسيطر على العاصمة
الخرطوم خاصة وعموم البلاد عامة.
واللعبة القذرة التي تمارس، هي تلك
المحاولات التي بقوم بها كلا الجنرالاين
لإستقطاب الشعب السوداني إلى
جانبه، وبالتالي إستمالة الشعب إلى
معسكره بدعوى الحرص على تمكين
الشعب من حكم نفسه بنفسه.
إلا أن الشعب السوداني، ما أروعه،
بقواه الحية من أحزاب ومنظمات و
إتحادات مهنية، لم ينخرط في هذه
اللعبة القذرة، ولم ينحاز إلى أي
طرف، رغم إغراءات هذا الطرف أو ذاك.
وبلادي التي لم تنسى وقوف السودان
شعبا وسلطة إلى جانب الفريق
الجزائري في ملحمة أم درمان.
سارع الرئيس الجزائري عبد المجيد
تبون إلى مراسلة المنظمات الإقليمية
والمنظمة الأممية من أجل إدخار أي
جهد في سبيل وقف الإقتتال
السوداني، ودعا إلى وقف إطلاق
بين رفقاء السلاخ.
إلا أن كلا الطرفين لم يسمعا إلى
نداء العقل الجزائري.
وسمعا نداء إسرائيل والولايات المتحدة
الأمريكية، وتم الإعلان عن هدنة بين
الجنرالاين، إلا أنها لم تصمد وتم
خرقها من الإخوة الأعداء.
بقلم الأستاذ محند زكريني