منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - تلاميذ "باك تواليت" باتوا اليوم على رأس الجامعات ومؤسساتها؟!
عرض مشاركة واحدة
قديم 2023-03-29, 17:31   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
سندباد علي بابا
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية سندباد علي بابا
 

 

 
إحصائية العضو










B11 تلاميذ "باك تواليت" باتوا اليوم على رأس الجامعات ومؤسساتها؟!

تلاميذ "باك تواليت" باتوا اليوم على رأس الجامعات ومؤسساتها!!!


جامعة البلاد تعيش مأساة كبيرة جداً بكل ما يعني ذلك من معنى، سواء على مستوى المستوى الجامعي للطلبة، أو على مستوى نوعية التدريس، أو على مستوى نوعية هيئة الطاقم الإداري ونوعية المدرسين فيها خلقيا وأدبياً وعلمياً.


إن أزمة الجامعة بدأت في الماضي عندما تم تسيسها فقبل الانفتاح السياسي ورغم وجود مناكفات بين التيارات العلمانية والإسلامية والوطنية إلا أنها كانت دافعاً في تقدُم الجامعة وارتفاع مستوى طلبتها ورُقيها العلمي بدليل المنتوج المادي والفكري وكمية ونوعية المؤلفات التي أُلفت ونوعية الطلبة والأساتذة في ذلك الوقت والتي كانت بحق راقية وراقية جداً.


مع بداية الانفتاح السياسي في نهاية الثمانينات دخل عنصران مهمان إلى الجامعة وهما اللائكي والإسلامي كانا سبباً في تخلفها لأن الصراع لم يكن على الأفكار والتسابق في المشاريع العلمية ولكن السباق بينهما كان حول الإقصاء من يقصي من؟


خلق هذا النوع من الصراع جيلاً مشوهاً يحمل الكراهية والعنف وروح الانتقام والإلغاء وعدم الاعتراف بالآخر المخالف له سياسياً وثقافياً وايديولوجياً وظهر ذلك جلياً في تبادل القذف والشتم وتقليل من قيمة أحدهما للأخر .. أصولي مقابل استئصالي.. متقدم متحضر مقابل متخلف.. وصل الأمر حد تكفير أحدهما للأخر وسعيه لإفنائه [كما هو الحال عند الإسلامي] وإلغاء أحدهما للأخر بحكم أنه متعصب [أنتي غريست] كما هو الحال عند العلماني واللائكي وسعيه لإفنائه.


ضيعت الجامعة ومعها البلاد في الفترة الممتدة من الانفتاح السياسي وحتى مجيء الرئيس السابق وقتاً ثميناً وكثيراً من جهود طلبتها وأساتذتها ذهبت في مناقشات ومهاترات وقذف وشتم بسبب تغلغل السياسة والأحزاب السياسية من السلطة والمعارضة معاً وتدخلهما في الجامعة ومحاولة استقطاب الطلبة إلى جانبهما في مشهد هستري يحاول فيه كل طرف جلب الطالب إلى جانبه وضمه إلى كتلته الناخبة وأنصاره بعيداً عن الدور الحقيقي الذي وجب للطالب أن يقوم به من دراسة وتحصيل علم وبحث علمي.


تورطت السلطة والأحزاب الحاكمة في ذلك بدون شك وكان لها مسؤولية لا تنكر في تدهور الجامعة بسبب تسيس الجامعة وليس حق الجامعة في ممارسة أبنائها السياسة والتعبير عن مواقفها السياسية اتجاه الأحداث التي دارت في البلاد واعطائها وتقديمها للحلول التي من الممكن أن تصل بها إلى بر الأمان.


في العشرين سنة من حُكم الرئيس السابق عملت السلطة على تمييع كل شيء، لم يستثني ذلك التمييع الجامعة.


أصبحت الجامعة ضحية قرارات سياسية شعبوية، كان هدف النظام شراء السلم الاجتماعي بأي شكل وبأي وسيلة ومنها شراؤه عن طريق الجامعة التي تعني فرحة كل بيت عندما ينجح أحد أفراده في البكالوريا وانتقاله للدراسة في الجامعة.


شجعت السلطة ومعها المجتمع وأولياء الأمور الذين استلذوا نجاح أبنائهم دون جهد ومجهود ومثابرة بكالورريا تواليت، بالصدفة تتزامن انطلاق تلك النوعية من البكالوريا المسخة مع تطبيق اصلاحات بن زاغو للبرامج والمناهج في المدارس في كل الأطوار سنة 2007.
لمدة عقدين تورط المجتمع كله والدولة والنظام في مُشكلة مصيرية سنرى نتائجها بعد مدة من الآن.



اليوم جيل باك تواليت موجود كموظفين في العديد من القطاعات لكن أخطرها على الإطلاق الجامعة.


إن الخريجين من الجامعة باك تواليت عم الأسر السياسية كلها وحتى أبناء المسؤولين في النظام وفي السلطة وكل أبناء الشعب، وحتى الإسلاميين والوطنيين والعلمانيين الكل أخذ نصيب بموافقته لأنه استطعم الحلول السهلة ومنها حصول أحد أبنائه أو كلهم على شهادة بمثل شهادة البكالوريا دون جهد أو مثابرة.


اليوم وبعد رحيل الجيل الأول في الجامعة ما بعد الاستقلال بفعل السن والتقاعد والوفاة فإن جيل باك تواليت الذي كبر الآن أصبح هو من يتحكم في الجامعة، أصبح هو الذي يسير الجامعة ويسيطر على كل مفاصلها، وأصبحت المحاباة والرشوة والمعريفة والحقرة والفساد الأخلاقي والتدني العلمي والفكري للجامعة السمة الأبرز لها وهي كل سنة تتذيل التصنيفات العالمية للجامعات في دول العالم.


أصبحت الجامعة مرتعاً للفساد الأخلاقي والفساد العلمي من سرقات علمية وتزوير شهادات وبيع مناصب دكتوراه وغيرها سمة بارزة والتي تطبع جماعة [عصابة] باك تواليت التي تسيطر على الجامعة اليوم، بعدما هجرها الفكر المستنير ورجالات الماضي الذين عرفوا بالأمانة والموضوعية والجد والانضباط في العمل.


أصبح التوظيف والمسابقات والمجلات...إلخ [كل شيء] في يد هؤلاء الفاسدين الذين لا يمكن أن يعملوا لصالح الإصلاح والصلاح في المجتمع لأنهم بذرة فاسدة فسدت يوم ذاك.






إن الذهاب إلى الرقمنة وإلى القرارات الشعبوية هرباً من ضغوط هائلة من لبي الفساد باك تواليت المتحكم في الجامعة الذي يرفض أي شيء ما من شأنه تهديد مصالحه لن يزيد الجامعة إلا تعفناً وسيزيد من مراكمة المشاكل وهو تغطية للشمس بالغربال وهو ضحك على الذقون وهو إطالة للأزمة عوض حلها.


الجامعة مريضة وتحتاج إلى علاج وليس إلى مكياج يغطي عيوبها وسوءتها.




بقلم: سندباد علي بابا




ملاحظة: باك تواليت انطلق من 2007 ولم يتوقف بل انتقلت عدواه لكل المسابقات في جميع القطاعات وفي كل المستويات.








 


رد مع اقتباس