منذ العملية العسكرية الروسية على أوكرانيا، سعت الولايات المتحدة الأمريكية على قطف الثمار اليانعة التي خلفتها هذه الحرب المدمرة.
عملت أمريكا على تأجيج العداوة بين الأوروبيين والروس، ببث الرعب والفزع في الدول الصعيفة بالقارة العجوز بأن بوتين عندما ينتهي من إستعمار أوكرانيا وإخضاعها لسلطته فالدور سيكون على الدول الأخرى، خاصة تلك المحسوبة على الإتحاد السوفياتي سابقا.
ولمنعه في الإستمرار في مسعاه على أوروبا حظر توريد غازه وبتروله بحجة قطع عليه الموارد المالية التي يمول بواسطتها عمليته العسكرية بأوكرانيا.
ولأن أوروبا واصلت في التزود بالغاز والبترول الروسيين، سعى البيت الأبيض لدى مجموعة السبعة والإتحاد الأوروبي على تسقيف البترول والغاز الروسيين بسعر متوافق عليه.
ولأن روسيا لم تقبل قرار تسقيف مواردها الطقاوية، حذرت الأوروبيين بأنها لن تزود الدول التي تطبق قرار التسقيف بمواردها الطاقوية ولن تبيع لهم لا بترولها ولا غازها.
وبرفض روسيا التسقيف فإن البديل المتاح بالنسبة للإتحاد الأوروبي هو التزود بالغاز المسال الأمريكي، وبذلك إطمأنت الأوربيين أنه بإمكانها تزويدهم ب70 مليار متر مكعب، بالنظر أن روسيا تزود أوروبا ب 150 مليار متر مكعب في السنة.
إذن فأمريكا واصلت إلى مبتغاها بتفجير وتخريب نورد ستريم 2 الذي لديه سعة هائلة، وتسقيف البترول والغاز الروسيين، وبذلك إخراج روسيا من السوق الأوروبي.
بقلم الأستاذ محند زكريني