منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - هل النّظام السّياسي الّذي تأسس بعد الإستقلال والّذي ما زال يحكُم لحدِّ اللحظة جهوي (عنصري)؟
عرض مشاركة واحدة
قديم 2022-02-07, 13:59   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
الزمزوم
عضو ماسي
 
الصورة الرمزية الزمزوم
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

كان حزب الأفالان الخيمة التي تحوي القومية العربية (الطائفة العربية) بشكل واسع وقوي ولكن بعد أحداث 5 أكتوبر 1988 التي أطلقتها الأقلية الثقافية الفرونكوفونية من النّخب الفكرية والسياسية الحاكمة ومن خارج الحكم للإستيلاء على ما تبقى من حكم تشاركي (يجمع كلّ القوميات) تركه هواري بومدين والإنقلاب على التوجهات السياسية والايديولوجية والاقتصادية التي اختارتها البلاد بعد 1962 أي الخيار الإشتراكي والكتلة الشرقية لصالح فرنسا على وجه الخصوص والغرب على وجه العموم.

بأحداث 5 أكتوبر 1988 تم كسر"الأفالان" الحزب العلماني العروبي الحزب الحاكم في البلاد، وبعدها ترويضه و حصاره بالأحزاب الثقافية والأحزاب الإسلامية بعدما ما بات يعرف بالإنفتاح السياسي.

يَعرف الجميع مدى الحساسية التي تتسبب فيها الأحزاب الإسلامية للدول الغربية والدول الأجنبية الكبيرة والمؤثرة في الساحة العالمية وبخاصة في الحالة الجزائرية ونضع سطر تحت هذه العبارة.

لذلك كان لافتاً مدى الضرر الذي تسببت فيه الأحزاب الإسلامية للطائفة العربية في البلاد، فالغرب والدول الكبرى الأجنبية المؤثرة في العالم أصبحت تنظر لعرب الجزائر كإرهابيين ومصادر للإرهاب وفي أقل الأحوال مُتطرفين يشكلون خطراً على الحضارة الغربية وطرق العيش الغربية والقيم الغربية (قرب الجزائر للحدود الأوروبية) وبخاصة بعد تورط جزء من الطائفة العربية التي انخرطت فيما يسمى بالأحزاب الإسلامية التي اتخذت العنف والإرهاب وسيلة للوصول إلى السلطة أو ما يقوله هؤلاء الإسلاميين الردّ على مظالم السلطة في حقهم (يقصدون بذلك إنقلاب جانفي 1992).

لعبت فرنسا ونّخبها الثقافية السياسية في بلدنا وبعض من أطراف النّظام الثقافيين المسيسين دوراً كبيراً في ترويج ذلك الأمر وكلّ ذلك خدمة لمصلحة الأقلية الثقافية الحاكمة وتوفير سبل بقائها واستمرارها في الحكم والسيطرة على مقدرات البلد.

هذا التشويه الذي طال الطائفة العربية في البلاد نتيجة أحداث العشرية السوداء وانخراط أعداد منهم في هذا النوع من الأحزاب الإسلامية وبخاصة العُنفية منها والمشاركة في تلك الأحداث تحت وطأة بروباغندا الجهاد الأفغاني الذي انتقلت حُمته عندنا خدم بلا شك فرنسا ونُّخب فرنسا من السياسيين والفكريين والإيديولوجيين من الأقلية التي كانت تحكم في نهاية المطاف وشرع لها الأساليب التي اتخذتها من بعد سواء بالمواجهة المسلحة أو بتهميش تلك الطائفة على المستوى السياسي، وأصبحت ولحسابات سياسية خاصة بتلك الأقليات الثقافية في وقت لاحق هذه الطائفة (العربية) واجهة مدنية وواجهة تنوع ثقافي بالنسبة لهذا النظام السياسي الذي تسيطر عليه أقليات قومية من الثقافتين أمام الغرب والدول الأجنية لا أكثر ولا أقل.

واكتفى "خونة" تلك الطائفة من العرب بالمناصب والعمل تحت وصاية هؤلاء عوض ممارسة حقوقهم وفق مبدأ ديمقراطية الأغلبية والكفاءة وليس وفق المنحة والعطية (التسول/بقشيش) على أساس الولاء، وهذه الفئة من "الخونة" قليلة ولكنها مُؤثرة تواطأت معها أغلبية شعبية بفعل الجهل والمصالح الشخصية الآنية (أموال، سكن، ..) على حساب مصير الطائفة الذي هو الآن في خطر إذا ما استمرت الأوضاع بهذا الشكل الغريب.

سيكون من الصائب جداً لو استطاعت هذه الطائفة العربية تأهيل حزب الأفلان و"السيطرة" عليه من جديد ديمقراطياً وذلك بحجم الكتلة المنضوية فيه والمتعاطفة معه والمناصرة لأفكاره، وحجم الطائفة كبير وكفاءتها في كلّ الميادين لا ينكرها إلّا جاحد.

كما أنَّه سيكون من اللائق الإبتعاد عن الأحزاب الإسلامية وبخاصة العُنفية التي أضرت بمصلحة الطائفة والقومية العربية في بلادنا.


سيكون من المجدي جداً بناء وتأسيس أحزاب علمانية ديمقراطية مجدية وذات فاعلية ومؤثرة في الفضاء العربي في بلدنا تؤمن بالتنوع الثقافي وقيم الحريات والحقوق تراعي في أهدافها الدفاع عن الثقافة العربية، ومن مصلحتها أن لا تقف في صدام مع الغرب والمنظومة الغربية وأمريكا والدول الأجنبية العظمى الكبرى الأخرى المنتشرة في العالم.


أمام هذه الطائفة (العربية) مهمة صعبة ولكنها ليست مستيحلة وهي تصحيح نظرة الآخر الغربي والأجنبي، وباستطاعتها النجاح في ذلك لو وجدت إرادة وعزيمة بدافع من المسؤولية أمام المخاطر الوجودية التي تلتف حولها يوماً بعد يوم.









رد مع اقتباس