إن الصور التي تناقلتها قناة الجزيرة والقنوات الأخرى عن الأوضاع المزرية التي يعيشها النازحين السوريين واللاجئين في المخيمات داخل التراب السوري وفي دول الجوار، تدمي القلب وتدمع القلب، خاصة في ظل موجة البرد القارس والعاصفة الثلجية التي إجتاحت المنطقة، زادتها سوءا نقص المساعدات الإنسانية من مؤن ومواد التدفئة، وبعض هذه الصور أظهرت أطفالا حفاة عراة، فالأرص فراشهم والسماء غطائهم.
والسؤال الذي يطرح نفسه، فهل من منقذ لهؤلاء؟ إنهم بشر قبل أن يكونوا سوريين، أين الظمير الإنساني العالمي الحي؟
فهل من سميع مجيب من القادة المسلمين عامة؟ ومن خادم الحرمين الشريفين العاهل سلمان ابن عبد العزيز، ملك السعودية، طيب رجب أردوغان رئيس تركيا، عبد المجيد تبون رئيس الجزائر، وأية الله علي خمينائي قائد الثورة الإسلامية بإيران خاصة، لإنهاء معاناة هؤلاء السوريين لأنهم مسلمين قبل أن يكونوا سوريين.
إن هؤلاء القادة الأربعة، لو إجتمعوا سويا بإمكانهم حل الأزمة السورية بل يستطيعون، وهذا بجمع أطياف المجتمع السوري حول طاولة حوار واحدة لحل خلافاتهم ولو تعددت وتقريب أرائهم ولو بعدت، والإتفاق على كلمة سواء بينهم، فالرئيس تبون يمكنه أن يكون المسهل والوسيط بين هؤلاء القادة لبلورة الفكرة.
إن أوضاع هؤلاء السوريين تؤرقنا نحن الجزائريين لما نكن لهم من حب وأخوة، خاصة وأن أجدادنا من ثورات الأمير عبد القادر والمقراني والحداد ولالا فاطمة أنسومر لما عرضت عليهم فرنسا الإستدمارية المنفى، إختاروا سورية، وعاشوا هناك في كرامة ومحل احترام وتقدير من اخوانهم السوريين، وفتحوا لهم كل الأفاق والمجالات للسعي، حتى أن أحدهم وصل الى منصب رئيس الوزراء وينحدر من عائلة خلفوني بذراع الميزان من بلاد القبائل.
بقلم الأستاذ/ محند زكريني