منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - وسام الحمار أم سر الشيطان؟!
عرض مشاركة واحدة
قديم 2022-01-07, 00:54   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
أستاذ كامل
عضو مشارك
 
الصورة الرمزية أستاذ كامل
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي وسام الحمار أم سر الشيطان؟!

سرّ الشيطان


قرأت هذا الموضوع عن وسام الحمار، فرأيت منه شيئا آخر، أن الحمير والبغال إنما سخرت للإنسان ليركبها، ويحمل فوقها الأثقال، ومنافع أُخر، أما هؤلاء الذين تقلّدوا مناصب الحكم، وأكثروا في الأرض الفساد، وقالوا إنما نحن مصلحون!! فإنهم لم يشبهوا تلك الحيوانات في انتفاع الناس منها، وكذا لم يشبهوها في التفكير، فهي تسير بغريزتها وكان منها من الخير الذي ترى، وهم يسيرون بالعقل يستعلمونه في الخبث وإن تخلله الغباء، وكان منهم من الشر الذي ترى...
ففكرت بيني ونفسي، فوجدت أنهم في الحقيقة أقرب للشياطين منهم إلى الحمير والله أعلم، فضربت لذلك مثلا أشبه بالمعارضة لذلك الكاتب الساخر:
زعموا أن هناك أرضا قد يئس الشيطان أن يُعبد فيها، فهجرتها كلُّ الشياطين لأجل ذلك، إلا القليل الخامل، وإلا واحد يدعى "دِيڤُولاَصْ" .
لقد كان "دِيڤُولاَصْ" ذا عزيمة، صبورا على العدل والإيمان، وله من العصبية لقومه الشياطين مايجعله وفيا لنحلتهم، فقال يحدث نفسه يوما: إنْ فَعَلَ الناسُ كلهم صنيع من يسكن هذه الأرض من الأمور التي تطرد الشياطين واتخذوهم مثلا لم يبق لوجودنا معنى" فأقسم بجدِّه إبليس الأكبر مُخرجُ آدم وزوجه من الجنة: "لأغوينهم أجمعين، فأنا حامل رايته، ومجدد العهد من بعده..."

لقد جرّب سلفُهُ على أرض الهدى ما استطاعوا من حيل وأساليب، فلم يفلحوا، لذا لم يَنشطْ لأن يعيد ماجربوه وقد كانوا يومئذ في كثرة! فكيف الحال وهو اليوم في قلة؟ لايعد غباءً في عالمهم أن يجرب ويجرب نفس الفعل مرتين فأكثر، وذلك لأنه شيطان يحاول ويحاول مرتين فأكثر حتى ينجح، يرون أن الإنسان كالحائط، تستمر بضربه "بالمَاصَّة" حتى يتهدَّ فيسقط...

اهتدى "دِيڤُولاَصْ" إلى أن يسيح في الأرض، فينظر كيف بدأ "التْشِيطِينْ"؟ فزار كلّ أمرد يرجو أن يحصّل منه، فنظر في فعلهم، وفي الشعوب التي استحكمت أيديهم عليها، فبقي على ذلك لعقود من الدرس والتأمل، يتمرَّس من بلاد إلى أخرى، يحفظ كيف تبدأ دولة الشيطان في أمم الأرض على اختلاف عاداتهم وتعاليم دياناتهم، حتى شعر أنه انتهت إليه رياسة التشيطين، وملك بين ناصيته سر الشيطان في الخلق، وبذلك ذاع صيته بين ملوك جنسه، يوجهون إليه الدعوات، يطلبون منه النصيحة في الأمور العظام، من التدمير والخراب الذي لاسبيل إلى عكسه.

حلَّ اليوم الموعود الذي رأى فيه العودة إلى دياره، ليحقق المجد ثقة بما اكتسبه من خبرات، وبما دوخ به الإنس والجان عبر كل المعمورة، وهو في طريقه أخذ يردد لن أغلب اليوم من كثرة واستقامة، فإليَّ بالأُسْدِ أشبه الناس بالملائكة!!

دخلها، وماكاد يدخلها حتى بدأ يرى بلادا غير البلاد التي تركها، وأناسا لايشبهون في صفاتهم الناس الذين ارتحل عنهم...
وما إن توغل أكثر، حتى ثبت عنده أن الفساد قد عم البلاد، من شرقها إلى غربها، ومن شمالها إلى جنوبها، وليس فيها أحدٌ إلا ودخل بيتَه الإثم والعدوان، وكفى بها جنة للشياطين أن أضعف ساكنيها من يغترف من الربا. سأل "دِيڤُولاَصْ" أحد الشياطين الخاملين الذين لم يغادروها يوما عن سبب هذا التحول؟ فأجابه: "إن كلَّ الجهود التي قام بها أسلافنا لم تأتي أُكُلَها إلا شيئا واحدا، قد انتشر في أعقابهم كالسم في الدم، وهو أنّ أجدادنا أصابوا فيهم ولاة الامور أهل الحل والعقد، مسّا لطيفا في عقولهم، فلم يظهر لهم أثره في ذلك الجيل، لكنه كان يفري فريه من الداخل شيئا فشيئا، ومع تعاقب الأجيال وإسناد الأمور لغير أهلها، من جيل إلى آخر، ومن طرطور إلى خرخور، اتسعت شقة الفساد أكثر فأكثر، حتى بلغ الأمر إلى ماترى، من أنها ملئت جورا وظلما، كما ملئت من قبلُ قسطا وعدلا!"

لم يتمالك "دِيڤُولاَصْ" نفسه فرحا بما سمع، فنهض في الحين، يتصل بقرابته وأحبابه وأصدقائه، يبشّرهم بما حدث، ويدعوهم ليعمّروا مسقطَ رأسهم من جديد.
أستاذ كامل








 


آخر تعديل أستاذ كامل 2022-01-07 في 22:17.
رد مع اقتباس