منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - التعايش في المجتمع الدارويني
عرض مشاركة واحدة
قديم 2021-12-02, 10:03   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
Djelfa2021
محظور
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Djelfa2021 مشاهدة المشاركة
لا أزال من الحين للأخر أشاهد مقاطع في اليوتوب عن نظرية التطور و ما يقوله الجميع من الهواة المشايخ العلماء أيا كان ملحد مؤمن. عاقل مجنون و أضحك على الجميع سواءا المؤيد أو المعارض.
إذا كنت شخص تهتم بمشاهدة مناظرات تخص مواضيع أو قضايا لا تهمك و لا تخصك كشخص و لا تخص قناعاتك معتقداتك أو مبادئك ، قد تتابع المناظرة بدافع الفضول حب المعرفة و متابعة كيف يدافع كل طرف عن رأيه و كيف يوظف الحجة و البرهان و كيف يستدل، هو شيء يعطيك الفرصة للمتابعة بدون إنحياز بدون عواطف و بدون إنفعال، كأن تشاهد مباراة كرة قدم في دوري لبلد لا تعرف عنه إلا إسمه، المثير أنه عندما تتجرد من الإنحياز (بسبب أنه لا ناقة و لا جمل لك هناك) يمكنك أن تقف حكما و تلاحظ، كما أنه يمكنك أن تنتهي بالضحك على الطرفين ليس تهكما و سخرية، وإنما لأن المنافسة رديئة و كلا الطرفين يضرب الماء بمطرقة، يسبح في كأس و لا يبتعد، أو أن كلاهما يتكلمان عن نفس الشيء..

هذا الحياد و عدم الانحياز ،يجعلني دوما أتساءل عن إمكانية تطبيقه و ممارسته في النقاشات و المناظرات المتعلقة بالقضايا التي تخصك أنت و معتقداتك و كل الأمور الخاصة بك، و لتحقيق هذه المعادلة أتخيل أنه لابد أن يعترف الكل و يسلم بأدميته و بأنه إنسان يملك ما يملكه غيره من عقل ذكاء قلب فكر روح جسم طاقة (1)، و أنه يخضع لنفس القوانين الفزيائية و الحتميات بمجملها التي وضعها رب العالمين أو صنعها الإنسان (2)، أحيانا يأتي لذهني تخيل أخر يقودني نحو مناظرة و مجادلة نفسي بأخذ اليسار و اليمين في آن واحد و مواصلة المناظرة إلى ما لا نهاية وهو ما أظن أني أقوم به تلقائيا في ذهني دوما، على الرغم أنه يبدو منطقيا مستحيل القيام به (سأضعه في موضوع جديد إن شاء الله)

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Djelfa2021 مشاهدة المشاركة
هذه المرة سمعت قصة أستاذ العلوم الشرعية الذي تم فصله و نوعا ما أحسست بنوع من الغرابة، بغض النظر عن من هو محق و ماهو الحق، ألا يمكننا أن نتعايش، أم أن التعايش يراه كل طرف مختلف عن الأخر أنه : إستسلام، تهاون، تنازل عن القيم الأخلاق، المبادئ، الحقوق، الحريات، الثوابت... و إعطاء فرصة لهيمنة الأخر؟
قصة الأستاذ التي رواها في حصة تلفزيونية أعطتني إحساس بالغرابة، غرابة كون ما أتى لذهني دفعة واحدة جعلني أتساءل ما هذا "السبام"؟ سأذكر ما شاهدته و تبادر لذهني (ربما بإختصار و بدون ترتيب) ثم أحلل :

- قبل أن أسمع بقصة الأستاذ، رأيت رد للصحفي الذي قابله في الحصة التلفزيونية و تبريره لبعض الأشياء، التصرفات و الأسئلة التي طرحها على ضيفه، و كنت من قبل قد شاهدت استثمار هذا الصحفي في مواضيع أحوال الناس، في الأشياء صادمة و شائكة سوآءا في التلفزيون أو الإنترنت فلاحظت أنه قد يحصل على متابعين مشاهدين و معجبين كونه يبدو أنه يقف لجانب المظلومين و الضحايا و يعطيهم الفرصة لإسماع صوتهم، و توقعت أنه سيتعرض للتهجم للتقزيم للاتهام و لأي شيء مشابه عاجلا أم أجلا، كون الحياد و عدم الإنحياز الذي يرتاح له المتابع هو ترجيح الكفة بالكامل في جهة المظلوم، و كون الصحفي عامة هو شخص يستغل المواد الدسمة لصناعة ما يريده و لا يأبه لأحد، ربما قد يجامل بعض الجهات و ينسى الأمر في اليوم الموالي.

- عندما حاولت الإستماع للأستاذ و ما يقوله وجدت أنه من حدثاء الأسنان لأني كنت أتوقع أنه أربعيني أو خمسيني أو ربما أكثر، و أول شيء لاحظته في كلامه، إستعمال لفظ "يعني" بين كل جملة (نوعا ما هي راية حمراء بالنسبة لي)، ربما قد يكون عنده رصيد تعليمي و رصيد في الحفظ، و ربما تنقصه الخبرة المهنية، كما أني أحسست أن الإصلاح مهما كان نوعه لا يمكن يحدث بالسهولة التي يراها و يدعو إليها الأستاذ..

- ثالث شيء هو تفاعل الناس طبعا في الشبكة و إتخاذ على ما يبدو موقف واحد للأغلبية و هو الإنحياز لجانب الأستاذ (حاليا) لأسباب عديدة سأذكرها..

محاولة في التعليق و التحليل:

الغرابة التي إنتابتني كانت من سبب واحد هو أني رأيت الجميع في سلة داروينية واحدة، الصحفي الأستاذ و المتابع، قد يبدو الأمر غريب سطحيا أو من قريب، لكنه كذلك عندما ترجع للوراء لترى الصورة الكاملة.

الصحفي : هو شخص مهتم دوما بالنفاق، الكذب، القذف، اللامهنية، إشعال الفتنة، الشيتة الخ...و قد يتنازل من يتهمه فورا عندما ينصفه و ينحاز معه، كما أن الصحفي يرى أن ما يقوم به و يتهم به هو عمله و مصدر قوته أو ثرائه، و أن إحراق الشمعة من الجهتين يراه حيادا و عدم إنحياز، و مع ذلك هدفه الأول و الأخير هو برنامجه و عمله أما الضيوف فهم مجرد نوائم و قوائم يمر عليها في سلم النجاح و الشهرة، و هو ما يظهر في إصراره على حضور الضيف (الأستاذ) الذي من حقه أن يشترط ما يشاء أثناء حضوره، و قد أصر على الحضور بالرغم أنه لم يحدث إتفاق كما أنه أصر على بث الحصة رغم طلب الضيف عدم بثها و إعادة تسجيلها، كما أن قناة أخرى قامت بإعادة إستغلال الموقف و دعوة الأستاذ طبعا مع نوع من الإنحياز و التعاطف.

ما جعل الصحفي هذه المرة يتصرف بهذه الطريقة التي لا تشبه سابقاتها و يكون عنده شبه رد فعل و موقف، هو حصول نوع من الإحراج أثناء طرحه لبعض الأسئلة على الأستاذ و إستغرابه من عدم فهم الأستاذ و إستيعابه للأسئلة أو تعمده على تجاهلها بتقديم أجوبة فارغة ليست في مستوى معلم جعلت الصحفي يعيد طرح الأسئلة و في أن واحد جعلت الضيف بدوره يطرح الأسئلة أيضا على الصحفي و هو ما أعطى الفرصة لتطور هذا الإحراج إلى إستفزاز غير مقصود من الطرفين إلى نوع من النقاش الجدال أو الإنحياز و جعلهما يبدوان كالأحمقين، علما أن الصحفي حتى و إن كان "يقلب الفيستة" بتردد 120 هرتز أثناء قيامه بعمله إلا أنه في الأخير له رأي شخصي قد يطفو للسطح لسبب أو لأخر و قد لا يعجب البعض أو ربما الكثير.

الأستاذ : على الرغم أنه يعلم أن المرور بالتلفاز شيء فيه مجازفة كبيرة إلا أنه قبل الدعوة و أراد أن يظهر، كان ينتظر أن يقابل بالورود و يمنح إقامة في فندق طيلة حضوره و يعمله الصحفي مثل الضيوف السابقين لكنه تعرض للتنمر، التلفاز خطأ و خطر، ومن جهة أخرى سجل المقابلة و هو تعبان مريض، مع ذلك اتضح لي أنه قليل حيلة و قليل خبرة مهنية أو خبرة في الدفاع عن نفسه، في المناظرة، أو في دفع من يرون أنه بنادم قديم (3) . و قد أبدى أيضا داروينيته فالمسجل على الشبكة و قد طفت للسطح تماما كالصحفي

المتابع : المتابع الله غالب عليه مستوى (أحوال الناس) دارويني أيضا، يتابع بالعواطف و بالوجوه "حبة سوداء - بلاك بيل (4)"و يقف لجانب الفائز، فالصحفي زوين رزين و يتكلم بهدوء فتمكن من كسب متابعين متعاطفين و محبين من خلال برامجه منذ سنوات، و حبيبنا الأستاذ زوين رزين أيضا و يتكلم بنبرات صوتية رنانة و تعابير وجهية و إبتسامات أعجبت من شاهده، كلاهما وسيمان، و تنمرهما ببعضهما البعض (الصحفي أثناء الحصة و الأستاذ بعد الحصة) كان تلقائيا و متوقعا، تماما كالذي يحدث مع الحيوانات عندما تضعها مع بعض لأول مرة، فظهرت فرصة للمتابع تجبره على الإنحياز و تجعله يتخلى تلقائيا عن ثقته بالصحفي و بيعه بالكامل : خيبت ظني فيك الخ من التفاعلات.


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Djelfa2021 مشاهدة المشاركة
بلغة أخرى الصراع من أجل البقاء و الإنتقاء الطبيعي هو شي لا بد منه، فهل تظن أن التعايش لا يخدم المبدأ؟
التعايش الذي نظن أنه ممكن و نحاج به كل من يرفض توجهاتنا و يريد فرض وجهته علينا، قد يكون بمثابة الإمتحان أو الكاشف الذي يجعل الجميع يخرج ما في جعبته، فقد يبدو أن مجموعة أفراد يعيشون جنبا لجنب في سكينة طالما أن لكل طرف ما يريده من حريات و حقوق و ما إن تظهر حادثة مهما كان صغرها إلى أن يتحول هذا السلام إلى تهديد لوجود أحد الأطراف، و يبدو له أنه سينقرض لو سمح في ما يراه حقه أو إذا ترك الحادثة تمر مرور الكرام. فالتعايش في حالة مماثلة لا يتقبله أحد بل و يعتبره الجميع خسارة يترجمها حسب إنحيازه بتنازل عن الحريات الحقوق القيم المبادئ الثوابت الخ...كما أنه قد يستعمل كخدعة للغدر و الطعن في الظهر، بل أنه دليل على أن الجميع يلبس قناع يخفي به داروينيته في الصراع من أجل البقاء و الإستمرار سواءا هجوما أو دفاعا عن النفس، فربما يصلح التعايش كمرادف لهدنة فقط، يمارس فيها كل طرف "تقيته" في تجاهل الأخر و يعمل بطريقة كامنه على محاربته.


أحيانا نستغرب لماذا لا تتعايش الحيوانات مثلا عند تربيتها حتى و إن روضتها جيدا أو أثبت لها أنه هناك طعام شراب و فراش للجميع و لا فائدة من الصراع مع ذلك تحدث مناوشات، لكن الأمر نفسه يحدث مع الإنسان، و في كلمتين صراع الإنسان مع الإنسان في الباطن سببه بدائي بحت تماما كالحيوان: ثروات إناث و مكانة، أما في الظاهر يمكن أن يكون أي شيء سمي ما شئت من الأسباب التي تجعلك تهاجم الأخرين أو تدافع عن نفسك من أجلها (سوآءا على الصعيد الفردي أو الجماعي)

قد يبدو الأمر غريب كون الإنسان يتصارع تماما كالحيوان؟ لا تستغرب ضع امرأتين مع رجل واحد، أو رجلين و امرأة في منزل و انتظر، شاهد صراع الورثة في كامل الكرة الأرضية، أنظر للتنافس في مناصب العمل، انظر للمنحرف الذي يرغمك على دفع الباركينغ و البارا-سول، انظر للمضاربين، انظر لمن يحكم و رجال السلطة انظر للحروب الخ... فهل من مثال حي عن التعايش؟

سافرت قبل سنوات لدبي، مكثت هناك مدة و طبعا لم أنبهر بشيء هناك عدا الأمن و التعايش، شاهدت ناس من كل الجنسيات، مساجد للشيعة للسنة، هنود بمختلف مظاهرهم و روائحهم مدارس تعليمية يديرها مسيحيون الخ... و لبرهة من الزمن ظننت أنه تعايش وأن الكل لا يأبه لوجود الأخر، لكنه لم يكن كذلك، بل أنه العكس تماما: و بعد التمعن إتضح لي أنه قمة الطبقية و الإستعباد و أكثر من الداروينية الموجودة هنا، فحقك في الوجود لجنب الأخر طبعا وارد على شرط أن تبقى في مكانتك الطبيعية و تعامل على أساس لون بشرتك.

أظننا أمام أحجية الدجاجة و البيضة إذا وقفنا حكما في موضوع التعايش، فإذا كان التعايش ممكن و موجود فلماذا يهددنا إختلاف الآخر، و إذا كان إختلاف الآخر لا يهددنا فما الفائدة من التعايش؟

و في الأخير عن توظيف كلمة "دارويني" في وصف المجتمع و تصرفات الفرد أقصد به بدائي نسبة للعقل البدائي، ببساطة لا تتصرف كالقرد لأنك أنت فقط من يمكنه إثبات و إبطال نظرية التطور، فلا ترهق نفسك بالبحث...

Ps: حذفت الكثير من الأشياء فقد تبدو الكتابة غريبة نوعا ما ، الأرقام سأعود لها لاحقا إنشاء الله








 


آخر تعديل جَمِيلَة 2021-12-03 في 09:56.
رد مع اقتباس