منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - الدَّالَّ عَلَى الْخَيْرِ كَفَاعِلِهِ
عرض مشاركة واحدة
قديم 2021-04-03, 05:26   رقم المشاركة : 234
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










Flower2

اخوة الاسلام

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته



الندم شرط رئيسي أو هو ركن التوبة الأعظم

ولهذا قال الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:

(النَّدَمُ تَوْبَةٌ)

حتى قال بعض أهل العلم :

" يَكْفِي فِي التَّوْبَةِ تَحَقُّقُ النَّدَمِ

فَإِنَّهُ يَسْتَلْزِمُ الْإِقْلَاعَ عَن الذنوب

وَالْعَزْمِ عَلَى عَدَمِ الْعَوْدِ؛ فَهُمَا نَاشِئَانِ

عَنِ النَّدَمِ لَا أَصْلَانِ مَعَهُ " .


انظر: "فتح الباري" (13/ 471) .

وقال القاري رحمه الله:

" (النَّدَمُ تَوْبَةٌ) إِذْ يَتَرَتَّبُ عَلَيْهَا بَقِيَّةُ الْأَرْكَانِ مِنَ الْقَلْعِ وَالْعَزْمِ

عَلَى عَدَمِ الْعَوْدِ، وَتَدَارُكِ الْحُقُوقِ مَا أَمْكَنَ....

وَالْمُرَادُ النَّدَامَةُ عَلَى فِعْلِ الْمَعْصِيَةِ

مِنْ حَيْثُ إِنَّهَا مَعْصِيَةٌ لَا غَيْرَ ".


انتهى من "مرقاة المفاتيح" (4/ 1637) .

ومعنى "الندم" هو الحزن ، أو شدة الحزن

. كما في "لسان العرب" (1/79) ، (6/4386) .

فإنه فسَّر "الندم" بالأسف

ثم فسَّر الأسف بالحزن أو المبالغة في الحزن .

وفي كلام القاري السابق فسَّر الندم

بأنه "الندامة -أي : الحزن -

على فعل المعصية من حيث إنها معصية لا غير" .

ومعنى هذا : أن كل من حزن لكونه فعل المعصية

فقد حصل منه الندم المقصود في التوبة .

فإذا كان هذا الندم صادقا

فإن العاصي سوف يترك المعصية

ويعزم على عدم فعلها مرة أخرى

وبهذا تكمل التوبة وتتحقق شروطها كلها .

قال الغزالي رحمه الله

"اعلم أن التوبة عبارة عن معنى ينتظم ويلتئم

من ثلاثة أمور مرتبة: علم، وحال، وفعل.

فالعلم الأول ، والحال الثاني ، والفعل الثالث.

والأول موجب للثاني ، والثاني موجب للثالث

إيجاباً اقتضاه اطراد سنة الله في الملك والملكوت.

أما العل م، فهو معرفة عظم ضرر الذنوب

وكونها حجاباً بين العبد وبين كل محبوب .

فإذا عرف ذلك معرفة محققة

بيقين غالب على قلبه :

ثار من هذه المعرفة تألم للقلب بسبب فوات المحبوب

فإن القلب مهما شعر بفوات محبوبه : تألَّم

فإن كان فواته بفعله ، تأسف على الفعل المُفَوِّت

فيسمى تألمه بسبب فعله المفوت لمحبوبه ندماً .

فإذا غلب هذا الألم على القلب واستولى

انبعث من هذا الألم في القلب حالة أخرى

تسمى إرادة وقصداً

إلى فعل له تعلق بالحال والماضي وبالاستقبال .

أما تعلقه بالحال

فبالترك للذنب الذي كان ملابساً .

وأما بالاستقبال

فبالعزم على ترك الذنب المفوت للمحبوب إلى آخر العمر .

وأما بالماضي

فبتلافي ما فات بالجبر والقضاء

إن كان قابلاً للجبر .

... فالعلم والندم والقصد المتعلق بالترك في الحال والاستقبال

والتلافي للماضي ثلاثة معان مرتبة في الحصول

فيطلق اسم التوبة على مجموعها .

وكثيراً ما يطلق اسم التوبة على معنى الندم وحده

ويجعل العلم كالسابق والمقدمة

والترك كالثمرة والتابع المتأخر

وبهذا الاعتبار قال عليه الصلاة والسلام: (الندم توبة)

إذ لا يخلو الندم عن علم أوجبه وأثمره

وعن عزم يتبعه ويتلوه

فيكون الندم محفوفاً بطرفيه

أعني ثمرته ومُثْمِره"


انتهى في "إحياء علوم الدين" (4/4) :

وقال أيضا

"والخوف إذا كان من فعل ماض أورث الندم

والندم يورث العزم

وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (الندم توبة)"


انتهى .في "إحياء علوم الدين" (3/144

و لنا عودة إن شاء الله للاستفادة من موضوع اخر