منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - مشيئة الله عز وجل .
عرض مشاركة واحدة
قديم 2021-02-11, 16:40   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة amirhib مشاهدة المشاركة
يقول الله تعالى ( ولو شاء ربك لأمن من في الارض كلهم جميعا أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين )
- كيف تكون مشيئة الله ؟
- أفأنت . خطاب لمحمد عليه الصلاة والسلام ؟
- ماذا تعني كلمة الاكراه ؟
.
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

مشيئة الله وإرادته

للهِ تعالى المشيئةُ الكاملةُ الشاملةُ لكلِّ شيء

فما شاءَ كان وما لم يَشَأْ لم يكن

نُثْبِتُهَا كما أَثْبَتَهَا لنفسِهِ

قال تعالى: ﴿ قَالَ كَذَلِكَ اللَّهُ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ ﴾ [آل عمران: 40]

وقال تعالى: ﴿ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ ﴾ [البقرة: 253]

وقال تعالى: ﴿ ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ * فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ ﴾ [البروج: 16].


اذن ما الفرق بين المشيئة والإرادة

والمحققون من أهل السنة يقولون:

الإرادة في كتاب الله نوعان:


إرادة قدرية خلقية، وإرادة دينية شرعية.

فالإرادة الشرعية هي المتضمنة المحبة والرضا

والكونية هي المشيئة الشاملة لجميع الموجودات.


فالإرادة الشرعية كقوله تعالى:

يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ [البقرة:185]

وقوله: مَا يُرِيدُ اللّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُم مِّنْ حَرَجٍ وَلَكِن يُرِيدُ لِيُطَهَّرَكُمْ

وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ [المائدة: 6]

يُرِيدُ اللّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ

وَاللّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ وَاللّهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ

وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَن تَمِيلُواْ مَيْلاً عَظِيمًا

يُرِيدُ اللّهُ أَن يُخَفِّفَ عَنكُمْ وَخُلِقَ الإِنسَانُ ضَعِيفًا [النساء: 26-28]

وقوله: إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ

أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا [الأحزاب:33].

فهذا النوع من الإرادة لا تستلزم وقوع المراد

إلا إذا تعلق به النوع الثاني من الإرادة

وهذه الإرادة تدل دلالة واضحة على

أنه لا يحب الذنوب والمعاصي والضلال والكفر

ولا يأمر بها ولا يرضاها

وإن كان شاءَها خلقاً وإيجاداً.

وأنه يحب ما يتعلق بالأمور الدينية ويرضاها

ويثيب عليها أصحابها، ويدخلهم الجنة

وينصرهم في الحياة الدنيا وفي الآخرة

وينصر بها العباد من أوليائه المتقين

وحزبه المفلحين وعباده الصالحين.

وهذه الإرادة تتناول جميع الطاعات حدثت أو لم تحدث.


والإرادة الكونية القدرية

هي الإرادة الشاملة لجميع الموجودات

التي يقال فيها: ما شاء الله كان

وما لم يشأ لم يكن

وهذه الإرادة مثل قوله تعالى:

فَمَن يُرِدِ اللّهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلاَمِ

وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا [الأنعام:125].

وقوله: وَلاَ يَنفَعُكُمْ نُصْحِي إِنْ أَرَدتُّ أَنْ أَنصَحَ لَكُمْ

إِن كَانَ اللّهُ يُرِيدُ أَن يُغْوِيَكُمْ [هود:34].

وقوله: وَلَوْ شَاء اللّهُ مَا اقْتَتَلُواْ وَلَكِنَّ اللّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ [البقرة:253]

. وقوله: وَلَوْلا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاء اللَّهُ لا قُوَّةَ إِلا بِاللَّهِ

إِن تُرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنكَ مَالًا وَوَلَدًا [الكهف:39]

وهذه الإرادة إرادة شاملة لا يخرج عنها أحد من الكائنات

فكل الحوادث الكونية داخلة في مراد الله ومشيئته هذه

وهذه يشترك فيها المؤمن والكافر والبر والفاجر

وأهل الجنة وأهل النار، وأولياء الله وأعداؤه

وأهل طاعته الذين يحبهم ويحبونه

ويصلي عليهم هو وملائكته

وأهل معصيته الذين يبغضهم ويمقتهم ويلعنهم اللاعنون

. وهذه الإرادة تتناول ما حدث من الطاعات

والمعاصي دون ما لم يحدث منها


والمخلوقات مع كل من الإرادتين أربعة أقسام:

الأول: ما تعلقت به الإرادتان

وهو ما وقع في الوجود من الأعمال الصالحة

فإن الله أراده إرادة دين وشرع

فأمره وأحبه ورضيه

وأراده إرادة كون فوقع، ولولا ذلك ما كان.


والثاني: ما تعلقت به الإرادة الدينية فقط

وهو ما أمر الله به من الأعمال الصالحة

فعصى ذلك الكفار والفجار

فتلك كلها إرادة دين

وهو يحبها ويرضاها وقعت أم لم تقع.


والثالث: ما تعلقت به الإرادة الكونية فقط

وهو ما قدره الله وشاءه من الحوادث

التي لم يأمر بها كالمباحات والمعاصي

فإنه لم يأمر بها، ولم يرضها، ولم يحبها

إذ هو لا يأمر بالفحشاء ولا يرضى لعباده الكفر

ولولا مشيئته وقدرته وخلقه لها لما كانت ولما وجدت

فإنه ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن.


والرابع: ما لم تتعلق به هذه الإرادة ولا هذه

فهذا ما لم يقع ولم يوجد من أنواع المباحات والمعاصي.

والسعيد من عباد الله من أراد الله منه تقديراً

ما أراد الله به تشريعاً

والعبد الشقي من أراد الله به تقديراً ما لم يرد به تشريعاً

وأهل السنة والجماعة الذين فقهوا دين الله حق الفقه

ولم يضربوا كتاب الله بعضه ببعض

علموا أنَّ أحكام الله في خلقه تجري على وفق هاتين الإرادتين

فمن نظر إلى الأعمال الصادرة عن العباد بهاتين العينين كان بصيراً

ومن نظر إلى الشرع دون القدر

أو نظر إلى القدر دون الشرع كان أعور

مثل قريش الذين قالوا: لَوْ شَاء اللّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلاَ آبَاؤُنَا

وَلاَ حَرَّمْنَا مِن شَيْءٍ [الأنعام:148].

قال الله تعالى: كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِم حَتَّى ذَاقُواْ بَأْسَنَا

قُلْ هَلْ عِندَكُم مِّنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا إِن تَتَّبِعُونَ

إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ أَنتُمْ إَلاَّ تَخْرُصُونَ [الأنعام:148].


المصدر:

::الإيمان بالقضاء والقدر لعمر بن سليمان الأشقر - ص104









رد مع اقتباس