اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة اميرة الامواج
بارك الله فيك
أنا فتاة تقدم لخطبتي شاب فقير ماعندوا والوا ، لا سكنة ( نسكن مع دارهم وفي بطيمة وخاوتوا كامل 7 ) لا خدمة ( نهار يخدم ونهار ميخدمش ) ....
يعني شاب فقير
هل يجوز زواج الفقير ؟
او من الأفضل ألا يتزوج ؟
وهل عليا إثم أنني رفضته بالسبب فقره ....؟؟؟؟
سلام من قلب يحب السلام
|
كما اوضحت سابقا ان حين نريد الاجابة
و قلت
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة *عبدالرحمن*
[center]
و اسمحي لي اختي الفاضلة بمقدمة
لن اقوم بفعلها فيما بعد
و هي عبارة عن نصيحة تعلمتها و انقلها
لعلها تفيد الجميع
الدين الاسلامي عبارة عن مجموعة من الاصول
يتبع لها مجموعة اخري من الفروع و الجزئيات
فحين يخطر في بالنا سؤال في الدين
يجب ان يتقدم قبلة سؤال دائم
و هو هل هو من اصول الدين
او هو فرع من اصل
او هل هو جزء من فرع له اكيد اصل
فان كان فرع من اصل يجب معرفه الاصل
و ان كان جزء من فرع يجب الاطلاع علي
الفرع و معرفه الاصل
لان ما يشمل الاصل حتما يشمل الفرع ثم الجزء
و هنا يحضر التيسير في الفهم
و الله اعلي و اعلم
|
و بناء علي ما سبق يجب نعرف ان هذا السؤال
جزء من فرع له اصل
الاصل هو الزواج
تكامل وتراحم
أولاً وأخيرًا نحن لسنا ملائكة
ولكننا بشر نخطىء ونصيب .
فالإسلام جعل العلاقة بين الزوجين علاقة تكامل لا تنافس
قوامها المودة والرحمة
قال تعالى : [ ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجًا لتكسنوا إليها وجعلَ بينكم مودةً ورحمة ) (الروم : 21) .
وهذا التكامل أو الاندماج
نتيجة أنهما من نفس واحدة ومن أصل واحد .
قال تعالى : ( يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفسٍ واحدة ، وخلق منها زوجها وبثَّ منهما رجالاً كثيرًا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام ، إن الله كان عليكم رقيبًا ) (النساء : 1)
وقوله تعالى في وصف العلاقة بين الزوج وزوجه : ( هُنَّ لباس لكم وأنتم لباسُ لهن ) (البقرة من الآية : 187)
وفي آية أخرى : ( نساؤكم حرث لكم ) ( البقرة من الآية : 223)
فلا يوجد كلام أبلغ من هذا وأدق وأعمق
في وصف العلاقة الزوجية
فاللباس ساتر وواق
والسكن راحة وطمأنينة واستقرار
وداخلهما المودة والرحمة.
واجبات وحقوق
ولاستمرار العلاقة كما بينتها الآيات
حدد الإسلام دورًا ووظيفة
لكل من الرجل والمرأة في الحياة الزوجية
وذكر لكل منهما حقوقًا وواجبات
إذا أدى كل منهما ما عليه
سارت بهما السفينة إلى بر الأمان .
و الان جاء وقت الفرع الذي جاء منه الجزء
الخاص بسؤالك
فجعل الله الدين هو الأساس الأول
في اختيار شريك وشريكة الحياة .
قال صلى الله عليه وسلم :
[ تنكح المرأة لأربع :
لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها
فاظفر بذات ا لدين تربت يداك ] رواه البخاري
وقد ورد النهي عن زواج المرأة لغير دينها
ففي الحديث :
[ من تزوج امرأة لعزها لم يزده الله إلا ذُلاً
ومن تزوجها لمالها لم يزده الله إلا فقرًا
ومن تزوجها لحسبها لم يزده الله إلا دناءة
ومن تزوج امرأة لم يرد بها
إلا أن يغض بصره ويحصن فرجه
أو يصل رحمه بارك الله له فيها وبارك لها فيه ]
(رواه الطبراني في الأوسط ) .
وقال صلى الله عليه وسلم :
[ لا تزوجوا النساء لحسنهن فعسى حسنهن أن يرديهن
ولا تزوجوهن لأموالهن فعسى أموالهن أن تطغيهن
. ولكن تزوجوهن على الدين
ولأمة خرماء سوداء ذات دين أفضل ] (رواه ابن ماجة ) .
وعلى الطرف الآخر قال لأهل الفتاة في الحديث الشريف
: [ إذا أتاكم من ترضون خلقه ودينه فزوجوه
إلا تفعلوا تكن فتنةٌ في الأرض وفسادٌ عريض ]
(رواه ابن ماجة والحاكم والترمذي ) .
فلو اتفق الطرفان على أن الدين أساس الاختيار
واتفقت منابع الفكر
وتوحدت مساقي الآراء وانبعثت من الشريعة
صار الفهم واحدًا والتفاهم بينهما تامًا .
أما الطبائع فمن السهل تغييرها بالتعود والإصرار
وما يصعب تغييره فلنتغاضى عنه
و بعد ما تقدم اصبح اجابة سؤالك سهل جدا
إذا كان هذا الرجل مرضي الدين والخلق
فلا حرج عليك في الزواج منه
ولو كان فقيرا
لما روى الترمذي ( 1084 )
من حديث أبي هريرة رضي الله عنه
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
( إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه
إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض )
وحسنه الألباني في صحيح الترمذي .
وليس الفقر عيبا فالمال يغدو ويروح
والفقير قد يصبح غنيا
قال تعالى : ( وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ) النور/32 .
المقياس ليس بالمال
وإنما بالتقوى والعمل الصالح.
فرواه البخاري (5030) ومسلم (1425)
عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ : "
أَنَّ امْرَأَةً جَاءَتْ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ
: يَا رَسُولَ اللَّهِ جِئْتُ لِأَهَبَ لَكَ نَفْسِي
فَنَظَرَ إِلَيْهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
فَصَعَّدَ النَّظَرَ إِلَيْهَا وَصَوَّبَهُ ثُمَّ طَأْطَأَ رَأْسَهُ
فَلَمَّا رَأَتْ الْمَرْأَةُ أَنَّهُ لَمْ يَقْضِ فِيهَا شَيْئًا جَلَسَتْ
فَقَامَ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِهِ فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ
إِنْ لَمْ يَكُنْ لَكَ بِهَا حَاجَةٌ فَزَوِّجْنِيهَا
فَقَالَ : ( هَلْ عِنْدَكَ مِنْ شَيْءٍ ) ؟
فَقَالَ : لَا وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ
قَالَ : ( اذْهَبْ إِلَى أَهْلِكَ فَانْظُرْ هَلْ تَجِدُ شَيْئًا ؟ )
فَذَهَبَ ثُمَّ رَجَعَ فَقَالَ
: لَا وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا وَجَدْتُ شَيْئًا
قَالَ : ( انْظُرْ وَلَوْ خَاتَمًا مِنْ حَدِيدٍ )
فَذَهَبَ ثُمَّ رَجَعَ فَقَالَ
: لَا وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَلَا خَاتَمًا مِنْ حَدِيدٍ
وَلَكِنْ هَذَا إِزَارِي - قَالَ سَهْلٌ : مَا لَهُ رِدَاءٌ - فَلَهَا نِصْفُهُ
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
: ( مَا تَصْنَعُ بِإِزَارِكَ ؟
إِنْ لَبِسْتَهُ لَمْ يَكُنْ عَلَيْهَا مِنْهُ شَيْءٌ
وَإِنْ لَبِسَتْهُ لَمْ يَكُنْ عَلَيْكَ شَيْءٌ )
فَجَلَسَ الرَّجُلُ حَتَّى طَالَ مَجْلِسُهُ
ثُمَّ قَامَ فَرَآهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
مُوَلِّيًا فَأَمَرَ بِهِ فَدُعِيَ فَلَمَّا جَاءَ
قَالَ : ( مَاذَا مَعَكَ مِنْ الْقُرْآنِ ؟)
قَالَ : مَعِي سُورَةُ كَذَا وَسُورَةُ كَذَا وَسُورَةُ كَذَا – عَدَّهَا
قَالَ : ( أَتَقْرَؤُهُنَّ عَنْ ظَهْرِ قَلْبِكَ ؟ ) قَالَ نَعَمْ
قَالَ : ( اذْهَبْ فَقَدْ مَلَّكْتُكَهَا بِمَا مَعَكَ مِنْ الْقُرْآنِ ).
و ما سبق
مسألة تخص شخصا فقيرا أراد النكاح والعفاف
فزوّجه النبي صلى الله عليه وسلم
بالتي جاءت تهب نفسها للنبي صلى الله عليه وسلم
وفي ذلك دليل على أن الفقر في ذاته
لا يمنع من النكاح إذا كان الزوج ذا دين
حسن الاعتقاد في ربه ، وكانت المرأة كذلك
فإن ذلك مع قوله تعالى :
( وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ) النور/ 32 ،
فبحسن التوكل والرغبة في العفاف
وطلب ما عند الله من الفضل
يرجى لمثل هذا الناكح أن يعينه الله
ويرزقه من فضله
كما روى الترمذي (1655)
وحسنه عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ :
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
: ( ثَلَاثَةٌ حَقٌّ عَلَى اللَّهِ عَوْنُهُمْ : الْمُجَاهِدُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ
وَالْمُكَاتَبُ الَّذِي يُرِيدُ الْأَدَاءَ
وَالنَّاكِحُ الَّذِي يُرِيدُ الْعَفَافَ )
وحسنه الألباني في "صحيح الترمذي" .
وقد بوّب الإمام البخاري رحمه الله للحديث بقوله :
" بَاب تَزْوِيجِ الْمُعْسِرِ
لِقَوْلِهِ تَعَالَى : ( إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمْ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ )
قال علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس: "
رغبهم الله في التزويج
وأمر به الأحرار والعبيد، ووعدهم عليه الغنى
فقال : ( إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ ) .
وعن ابن مسعود قال
: " التمسوا الغنى في النكاح " .
"تفسير ابن كثير" (6 /51) .
قال الشيخ ابن باز رحمه الله :
" أمر - سبحانه - في هذه الآية الكريمة
بإنكاح الأيامي والصالحين من العباد والإماء
وأخبر وهو الصادق في خبره
أن ذلك من أسباب الفضل للفقراء
حتى يطمئن الأزواج وأولياء النساء
أن الفقر لا ينبغي أن يمنع الزواج
بل هو من أسباب الرزق والغنى "
انتهى من "فتاوى إسلامية" (3 /213) .