منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - حُسْنُ الْخُلُقِ
عرض مشاركة واحدة
قديم 2020-09-11, 05:16   رقم المشاركة : 62
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










Flower2

اخوة الاسلام

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته


صور التَّأنِّي

التَّأنِّي مطلوبٌ في كثير من الأحوال والمواقف

التي تمرُّ على الإنسان

ومِن هذه الأحوال التي يتطلَّب فيها التَّأنِّي:


1- عند الذهاب إلى الصَّلاة:

فعن أبي قتادة رضي الله عنه قال:

((بينما نحن نصلِّي مع النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم

إذ سمع جلبة الرِّجال، فلمَّا صلَّى قال: ما شأنكم؟

قالوا: استعجلنا إلى الصَّلاة.

قال: فلا تفعلوا إذا أتيتم الصَّلاة فعليكم بالسَّكينة

فما أدركتم فصلُّوا، وما فاتكم فأتمُّوا))


[566] رواه البخاري (635).

وعن أبي هريرة رضي الله عنه

عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:

((إذا سمعتم الإقامة

فامشوا إلى الصَّلاة وعليكم بالسَّكينة والوقار

ولا تسرعوا، فما أدركتم فصلُّوا

وما فاتكم فأتمُّوا))


[567] رواه البخاري (636).

ففي الحديثين نهي عن الاستعجال والإسراع لإدراك الصَّلاة

والأمر بالتَّأنِّي والسَّكينة في المجيء للصَّلاة والقيام لها


[568] انظر: ((فتح الباري شرح صحيح البخاري))

لابن حجر (2/118)

((عمدة القاري شرح صحيح البخاري))

لبدر الدين العيني (5/150).


2- التَّأنِّي في طلب العلم:

قال تعالى: لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ [القيامة: 16].

قال ابن القيِّم في هذه الآية

: (ومِن أسرارها -سورة القيامة-:

أنَّها تضمَّنت التَّأنِّي والتَّثبُّت في تلقِّي العِلْم

وأن لا يحمل السَّامع شدَّة محبَّته وحرصه

وطلبه على مبادرة المعلِّم بالأخذ قبل فراغه مِن كلامه

بل مِن آداب الرَّب التي أدب بها نبيَّه

أَمْرُه بترك الاستعجال على تلقِّي الوحي

بل يصبر إلى أن يفرغ جبريل مِن قراءته

ثمَّ يقرأه بعد فراغه عليه

فهكذا ينبغي لطالب العلم ولسامعه

أن يصبر على معلِّمه حتى يقضي كلامه)


[569] ((التبيان في أقسام القرآن)) (1/159).
.
3- التَّأنِّي عند مواجهة العدو في ساحة القتال:

قال النُّعمان بن مقرن للمغيرة بن شعبة

-رضي الله عنهم- في تأخير القتال يوم نهاوند

: ((ربَّما أشهدك الله مثلها مع النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم

فلم يُندِّمك، ولم يخزك

ولكني شهدت القتال مع رسول الله صلى الله عليه وسلم

كان إذا لم يقاتل في أوَّل النَّهار

انتظر حتى تهبَّ الأرواح، وتحضر الصَّلوات))


[570] رواه البخاري (3160).

قال ابن حجر: (قوله: ((فلم يندِّمك))

أي: على التَّأنِّي والصَّبر حتى تزول الشَّمس)


[571] ((فتح الباري شرح صحيح البخاري)) (6/256).

وقال الشَّافعي:

(لا ينبغي أن يولِّي الإمام الغزو إلَّا ثقة في دينه

شجاعًا ببدنه، حسن الأناة

عاقلًا للحرب بصيرًا بها، غير عَجِلٍ ولا نَزِق

ويتقدَّم إليه أن لا يحمل المسلمين على مهلكة بحال)


[572] ((السنن الكبرى)) للبيهقي (9/70).

4- التَّأنِّي في الإنكار في الأمور المحتملة:

فعن أبيِّ بن كعب رضي الله عنه

عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم

في قصَّة موسى والخضر -عليهما السَّلام- وفيه-

((فعمد الخضر إلى لوح مِن ألواح السَّفينة، فنزعه،

فقال موسى: قومٌ حملونا بغير نَوْلٍ


[573] النول: الأجر. ((النهاية في غريب الحديث والأثر))

لابن الأثير (5/129).


عمدت إلى سفينتهم فخرقتها لتغرق أهلها؟!

قال: ألم أقل إنَّك لن تستطيع معي صبرًا؟

قال: لا تؤاخذني بما نسيت

ولا ترهقني مِن أمري عسرًا))


[574] رواه البخاري (122)

ومسلم (2380)، واللَّفظ للبخاري.


قال ابن حجر:

(إنَّ الذي فعله الخضر ليس في شيء منه ما يناقض الشَّرع

فإنَّ نقض لوح مِن ألواح السَّفينة لدفع الظَّالم عن غصبها

ثمَّ إذا تركها أعيد اللَّوح- جائزٌ شرعًا وعقلًا

ولكن مبادرة موسى بالإنكار بحسب الظَّاهر

وقد وقع ذلك واضحًا في رواية أبي إسحاق

التي أخرجها مسلم

ولفظه: فإذا جاء الذي يسخِّرها فوجدها منخرقة

تجاوزها فأصلحها، فيُستفاد منه وجوب التَّأنِّي

عن الإنكار في المحتملات)


[575] ((فتح الباري شرح صحيح البخاري)) (1/222).

و لنا عودة من اجل استكمال شرح


خُلُقِ التَّأنِّي أو (الأناة)









رد مع اقتباس