منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - أسماء الله الحسنى وصفاته
عرض مشاركة واحدة
قديم 2020-04-01, 17:34   رقم المشاركة : 13
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










B18



ثالثا :

إذا آمنا بأن الله رقيب على عباده مطلع عليهم ، وآمنا بأن الخلق إليه يحشرون ، وأنه سيحاسبهم على أعمالهم ، فمن ضرورة ذلك : أن نؤمن إيمانا جازما باطلاعه على خلقه ، وعلمه بهم :

( يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ * وَاللَّهُ يَقْضِي بِالْحَقِّ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ لا يَقْضُونَ بِشَيْءٍ إِنَّ اللَّهَ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ) غافر/19-20 .

وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم أن الله سيكلم خلقه يوم القيامة ، من غير حجاب ولا ترجمان بينه وبينهم :

عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :

( مَا مِنْكُمْ أَحَدٌ إِلَّا سَيُكَلِّمُهُ رَبُّهُ لَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ تُرْجُمَانٌ فَيَنْظُرُ أَيْمَنَ مِنْهُ فَلَا يَرَى إِلَّا مَا قَدَّمَ مِنْ عَمَلِهِ وَيَنْظُرُ أَشْأَمَ مِنْهُ فَلَا يَرَى إِلَّا مَا قَدَّمَ وَيَنْظُرُ بَيْنَ يَدَيْهِ فَلَا يَرَى إِلَّا النَّارَ تِلْقَاءَ وَجْهِهِ فَاتَّقُوا النَّارَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ ) .

رواه البخاري ( 7005 ) ومسلم ( 1016 ) .

وفي رواية للبخاري :

( وَلَيَلْقَيَنَّ اللَّهَ أَحَدُكُمْ يَوْمَ يَلْقَاهُ وَلَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ تَرْجُمَانٌ يُتَرْجِمُ لَهُ فَلَيَقُولَنَّ لَهُ أَلَمْ أَبْعَثْ إِلَيْكَ رَسُولًا فَيُبَلِّغَكَ فَيَقُولُ بَلَى فَيَقُولُ أَلَمْ أُعْطِكَ مَالًا وَأُفْضِلْ

عَلَيْكَ فَيَقُولُ بَلَى فَيَنْظُرُ عَنْ يَمِينِهِ فَلَا يَرَى إِلَّا جَهَنَّمَ وَيَنْظُرُ عَنْ يَسَارِهِ فَلَا يَرَى إِلَّا جَهَنَّمَ ) .

رواه البخاري ( 3400 ) .

رابعاً:

أما تعلم اللغة العربية فالقدر الذي يجب منه : أن تتعلم المقدار الذي تصح به صلاتك وعبادتك

وما زاد على ذلك فهو نافلة مستحبة ، أن تتعلم ما يعينك على فهم كتاب الله وسنة نبيه ، والتفقه في دينه ، ويتأكد ذلك في حق طالب العلم

ويتأكد في حق الشاب القادر على التعلم ما لا يطلب من الشيخ والمرأة الكبيرة ، وهكذا كل على حسب طاقته .

قال الإمام الشافعي – رحمه الله - :

فعلى كل مسلم أن يتعلم من لسان العرب ما بلغه جَهده ، حتى يشهد به أن لا إله إلا الله

وأن محمد عبده ورسوله ، ويتلو به كتاب الله ، وينطق بالذِّكر فيما افترض عليه من التكبير ، وأُمر به من التسبيح ، والتشهد ، وغير ذلك .

" الرسالة " ( ص 48 ) .

وأما سبب معاناة كثيرين في تعلم العربية : فلعل ذلك يعود لأسباب كثيرة

منها عدم سلوك الطريق المنهجي المناسب ، أو عدم خبرة المعلم بتدريس اللغة لغير أهلها

أو عدم المداومة على استعمال ما تعلمه المتعلم من الألفاظ والأساليب ، إلى غير ذلك من الأسباب التي من الممكن أن يستشار فيها المختص ، كل على حسب حالته .

ومن الأمور المهمة التي يُنصح بها هنا أن يكثر المتعلم من مخالطة العرب ، ومحاولة التكلم معهم بالعربية ، خاصة فيما يتعلق بالأمور الدينية والعلمية

فهذا أفضل الطرق لاكتساب اللغات : أن يخالط المرء أهلها ، وأن يصبر على تعلمها بهذه الطريقة ، لاسيما إذا واكب ذلك دراسة نظرية منهجية

ووفق للإخوة ناصحين له ، يعينونه على هذه المخالطة التعليمية ، ويعلمونه الجديد ، ويصوبونه له الخطأ .

وضع في علمك أن كل شيء يحتاج إلى صبر وبذل ، وأنه ليس شيء يصعب على المرء مع الهمة العالية ، وسلوك الطريق الصحيح .

والله الموفق