حكم كتابة : " والله أعلم " بعد إيراد حديث صحيح .
السؤال
أرى كثيراً من الأشخاص يكتبون عبارة " الله أعلم "
بعد ذكرهم لحديث صحيح لرسول الله صلى الله عليه وسلم
هل يعتبر هذا نوع من التشكيك أو عدم التصديق لكلام الرسول صلى الله عليه وسلم ؟
الجواب
الحمد لله
قول المفتي بعد فتواه أو الشيخ في درسه أو الراوي بعد روايته
: " والله أعلم " لا بأس به
وهو من التأدب مع الله تعالى علام الغيوب .
فالمفتي قد يفتي بحق ، والشارح قد يشرح على الصواب
والراوي قد يروي بدقة ، ولا يمنع شيء من ذلك أن يقول : " الله أعلم "
لأن المفتي قد يفوته ذكر الدليل ، أو رفع الاشتباه ، أو كشف الغموض ، فلا تكون فتواه - وإن كانت صحيحة في الجملة - على الوجه الأكمل
.
والشارح قد يغيب عنه شرح بعض الكلمات ، أو لا يتم الشرح على الوجه الذي تزول به الشبهة وتقوم به الحجة على المخالف ، وإن كان في الجملة شرحا صحيحا .
والراوي قد ينسى كلمة من الحديث ، أو يروي الحديث بالمعنى
أو يعتمد على روايةٍ غيرها أرجح منها سندا ومتنا ، أو ينقص من الحديث نقصا لا يخل بالمعنى
ولكن لا يأتي به على التمام ، فلذلك - وغيره - يقول : " الله أعلم " .
قال النووي رحمه الله في " مقدمة المجموع " (1/84)
وقد ذكر فيها جملة من آداب الفتوى :
"قال الصَّيْمَري [هو أبو القاسم ، أحد علماء الشافعية الكبار ، توفي سنة 405هـ] :
ولا يدع ختم جوابه بقوله : (وبالله التوفيق) ، أو: (والله أعلم) ، أو: (والله الموفق) " انتهى .
وليس في ذلك تشكيك في الحديث أو الحكم الذي ذكره المفتي
بل حتى لو كان العالم مصيبا في حكمه ، وفي إيراده الحديث ، فإنه ما من عالم إلا والله تعالى أعلم منه
قال الله تعالى : (وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ) يوسف/76 .
قال ابن عباس رضي الله عنهما :
" يكون هذا أعلم من هذا ، وهذا أعلم من هذا ، والله فوق كل عالم "
انتهى من " تفسير ابن كثير " (4/402) .
وقال عكرمة :
" علم الله فوق كل أحد "
انتهى من " تفسير الطبري "(3/269) .
قال الشيخ عبد المحسن العباد حفظه الله :
" إذا كان عنده علم وقال: (الله أعلم) ، فقد قال كلمة صحيحة
فقوله : (الله أعلم) هو جواب صحيح ؛ لأنه وإن كان عنده علم ، فالله أعلم " .
انتهى مختصرا من" شرح سنن أبي داود" (4 /364) بترقيم الشاملة .
والله تعالى أعلم .
اخوة الاسلام
اكتفي بهذا القدر علي امل اللقاء بكم
قريبا باذن الله ان قدر لنا البقاء و اللقاء