منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - أسماء الله الحسنى وصفاته
عرض مشاركة واحدة
قديم 2020-03-02, 18:42   رقم المشاركة : 60
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










B18

هل يوجد في القرآن ما ينص على أن الله كامل لا نقص فيه ؟

السؤال

هل يوجد في القرآن ما ينص على أن الله كامل لا نقص فيه؟

وإن لم يوجد هناك نص

فهل يؤمن المسلمون أن الله كامل لا نقص فيه؟


الجواب

الحمد لله

أولا :

المسلمون مجمعون على الاعتقاد بأن الله تعالى متصف بأقصى ما يمكن من الكمال

وأنه منزه عن كل نقص مهما خف وقلّ ، وأقوال علماء المسلمين متواترة على اتصاف الله تعالى بالكمال المطلق ، ومن ذلك قول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى :

" الكمال ثابت لله ، بل الثابت له هو أقصى ما يمكن من الأكملية

بحيث لا يكون وجود كمال لا نقص فيه إلا وهو ثابت للرب تعالى يستحقه بنفسه المقدسة

وثبوت ذلك مستلزم نفي نقيضه ؛ فثبوت الحياة يستلزم نفي الموت ، وثبوت العلم يستلزم نفي الجهل

وثبوت القدرة يستلزم نفي العجز ، وأن هذا الكمال ثابت له بمقتضى الأدلة العقلية والبراهين اليقينية ، مع دلالة السمع – أي نصوص الوحي - على ذلك "

انتهى من " مجموع الفتاوى " (6 / 71) .

ويقول : " فالإجماع منعقد على أنه تعالى لا يوصف بغير صفة الكمال"

انتهى من "بيان تلبيس الجهمية" (2/330) .

ويقول : " ومما يبين الأمر في ذلك : أن المسلمين متفقون على تنزيه الله تعالى عن العيوب والنقائص

، وأنه متصف بصفات الكمال ؛ لكن قد يتنازعون في بعض الأمور : هل النقص في إثباتها ، أو نفيها ، وفي طريق العلم بذلك . "

انتهى من " منهاج السنة النبوية" (2/563) .

ويقول أيضا : " ومعلوم أن الإجماع على تنزيه الله تعالى عن صفات النقص، متناول لتنزيهه عن كل نقص من صفاته الفعلية وغير الفعلية "

انتهى من "درء تعارض العقل والنقل" (4/89) .

ثم إن هذا أيضا ما تقضي به العقول السليمة ؛ فكيف يعبد الإنسان ربا ، لا يعتقد فيه الكمال المطلق ، أو يظن أن يتطرق النقص إلى ذاته ، أو شيء من صفاته ؟!

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :

" النقص منفي عنه عقلًا، كما هو منفي عنه سمعًا، والعقل يوجب اتصافه سبحانه بصفات الكمال، والنقص هو ما ضادَّ صفات الكمال"

انتهى من "شرح الأصبهانية" (412) .

ثم هو أيضا مقتضى الفطر السليمة التي لم تفسد ، ولم تغير عن أصل خلقتها

كما قال الله تعالى : (فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ) الروم/30

قال شيخ الإسلام رحمه الله :

" الإقرار بالخالق وكماله يكون فطريا ضروريا في حق من سلمت فطرته

وإن كان مع ذلك تقوم عليه الأدلة الكثيرة .

وقد يحتاج إلى الأدلة عليه كثير من الناس ، عند تغير الفطرة ، وأحوال تعرض لها."

انتهى . "مجموع الفتاوى" (6/73) .