منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - معلمة القرية,,,
الموضوع: معلمة القرية,,,
عرض مشاركة واحدة
قديم 2019-07-08, 18:07   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
أثر
مراقب سابق
 
الصورة الرمزية أثر
 

 

 
الأوسمة
المشرف المميز 
إحصائية العضو










افتراضي

ايمان كانت البنت الصغرى والوحيدة لأبويها

بينما كان لها من الاخوة اربع

و انتظر الوالدان كثيرا ذلك اليوم ليهبهما الله بنتا

تقر اعينهما بها ,,,,, كانت جميلة بحق
,


أنت يا ايمان بعد كل ذلك الدلال والعيش الرغيد

تكون نهايتك هذا القسم القبيح وهؤلاء الاطفال الفقراء يبدون مقرفين !!
,


صراخهم كان كافيا ليعيد ايمان الى حقيقة وجودها هناك

اسكتوووووواااااااااا ,,,,,,,,, هدوووووووووء

عم الصمت فجأة ودب الرعب في قلوب الصغار

أما آية فقد أطلقت صرخة تلتها نوبة بكاء هستيري

جعلت جميع الصغار ينظرون اليها

لحقها محمد ايضا


ثم ريم

وحليم

ودوى البكاء في كل ارجاء القسم

.


ايمان وامام هاته الورطة لم تجد حلا اخر غير اسكاتهم واحدا واحدا
وكم رجفت يدها كثيرا وهي متجهة صوب آية الصغيرة


دموعهم البريئة ونظراتهم الجميلة رغم مرارة الفقر


جعلت مشاعر الرحمة والعطف تدب فجاة في قلب ايمان

فحملت اية بين ذراعيها وأهدتها قبلة عميقة على جبهتها

ابتسمت وقالت لا تخافي لن اضربكم بل سأحميكم وأساعدكم
,


الايام اللاحقة جعلت ايمان تكشف كل يوم في هؤلاء الاطفال شيئا جديدا

حبهم للحياة والمرح

ضحكاتهم البريئة

قلوبهم الطاهرة
فقرهم ليس عيبا ولاذنبا


تبتسم ابتسامة كبيرة وهي تتذكر كيف أن عليا احضر لها بيضة من كوخهم

وقال انه بقي يرقب الدجاجة كثيرا حتى وضعت تلك البيضة

وكانت سعادته يومها وهو يحملها الى معلمته

تنفلق بحرارة بين عينيه

قال اطبخيها معلمتي لما تعودين للبيت انها لذيذة جدا ستعجبك
نحن ابناء القرى والمداشر نحب البيض كثيرا


أما هدى فقد احضرت سلحفاة صغيرة كهدية لايمان

وأما فاطمة فقد قطفت حبة طماطم من بستانهم واحضرتها خصيصا لها
,


رغم هداياهم البسيطة جدا

لكن حبهم لايمان غمرها

جعل قلبها يخفق بالسعادة وبادلتهم الحب ايضا


.
.

علمتهم كيف يعتنون جيدا بانفسهم بنظافة ملابسهم
احترام وطاعة والديهم

كيف يلقون التحية ويردون السلام بأدب
كيف يحبون بعضهم بعضا
اعادوا ترميم وتزيين قسمهم

وحفظوا كثيرا من سور القرءان الكريم
,
,

انقضت ثلاث سنوات سريعا وجاء يوم رحيل ايمان عن هاته القرية التي

امضت فيها احلى لحظات عمرها

لاتزال تذكر ذلك اليوم كثيرا حين عجز اغلب الصغار عن كتابة اسمائهم

وهاهم اليوم بعد ثلاث سنوات

يصطفون واحدا واحدا

كل واحد فيهم يحمل بين يديه رسالة لايمان مطرزة بالكثير الكثير من معاني الحب والاحترام لمعلمتهم


.
.


وانكبت تقبلهم وتضمهم واحدا واحد لعلها تخمد نار الشوق اليهم

وهي التي لم تغادرهم بعد

انهم صغارها ابناؤها الذين علمتهم القراءة والكتابة

وعلموها ان السعادة تكمن في البساطة والقلوب الصافية رغم الفقر المدقع




النهاية


,
,


وإني اهدي هاته الشخابيط لك وارجو من كل قلبي أن تعجبك


صَمْـتْــــ~









آخر تعديل أثر 2019-07-10 في 19:52.
رد مع اقتباس