منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - -هل تعرف من هو السلطان المسلم الذي انتصر في 1000 معركة ؟
عرض مشاركة واحدة
قديم 2018-12-04, 15:12   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي




الخـاتمة:


هذا الكتاب في شؤون الماي إدريس ألومه وثيقة مهمّة في تاريخ هذه الحقبة بكانم برنو، فهو من ناحية يعطينا صورة للأحداث التي مرت بها المنطقة، وما آلت إليه أحوال المملكة، كما أنه بوجه عام غني بمعارف كثيرة

نطلع من خلالها على جوانب من تاريخ أمتنا الإفريقية الإسلامية في القرون الماضية، والإمام أحمد البرنوي بكتابه هذا يُعد من أبرز المؤرخين الذين نهضوا بعبء تدوين تلك المرحلة التاريخية لذلك العهد الإسلامي

في إفريقيا، حيث سجّل كل ما استطاع تسجيله ليجمع لناّ هذه المعلومات الوفيرة عنه.

والقارئ لا يمضي في قراءة الكتاب حتى يُعجب بشخصية المترجم له؛ فالكتاب يُرينا بعض شؤون الملك إدريس ومملكته كانم برنو الاجتماعية إلى حدّ ما، ويصفه وصفاً مسهباً، ويعرض لنا ما واجهه إدريس ألومه من مشكلات في إمارته

وما دُبّر ضدّه من ثورات، وما دخل فيه مع أعداء إمارته من الحروب والغزوات، ويشير في أثناء ذلك إلى صور من الانحلال السياسي والاجتماعي، والتي أدت إلى إعلاء كلمة الملك إدريس ألومه.

ومع أنه لا يصحّ أن نعتمد كل الاعتماد على ما جاء في الكتاب من معلومات دون تدقيق وتحليل؛

فلا يمكن أن نُغفل محاولة الإمام أحمد التماس الدقة والتحري فيه، أو محاولته إثبات صحّة رواياته في طيات كلامه، ولذلك نجده في الكتاب يقرّر ذكر (بحسب ما رأينا وما سمعنا،

والله العالم الكامل، والحكم الشامل، ثم بعد فراغنا مما نحن بصدده نكتب إن شاء الله - تعالى - ما يتعلّق بأمر بلدة كانم؛ مبوّباً له على حدّته، على نحو ما رأينا)

الإمام أحمد البرنوي، "تاريخ الماي إدريس ..."، ص 7.

وكثرت مثل هذه العبارة (حسب ما رأينا) في فصول من الكتاب.

كما حاول المؤرخ أن يتخلّص من كل هوى وعصبية وتحيّز؛، مبتغياً في كتابه الحق ما أمكنه، ليسجل لنا ما استطاع من تاريخ بلاده وإمارة أهله تسجيلاً مستبصراً، يعرض الحوادث بجميع تفاصيلها؛ لتحكم

بأنه كان حازماً في كتاباته، وأن ما سجله كان هو الوجه الذي ينبغي أن يختاره العاقل الحصيف.

وقد أظهر المؤلف تواضعه في إيمانه بأن الإنسان في تصرّفاته لا يكون كاملاً، وأن الكمال كله لله -تعالى- وحده، وهو ما يُظهر لنا تأثير البيئة الإسلامية التي ينتمي إليها هذا المؤرخ الجليل

في عاداته وسلوكه؛ باقتدائه في تواضعه هذا بعلماء المسلمين.

المصدر: مجلة قراءات إفريقية - العدد الثالث - ذو الحجة 1429هـ / ديسمبر 2008م









رد مع اقتباس